لتأسيس إمارة إرهابية.. «داعش» يسعى لعزل «برونو» عن نيجيريا
الجمعة 24/يناير/2020 - 11:50 ص
طباعة
أحمد سلطان
خلال الفترة الماضية، لجأ تنظيم داعش في غرب أفريقيا والمعروف بـ«بوكو حرام»، لاستراتيجية جديدة في العمليات الإرهابية لعزل ولاية برونو (معقله الأساسي) عن بقية نيجيريا.
وشن التنظيم سلسلة من الهجمات الإرهابية اليومية على طريق «كانو - مايدوجوري» السريع بحسب بيانات متفرقة لولاية أعماق الداعشية، وهو الطريق الوحيد الذي مازال يربط الولاية النيجيرية بباقي أجزاء البلاد.
وعلى مدار السنوات الأربع الماضية، فجرت «بوكو حرام» الكباري الرئيسية على الطرق الأربع، كما استولت الجماعة الإرهابية الداعشية على عدة مناطق تشرف على الطريق السريع.
ويهدف التنظيم الإرهابي لقطع طرق المواصلات بين الولاية وبين باقي التراب النيجيري، تمهيدًا للاستقلال بها وإعلانها «ولاية مكانية» تابعة لخلافة تنظيم داعش الإرهابي بقيادة أبي إبراهيم القرشي الزعيم الحالي له.
ونجح الجيش النيجيري خلال عام 2018 في دحر تنظيم داعش في غرب أفريقيا، وأعاد افتتاح الطرق التي أغلقها التنظيم الإرهابي، إلا أنه لم يوفر قوات كافية لتأمين تلك الطرق، وهو ما فتح الباب على مصراعيه لعودة التنظيم الإرهابي للسيطرة على تلك المناطق والطرق من جديد.
وعمد التنظيم الإرهابي لتكتيكات جديدة على مدار الأشهر الأخيرة من عام 2019، إذ لجأ إلى اتباع تكتيك «صيادو الصحوات» التي دعت صحيفة النبأ - الناطقة بلسان التنظيم- لأتباعه عقب سقوط معاقل التنظيم في سوريا والعراق.
ونصب مسلحون من «بوكو حرام» يرتدون الزي العسكري كمائن على «كانو - مايدوجوري» السريع، واستوقفوا سيارات المدنيين، وقاموا بتفتيشها بحثًا عن عناصر من الجيش والشرطة والمسيحيين.
وفي المقابل لجأ الجيش النيجيري والشرطة المحلية إلى تسيير دوريات حراسة لقوافل المسافرين عبر الطريق السريع، خوفًا من هجمات التنظيم الإرهابي التي أوقعت عشرات القتلى من العسكريين والمدنيين.
لماذا ضاعف داعش هجماته على طريق «برونو» السريع؟
بدأ نشاط داعش يتزايد في أفريقيا عقب الإصدار المرئي الذي بثته مؤسسة الفرقان الداعشية لأبي بكر البغدادي - زعيم داعش السابق- في 29 يناير 2019.
وظهر «البغدادي» في الإصدار وهو يستعرض ملفات لما يُعرف بالولايات الداعشية في أفريقيا، وهو ما دلل على وجود نية لدى التنظيم الإرهابي في أفريقيا.
وتشير دراسة لمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة بعنوان «لماذا يحرص "داعش" على تكوين مجموعات جديدة في إفريقيا؟» إلى أن التنظيم الإرهابي يعتبر أفريقيا ولاسيما منطقة برونو في نيجيريا ومنطقة الساحل والصحراء «بديلاً محتملًا» لقياداته وعناصره خلال المرحلة القادمة، لاسيما وأن المنطقة تتمتع بتضاريس صعبة ومساحة شاسعة يجعلها ملاذًا لداعش.
كما يسعى التنظيم لاستغلال نفوذه في القارة الأفريقية في توجيه ضربات انتقامية ضد الولايات المتحدة والدول الأوروبية وعلى رأسها فرنسا التي شاركت في تأسيس تحالف إقليمي لحرب الإرهاب في غرب إفريقيا باسم قوات G- 5.
ويسعى داعش للانتقام من الدول الأوروبية عبر استهداف مصالحها داخل القارة الإفريقية، وهو ما تزايد بصورة ملحوظة خلال الفترة الماضية.