بإستراتيجية «الطوق الإرهابي».. «داعش» يتغلغل في قلب القارة السمراء
الثلاثاء 21/يناير/2020 - 08:57 م
طباعة
أحمد سلطان
في أبريل 2019، خرج الزعيم السابق لتنظيم «داعش» الإرهابي أبوبكر البغدادي في لقاء مصور، يدعو أنصاره في أفريقيا لمواصلة إحياء التنظيم عقب سقوط خلافته المكانية في كلٍ من سوريا والعراق.
«البغدادي»، الذي قُتل لاحقًا في عملية عسكرية أمريكية على الحدود السورية التركية فى أواخر أكتوبر 2019 ، أشاد بأبي الوليد الصحراوي، قائد عمليات «داعش» في منطقة الساحل والصحراء الأفريقية، داعيًا لإطلاق حرب استنزاف «عسكرية - اقتصادية» ضد أعداء التنظيم في القارة السمراء.
ولاقت دعوة «البغدادي» آذانًا صاغية من إرهابيي القارة، لتتزايد وتيرة العمليات الإرهابية خلال النصف الثاني من عام 2019، وحتى مطلع العام الجاري، رغم استمرار أعمال مكافحة الإرهاب في أنحاء القارة.
إستراتيجية الطوق الإرهابي
شكل سقوط الخلافة المكانية لتنظيم «داعش» في سوريا والعراق، تحديًا أمام التنظيم الإرهابي دفعه لنقل ثقله العملياتي الأكبر من «المركز» إلى الأطراف وتحديدًا في أفغانستان وأفريقيا، إلا أن الأشهر التي أعقبت تهاوي خلافة التنظيم أثبتت أن أفرعه في أفريقيا هي الأكثر خطورة على الإطلاق.
وشن مقاتلو «داعش» سلسلة من الهجمات المنسقة تحت مسمى «غزوة الثأر لأبي بكر البغدادي، وأبي الحسن المهاجر»، وأتبعوها بسلسلة أخرى من الهجمات على القواعد العسكرية في النيجر وبوركينا فاسو ومالي.
ويسعى التنظيم الإرهابي لتطويق دول القارة الأفريقية، وتثبيت قدمه في منطقة البحيرات العظمى والجنوب الأفريقي، وذلك انطلاقًا من الصومال التي يوجد بها مئات الدواعش خاصةً في منطقة بونتلاند في شمال شرقي البلاد.
وحذر مجلس السلم والأمن الأفريقي، في وقت سابق، من خطورة إستراتيجية الطوق الإرهابي التي يتبعها التنظيم الإرهابي، موضحًا أن هناك ما بين 2000: 2500 مقاتل داعشي يسعون للوجود في منطقة القرن الأفريقي والبحيرات العظمى، بالإضافة لوجود مقاتلين آخرين في منطقتي الساحل والصحراء.
ويستغل التنظيم الإرهابي حالة الفوضى وعدم الاستقرار في دول القارة الأفريقية، للتغلغل والانتشار ويتخذها قاعدة لتخطيط وتنفيذ الهجمات في خارج القارة، وخاصةً ضد الدول الأوروبية وعلى رأسها فرنسا المشاركة في أعمال مكافحة الإرهاب في أفريقيا.
أهداف «التمدد الداعشي» في أفريقيا
تشير دراسة سابقة نشرتها مجلة "قراءات أفريقية" إلى أن تنظيم «داعش» يسعى لتحقيق عدة أهداف عبر التمدد في منطقة القرن الأفريقي، وعلى رأسها إقامة ما تعرف بـ«ولاية شرق إفريقيا»، التي من المقرر أن تجمع شتات خلايا التنظيم المشتتة في كل من الصومال وإثيوبيا والكونغو الديمقراطية وموزمبيق، بجانب العناصر الجديدة التي سيستقطبها التنظيم الإرهابي.
كما يسعى «داعش» لتوسيع رقعة انتشاره التنظيمي في المنطقة لاستعادة بريقه والسيطرة على أكبر رقعة جغرافية بعد هزائمه في سوريا والعراق، إضافةً لتعزيز موارد التنظيم المالية من خلال محاولة الاستحواذ على ثروات المنطقة، مثل النفط وعمليات التهريب بين دول المنطقة والقارة، وسرقة مناجم الذهب، ما يسمح له بتمويل جميع عناصره وخلاياه في مناطق مختلفة من القارة والعالم.
وبالإضافة للأهداف السابقة فإن «داعش» يسعى لخطف الأضواء من حركة «الشباب» الصومالية الإرهابية، وذلك في إطار التنافس والصراع بين تنظيمي «القاعدة وداعش» في أفريقيا خلال السنوات الأخيرة.
وطفا التنافس بين التنظيمين الإرهابيين على السطح، عقب إعلان عدد من قيادات الحركات الإرهابية المحسوبة على القاعدة (الشباب الصومالية، والمرابطون) بيعتها لتنظيم داعش، وهو ما أدى إلى اقتتال لم يتوقف بين مؤيدي «داعش» و«القاعدة»، منذ عام 2015.