العقوبات لم تُحدد.. «أردوغان» يخرق اتفاقات مؤتمر برلين
الأربعاء 22/يناير/2020 - 06:36 م
طباعة
معاذ محمد
رغم مرور أيام قليلة على مؤتمر برلين للأزمة الليبية، الذي توصل جميع الأطراف المشاركين فيه ومنهم أنقرة إلى بيان ختامي، نص على احترام حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا وعدم التدخل في شؤون البلد العربي، فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خرق التزاماته الدولية، بإرساله المزيد من المرتزقة إلى طرابلس، إذ كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، الثلاثاء 21 يناير 2020، أن عدد المرتزقة الذين انتقلوا إلى طرابلس وصل إلى نحو 2600 حتى الآن، مؤكدًا أن عملية تسجيل أسماء الراغبين بالذهاب إلى هناك مستمرة في عفرين ومناطق «درع الفرات» وشمال شرقي سوريا وبشكل كبير.
وبحسب المرصد، فإن عدد القتلى في صفوف الفصائل المسلحة الموالية لتركيا في معارك طرابلس، بلغ 28 مسلحًا من فصائل «لواء المعتصم، وفرقة السلطان مراد، ولواء صقور الشمال، والحمزات وسليمان شاه».
وبحسب البيان الصادر عن الأطراف المشاركة في مؤتمر برلين، 19 يناير 2020، فإنه تم الاتفاق على ضرورة توحيد الجهود ومضاعفتها من أجل تأمين عملية وقف إطلاق النار بشكل دائم ومستمر، والسعي لإنهاء الاقتتال وخفض التصعيد، بالإضافة إلى إيقاف جميع النشاطات العسكرية، والدعوة إلى عملية شاملة لنزع سلاح الجماعات المسلحة والميليشيات في طرابلس.
هل يعاقب أردوغان؟
في ختام مؤتمر برلين، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للصحفيين، إنه تم التوافق على احترام الحظر على الأسلحة، ومراقبته بشكل أكثر حزمًا من السابق، مؤكدة أن طرفي النزاع في ليبيا والداعمين الدوليين لهما اتفقوا على ضرورة احترام ذلك، وتعزيزه من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
ومن جهته، أكد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، غسان سلامة، أن الرئيس التركي تعهد في البند الخامس من بيان مؤتمر برلين، بعدم إرسال قوات أو مرتزقة إلى ليبيا، مشددًا في لقاء مع قناة «مائتين وثمانية عشر» الليبية، على أنه يستطيع الآن محاسبته بشأن ذلك، مضيفًا أنه «لدي ورقة ولدي ما أحاسبه عليه، وهذا الأمر لم يكن متوفرًا قبل ذلك.. ولدي الآن تعهد منه».
وبالرغم من تأكيد مبعوث الأمم المتحدة أن لديه الآن ما يحاسب «أردوغان» عليه، لكن المستشارة الألمانية، أوضحت عقب انتهاء مؤتمر برلين، أن زعماء العالم لم يبحثوا أثناء قمتهم حول ليبيا إمكانية فرض عقوبات في حالة انتهاك حظر الأسلحة المفروض على ليبيا.
وحاول «أردوغان» التنصل من اتفاقات مؤتمر برلين وتناقض مع ذاته، الإثنين 20 يناير 2020، من خلال إعلانه أن بلاده لم ترسل قوات إلى ليبيا حتى الآن، رغم تصريحه بخلاف ذلك منذ أيام قليلة، ثم فضحه اعتراف فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق الليبية الموالية لأنقرة، خلال لقاء مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، بوجود مرتزقة سوريين وقتالهم إلى جانب قواته في طرابلس.