«طمع لا ينتهي».. تركيا تحاول السيطرة على نفط الصومال

الثلاثاء 21/يناير/2020 - 09:45 م
طباعة «طمع لا ينتهي».. أحمد سامي عبدالفتاح
 
في إطار العبث الذي تحرص تركيا على ممارسته في الشرق الأوسط، اتجهت عيون الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الصومال الذي عانى لسنوات من وطأة الحرب الأهلية والتنظيمات الإرهابية؛ فبدلًا من أن تقوم تركيا بدعم البلد المهمش، أعلنت عن رغبتها بالتنقيب عن النفط والغاز قبالة سواحل الصومال في خطوة لم تعجب الوسط السياسي في الصومال.

طمع لا ينتهي
بينما هو عائد على متن طائرته إلى تركيا بعد مشاركته في قمة برلين الخاصة بالأزمة الليبية، صرح الرئيس التركي للصحافة العالمية أن حكومة الصومال قد قدمت طلبا لتركيا تطالبها فيه بالتنقيب عن الغاز والنفط قبالة سواحلها، ما يظهر الوجه الحقيقي لتركيا في القرن الأفريقي. 
وقد نقلت قناة NTV عن الرئيس التركي قوله إن التنقيب عن النفط في المياه الإقليمية التابعة للصومال سوف يدر عائدًا كبيرًا على الاقتصاد التركي. 
وتعد تركيا من كبار مانحي المساعدات للصومال بعد مجاعة ألمت به في عام 2011. وقد اعتمدت أنقرة المساعدات المقدمة من خلال وكالة تيكا التركية كوسيلة لتقوية نفوذها في البلد الذي يطل على واحد من أهم المضائق البحرية في العالم والذي ينقل مواد الطاقة والنفط إلى أوروبا عبر البحر الأحمر.

تغلغل تركي
كما أن الصومال يضم أكبر قاعدة عسكرية وسفارة لتركيا خارج حدودها، كما تعمل تركيا من خلال قاعدتها العسكرية على تدريب قوات الأمن والجيش الصومالي،  ما يعزز من نفوذها على المؤسسات الأمنية، ما يتيح لها بشكل أو بآخر انتهاك السيادة الصومالية لصالح تحقيق شأنها الخاص. وقد ظهر الإهتمام التركي بالصومال منذ عام 2011 حينما قامت الصومال أردوغان بزيارتها حينما كان رئيسا للوزراء، كما قام بزيارة بصفته الرئاسية مرتين عامي 2015 و2016، ما يعكس الرغبة التركية ف ي الوجود في منطقة القرن الأفريقي. 

فشل وإخفاق
من جانبه، أكد الباحث محمد ربيع المختص في الشأن التركي أن أردوغان بعد فشل سيطرته على سوريا، اتجه للسيطرة على النفط في الصومال.
كما أكد ربيع أن تركيا قد سعت إلى توطيد علاقاته بالصومال وافتتحت المدارس في الصومال وعملت على تعليم الشعب الصومالي اللغة التركية كما قام أردوغان حينما كان رئيسًا للوزراء بزيارة إلى مقديشو عام 2011، إضافة إلى تقديم تركيا المساعدات الإنسانية أثناء المجاعة التي ضربت الصومال في هذه الفترة، ويأتي الاهتمام التركي بالصومال في إطار للأهمية الجيوسياسية للصومال؛ حيث توجد تقرير إعلامية الآن تشير إلى أن تركيا استغلت الأوضاع بعد ما يسمى الربيع العربي ووطدت علاقاتها بالصومال حتى تم نشر اللغة التركية في مقديشو، وبدأ الصوماليون بتعلم اللغة التركية، التي أصبحت تدريجيا إحدى اللغات الثانية، بجانب العربية والإنجليزية، ما سهل وجود ولاءات للتركيا في الداخل الصومالي حيث تقدم أنقرة العديد من المنح الدراسة للطلاب في الصومال.
إضافة إلى الوجود العسكري التركي في الصومال من خلال القواعد العسكرية؛ حيث افتتح أنقرة في سبتمبر 2017، قاعدة عسكرية كبيرة بجنوب العاصمة مقديشو، وتعد هذه القاعدة (التي تضم ثلاث مدارس عسكرية بجانب منشآت أخرى)، أكبر معسكر تركي للتدريب العسكري خارج تركيا، كما بلغ حجم التبادل التجاري بين تركيا والصومال حوالي ١٠٠ مليون دولار حتى العام ٢٠١٧ فقط.
وقد أضاف الباحث أن الجديد الآن أن إعلان إنقرة عن وجود طلب من الصومال للتنقيب عن النفط في منطقة البحيرات التابعة للصومال يأتي بعد فشل تركي في الكثير من الملفات ويرغب أردوغان من خلالة إلى سد احتياجات تركيا للطاقة والتي تستورد 90% منها من الخارج مما يؤكد سعي أردوغان إلى تبرير فشله أمام شعبه وكذلك تشتيت الرأي العام الداخلي في قضايا أخرى ثانوية.
من المؤكد أن الصومال سيرفض مثل هذه المحاولات التركية خاصة وأن القيادة الصومالية تفضل التعاون مع الدول العربية على التعاون مع تركيا بعد أن بدأت الدول العربية بتأسيس تحالف جديد لحماية وتأمين البحر الأحمر حيث وقعت الصومال على ميثاق تأسيس مجلس الدول العربية والإفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، بجانب 7 دول أخرى وهي ( السعودية والسودان وجيبوتي وإريتريا ومصر واليمن والأردن).

شارك