طبول الحرب.. التنقيب عن «غاز المتوسط» يفتح أبواب الجحيم على «أردوغان»

الإثنين 20/يناير/2020 - 07:14 م
طباعة طبول الحرب.. التنقيب مصطفى كامل
 
باتت عمليات التنقيب غير القانونية التي تسعى إليها الدولة التركية وتخطط لها داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري لجمهورية قبرص، أمرًا يفرض عليها الدخول في حرب لا هوادة فيها ضد اليونان، وذلك عقب إعلان الأخيرة على لسان رئيس وزرائها «كيرياكوس ميتسوتاكيس» استعداد بلاده الدخول في الحرب بسبب انتهاكات أنقرة وترسيم الحدود البحرية.
وتتجاهل تركيا بزعامة «أردوغان» بشكل استفزازي النداءات المتكررة من المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي لإنهاء أنشطتها غير القانونية في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص؛ حيث قال بيان الإدانة الصادر من الحكومة القبرصية بحق تركيا، الأحد 19 يناير 2020، إن محاولة الحفر الجديدة من جانب أنقرة يشكّل انتهاكًا صارخًا آخر لحقوق السيادة والولاية القضائية لجمهورية قبرص بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار والأعراف ذات الصلة.

انتهاكات صارخة
الحكومة القبرصية أعلنت أن تركيا تحاول الآن إجراء تنقيب «غير قانوني» جديد جنوب المنطقة الاقتصادية «الجرف القاري لقبرص»، داخل منطقة التنقيب 8، التي تم منح ترخيصها حسب الأصول للشركتين الأوروبيين «إيني وتوتال»، واصفةً تلك المحاولة بأنها تمثل انتهاكًا صارخًا آخر لحقوق السيادة والولاية القضائية لجمهورية قبرص بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار والأعراف ذات الصلة.
وخلال بيان إدانة أصدرته وكالة الأنباء القبرصية «سي إن إيه» عن الحكومة القبرصية، أكدت أن العمليات التي تخطط لها تركيا في المتوسط غير قانونية، قائلةً: إن تركيا تقوم بأنشطة غير قانونية داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، متجاهلة بشكل استفزازي النداءات المتكررة من جانب المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي لإنهاء أنشطتها غير القانونية في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص.
وفي أواخر ديسمبر 2019، لوّحت اليونان باللجوء إلى محكمة العدل الدولية في «لاهاي» إذا لم تتمكن أثينا وأنقرة –آنذاك- من حل النزاع بينهما بشأن تحديد السيادة على المناطق في البحر المتوسط؛ حيث أوضح رئيس الوزراء اليوناني أنه يجب على تركيا وبلاده بحث خلافاتهما بشأن المناطق البحرية في إيجة وشرق المتوسط على المستويين السياسي والدبلوماسي، مشيرًا إلى أنه في حال عدم تمكن أثينا من التوصل لحل فعلينا أن نتفق أن الخلاف الذي تعترف به اليونان (بشأن المناطق البحرية) يجب أن يتم البت فيه لدى هيئة دولية مثل محكمة العدل الدولية في لاهاي.

مستعدون للحرب
في السياق ذاته، أبلغ «ميتسوتاكيس»، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال حديثهما حول ليبيا وتركيا، أن بلاده مستعدة للحرب ضد تركيا بسبب اتفاقية ترسيم الحدود التي قامت بها أنقرة مع حكومة فايز السراج، مؤكدًا -بحسب صحيفة «لاستامبا» الإيطالية- أن إعلان «أردوغان» اعتزامه الشروع خلال العام الحالي في التنقيب والحفر داخل المناطق البحرية التي تم ترسيمها، والذي أدانه جزء من المجتمع الدولي؛ وبخاصة اليونان وقبرص، يعدّ انتهاكًا صارخًا لسيادة اليونان وقبرص الوطنية.
وأوضحت الصحيفة الإيطالية، في تقرير لها، أن السباق الدائر للاستحواذ على الغاز الطبيعي بالمنطقة الشرقية للمتوسط يجعل اللعبة الليبية أكثر تعقيدًا ويعزز العلاقات بين موسكو وأنقرة، مشيرةً إلى أنه بالإضافة إلى خط أنابيب «تيركش ستريم» الذي ينقل الغاز الروسي عبر تركيا إلى أوروبا، أصبح الغاز حاليًا مدعاة لطموحات ومخاوف هاتين القوتين في المنطقة الشرقية للبحر المتوسط.
وأشارت الصحيفة الإيطالية، إلى إعلان أثينا النفير العام لصالح الجيش الوطني الليبي، على خلفية التوترات مع أنقرة وتعزيز تحالفاتها مع واشنطن وقيادتها حاليًا للجبهة المعادية لتركيا في أوروبا، لدرجة التهديد باستخدام حق النقض «الفيتو» داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي بشأن أي اتفاق سلام محتمل في ليبيا إذا لم يتم إلغاء مذكرة التفاهم التركية الليبية بخصوص ترسيم الحدود البحرية واستغلال المناطق الاقتصادية الخالصة بين البلدين.
وأكدت أن استقبال المشير خليفة حفتر، الخميس الماضي في اليونان استقبال الرؤساء لم يكن من قبيل المصادفة، حيث التقى هناك وزير الخارجية اليوناني.

شارك