«أردوغان الكاذب».. وسقطت «ورقة التوت» عن الرئيس التركي
الثلاثاء 21/يناير/2020 - 06:54 م
طباعة
التخبطات والتناقضات سمة أساسية لدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خاصة حينما تتأزم الأوضاع حوله ويحاول الخروج منها بأقل الخسائر، وتمثل ذلك في أحدث تصريحاته الإثنين 20 يناير 2020، بأن بلاده لم ترسل قوات إلى ليبيا حتى الآن، رغم إعلانه خلاف ذلك منذ أيام قليلة.
ونقلت محطة «إن.تي.في» التلفزيونية التركية، عن «أردوغان» قوله: إن أنقرة بعثت مستشارين عسكريين ومدربين فقط.
وما يؤكد تناقض «أردوغان»، أنه أعلن في 8 يناير الحالي بحسب صحيفة «حرييت»، أن بلاده أرسلت 35 جنديًّا إلى ليبيا دعمًا لحكومة طرابلس لكنهم لن يشاركوا في المعارك، مضيفًا أن بلاده ستتولى مهمة التنسيق.
وقبل أيام قليلة من مؤتمر برلين المنعقد فى 19 يناير بالعاصمة الألمانية لحل الأزمة الليبية، قال «أردوغان» إن تركيا ستواصل استخدام جميع الوسائل الدبلوماسية والعسكرية لضمان الاستقرار على حدودها الجنوبية البرية أو البحرية، مضيفًا في كلمة ألقاها خلال اجتماع بالمجمع الرئاسي بالعاصمة "أنقرة" لتقييم عمل الحكومة خلال عام 2019، أن بلاده تعتزم في 2020 إصدار تراخيص للمناطق البحرية المشمولة في الاتفاق مع ليبيا (اتفاقيتان إحداهما بحرية والأخرى أمنية وقعهما أردوغان مع حكومة الوفاق فى طرابلس)، والبدء بأعمال التنقيب فيها.
محاولة فاشلة للتبرئة
تراجع الرئيس التركي عن أقواله، بعد انعقاد قمة برلين لحل الأزمة في ليبيا، خاصة أن نص البيان الختامي لها، دعا إلى اتخاذ خطوات ذات مصداقية قابلة للتحقق متسلسلة ومتبادلة، تبدأ بهدنة تلتزم بها جميع الأطراف المعنية، وتؤدي إلى وقف شامل ودائم للأعمال العدائية كافة، بما فيها عمليات القصف الجوي، بالإضافة إلى إنهاء كل التحركات العسكرية.
ويبدو أن «أردوغان» أراد تبرئة بلاده، بإعلانه عدم وجود عسكري على الأراضي الليبية، لمنع بلاده من التعرض لانتقادات وعقوبات، خصوصًا أن بنود النص الختامي لمؤتمر برلين، كان من بينها دعوة مجلس الأمن إلى فرض عقوبات ملائمة على من يثبت انتهاكه ومخالفته لترتيبات وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى حث جميع الأطراف الدولية الفاعلة بعدم التدخل في الشأن الليبي.
ورغم محاولة الرئيس التركي الإفلات، فإنه لن يستطيع فعل ذلك، خصوصًا في ظل العديد من التقارير والفيديوهات المتداولة التي تثبت نقل أنقرة مرتزقة سوريين للقتال في ليبيا.
كذب أردوغان
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، كشف في 26 ديسمبر 2019، عن افتتاح 4 مراكز لاستقطاب المقاتلين ضمن مقرات تتبع المجموعات المسلحة التي تدعمها أنقرة في سوريا، لتشجع مقاتليها على الالتحاق بالحرب في طرابلس بتقديم مغريات مالية لهم.
كما أشار المرصد في تقرير له، إلى وصول 260 مسلحًا، بينهم ضابط برتبة نقيب من الفصائل الموالية لأنقرة إلى ليبيا، للقتال إلى جانب ميليشيات طرابلس ضد قوات الجيش الوطني الليبي، مؤكدًا أن عدد المسلحين الذين وصلوا إلى المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 1700، كما أن عدد الذين وصلوا إلى طرابلس ارتفع إلى نحو 2400.
السراج يورط «أردوغان»
وعلى الرغم من دعم الرئيس التركى لحكومة الوفاق الليبية، فإن رئيسها فايز السراج اعترف بشكل «ضمني»، بوجود مرتزقة سوريين يقاتلون إلى جانب قواته في طرابلس، مضيفًا في لقاء مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، الإثنين 20 يناير 2020، ردًا على سؤال بخصوص استقدام مقاتلين سوريين إلى طرابلس، أن حكومته لا تتردد مطلقا في التعاون مع أي طرف.