«الحركة المنزلية» في تركيا.. هل تسير على خُطى «الخدمة»؟

الثلاثاء 21/يناير/2020 - 12:47 م
طباعة «الحركة المنزلية» أسماء البتاكوشي
 
يتبع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استراتيجية الاعتماد على الطوائف الدينية في إدارة شؤون بلاده، وهو الذي بدأ في استخدامه مؤخرًا من خلال الحركة الصوفية المعروفة بـ«Menzel»، أو «الحركة المنزلية».



الحركة المنزلية جماعة من النقشبندية الخالدية، ويأتي اسمها نسبة إلى قرية المنزل التي كان يعيش فيها شيخ الجماعة النقشبندي «محمد راشد أرول»، ويقع مقرها في آديامان التركية؛ وتشعبت بسرعة كبيرة في أنقرة وإسطنبول، وانتشرت بسرعة أكبر بعد عام 1980؛ لسمعتها المتناقلة بوصفها النظام الديني الداعم للدولة.



وعلى الرغم من عملية الإقصاء التي قام بها «أردوغان» ضد رجل الدين فتح الله جولن، وتابعيه من حركة الخدمة؛ فإنه يعتمد من جديد على الحركات الدينية في إدارة الأزمات.



وتعتبر مشاركة الطوائف الدينية ليست بالأمر الجديد في السياسة التركية، طالما كان الأمر تحت سيطرة الرئيس التركي وحزبه الحاكم، إذ برزت في الآونة الأخيرة عشرات التعيينات والترقيات داخل الحكومة من أعضاء في الحركة الصوفية المعروفة بـ«Menzel».



واللافت للانتباه أن «الحركة المنزلية» تشغل المناصب التي كان يشغلها في السابق الموالون لـ«فتح الله جولن»، بحسب ما نشره تقرير مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية.

هل تتكرر تجربة كولن؟

وتختلف الحركة المنزلية في بعض الأمور عن حركة الخدمة؛ إذ قال القيادي السابق لحركة آزادي الإسلامية في كردستان تركيا، صدقى زيلان: إن هناك الكثير من الاختلافات بينهما، وكان توغل حركة الخدمة واسعًا في الدولة.



وتابع في تصريحات صحفية له، أن توغل المنزليين محدود؛ لأن حركة الخدمة كانت تنشط خارج تركيا، لكن شبكة علاقات الحركة المنزلية محدودة وتحت سيطرة الدولة.



ويقول «مفيد يوكسل» المحلل الكردي في تركيا: إن حزب «العدالة والتنمية» يضغط بصورة كبيرة على المنزليين تخوفًا من امتداد نفوذهم كحركة الخدمة.


ويتنامى نفوذ المنزليين بصورة ملحوظة؛ إذ إن مجموعة «سمرقند هولدينج» القابضة تابعة للحركة، وتضم 40 شركة عاملة في مجالات التعليم، والطاقة، والصحة، والسياحة والإعلام.



كما يشغل المنتمون إلى «المنزلية» مناصب حساسة في حكومة حزب العدالة والتنمية؛ إذ إن وزير الطاقة التركي السابق «تانر يلدز» من المنزليين، إضافة إلى وزير الصحة «فخرالدين كوجا».



ووفق مركز «opendemocracy» البحثي، فإن المنزلية تحصل على حقوق لا ينالها الكثير من الجماعات الدينية في تركيا.



ويسمح الحزب الحاكم في تركيا، للحركة بتنظيم الفعاليات بشكل دائم؛ إذ تحظى عناصرها بدعم وحماية من النظام، وممنوع على رجال الأمن توقيف أو اعتقال أحد أفرادها.



ويقول عالم الاجتماع التركي «جوكهان باجيك»: «يرتبط المنزليون بعلاقة وثيقة مع الحزب الحاكم في تركيا، ولن تثار مشكلة طالما أطاعوا أردوغان».



وأعرب عن اعتقاده بأن الحركة لا تريد الوقوف في وجه حزب العدالة والتنمية، مستبعدًا تصور الرئيس التركي أن المنزليين تجاوزوا الحدود فيعمد إلى إضعافهم.

«الحركة المنزلية»


وعلى هذا بدأت الحركة المنزلية فى الانتشار في مناطق غربي تركيا كواحدة من أسرع المناطق لنمو الجماعات الدينية في البلاد، وتميل الطريقة المنزلية إلى دعم أحزاب يمين الوسط، حتى تم تأسيس حزب العدالة والتنمية.


وأنشأت الحركة جمعية رجال الأعمال تومسياد التي تملك 1500 عضو مسجل؛ ما يشير بوضوح إلى مدى نفوذ تلك الجماعة، كما انتخب رئيسها «حسن سيرت» لعضوية البرلمان في عام 2005؛ ممثلًا عن حزب العدالة والتنمية.

شارك