الدخول في نفق الحرب الأهلية.. الميليشيات الطائفية تتوعد حراك الشارع اللبناني

السبت 25/يناير/2020 - 02:09 م
طباعة الدخول في نفق الحرب مصطفى كامل
 
تهديدات عدة أطلقتها الميليشيات الطائفية في لبنان ضد المتظاهرين الذي خرجوا نهاية العام المنصرم، عقب الاحتجاجات التي شهدتها بيروت منذ 17 أكتوبر 2019، ضد الطبقة السياسية، ثم استقالة حكومة رئيس الوزراء سعد الحريري في 29 من الشهر ذاته.



ودخلت الميليشيات الطائفية وحزب الله اللبناني الموالي لإيران على الخط، بتوعد المتظاهرين بفتح أبوب الجحيم أمامهم مرة أخرى، في محاولة منهم لإدخال البلاد في نفق الحرب المظلم، وتكرار النموذج السوري، وإعادة الأوضاع في لبنان إلى أوضاع مشابهة للحرب الأهلية التي وقعت ثمانينيات القرن الماضي.


الميليشيات تتوعد

نشرت مجموعة ملثمة أطلقت على نفسها «عشيرة آل شريف» مقطعًا مرئيًّا عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» في 23 يناير 2020، تضمن 5 أشخاص ملثمين مدججين بالسلاح، يتوعدون المتظاهرين، قائلين: «نحن عشيرة آل شُريف، يا قطاع الطرق يا من تدعون الحرية، اليوم اعتديتم على أحد أبنائنا وأبناء المؤسسة العسكرية، لقد اعتديتم عليه بلا ذنب يا كلاب تركيا ومن خلفها، نحذركم ونحذر قيادات الجيش إن لم تأخذ هذه القيادة بالثأر لابننا، فإننا سندق رؤوسهم تحت نعال أقدامنا».

ولوّح حسن نصر الأمين العام لحزب الله اللبناني –الذراع الإيرانية في لبنان- في مطلع أكتوبر 2019، أثناء خطاب له لجموع المتظاهرين، بنشر مناصريه وعناصر الحزب في كل أرجاء البلاد لدعم النظام السياسي في البلاد، والذي يُعد حزبه جزءًا منه. 

وهتف اللبنانيون: «كلن يعني كلن، ونصر الله واحد منن»، في إشارة إلى رغبتهم في إبعاد جميع رموز السلطة الحاكمة عن المشهد السياسي، بما في ذلك ميليشيا حزب الله وزعيمها حسن نصر الله.

وعلى إثر هذا، هدد الأمين العام لحزب الله الشيعي اللبناني، بنزول أنصاره إلى الشارع، قائلا: «حركتنا ليست بسيطة، وقرار نزولنا للشوارع ليس قرارًا بسيطًا، الأمر الذي سيؤدي إلى دخول البلد في مسار مختلف، ولن يأتي وقته، وإذا أتى ستجدوننا جميعًا في الشارع في كل المناطق، وسنغير كل المعادلات»، الأمر الذي رفضه المتظاهرون، مرددين حين ذلك هتافات «نحن نريد الدولة ونرفض دويلة يديرها شخص مختبئ».

وعقب كلمة «نصر الله» توجهت مواكب لدراجات نارية لميليشيا «حزب الله» و«حركة أمل» المناصرة لها، في 21 أكتوبر 2019، إلى العاصمة بيروت لقمع المتظاهرين، تحمل رايات الحزب والحركة بجانب الأسلحة، أثناء تمشيطهم العاصمة بيروت ومناطق أخرى في البلاد لتفريق المحتجين، وخرجت وفود مؤيدة للحزب الشيعي في 24 من الشهر ذاته، رافعة شعارات سياسية مؤيدة لأمين عام حزب الله، واشتبك عدد من المتظاهرين معهم في منطقة رياض الصلح الواقعة في بيروت، إلى أن تمكنت قوات الجيش اللبناني من فض الاشتباكات بين الجانبين دون وقوع أي إصابات، بحسب إعلام لبناني محلي.

تخوّف إيراني

خرج المرشد الأعلى للنظام الإيراني علي خامنئي، نهاية أكتوبر 2019، للتنديد بالمظاهرات في الشارع اللبناني، الأمر الذي يكشف وفق صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية مخاوفه من المخاطر التي تحملها، موجهًا اتهامات للولايات المتحدة بإثارة الفوضى في المنطقة. 

وقال «خامنئي»: «أنصح لبنان والعراق بأن تكون الأولوية لهما هي الوقوف أمام هذه التهديدات الأمنية»، وأمر القوات الإيرانية بأن تكون في حالة تأهب، ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن كلامه ربما يشير إلى أنه يريد من الجماعات الوكيلة عن طهران في لبنان مواجهة المتظاهرين.

وخلال تقرير «نيويورك تايمز» الذي نشر في الأول من نوفمبر 2019 أكدت أن هناك تخوفًا في طهران بسبب التظاهرات الحاشدة في لبنان، لافتةً إلى أنه في حال نجاح المحتجين في تغيير الحكومة والإطاحة بالنظام السياسي المرتبط بإيران، فإن الأخيرة ستكون الخاسرة لعقود من الاستثمارات السياسية والمالية والعسكرية.

وأكدت الصحيفة أن إيران قد تستخدم عددًا من الأساليب، وستقوم بتقسيم المتظاهرين وإبعاد الحركتين الشيعيتين، حزب الله وأمل، عن الدعوة بالمطالبة بتغيير كامل البنية السياسية في البلد، وإلقاء التهم على جهات أجنبية بأنها خلف دعوات التظاهر.

شارك