بإجراءات استباقية.. «تيرانا» تكبح جماح «إرهاب الملالي» في أوروبا

الأحد 26/يناير/2020 - 07:22 م
طباعة بإجراءات استباقية.. نورا بنداري
 
كثفت الحكومة الألبانية من تدابيرها لمواجهة أي أعمال إرهابية في البلاد؛ إذ أغلقت مركزًا لتصدير الإرهاب تابع للنظام الإيراني في العاصمة «تيرانا».
وأفادت صحف محلية الخميس 23 يناير 2020، أنه تم إغلاق مؤسستين ايرانيتين، وهما: مدرسة «سعدي»، ومركز «الاستشارات الثقافية»، على خلفية النشاطات المشبوهة التي تقومان بها.
وأشار وزير التعليم الألباني «بسا شاهيني» في تصريحات للقناة «ABC News» الإخبارية الأمريكية، إلى أن وزارته طلبت إعادة جميع الرسوم المتبقية للطلاب، وإرسال جميع الوثائق اللازمة للتسجيل في المدارس الأخرى، كما أمرت بتشكيل لجنة ثلاثية لمتابعة عملية إغلاق المدرسة.
وجدير بالذكر، أن ألبانيا رحبت باستهداف قائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيرانى، قاسم سليماني، في عملية أمريكية استهدفت سيارته في العاصمة العراقية بغداد 3 يناير الجاري.

إرهاب إيران
وتشهد العلاقة بين ألبانيا وإيران توترًا؛ بسبب احتضان الدولة الأوروبية أعضاء منظمة «مجاهدي خلق» المعارضة للنظام الإيراني، الأمر الذي دفع ببعض قيادات الحرس الثوري للتخطيط لشن أعمال إرهابية ضد أعضاء المنظمة في ألبانيا، وهذا ما أعلنته الحكومة الألبانية في أكتوبر 2019، أنها اكتشفت شبكة إيرانية تابعة للجناح الخارجي للحرس الثوري، خططت لهجمات إرهابية لاستهداف أعضاء «مجاهدي خلق».
ودفع هذا تيرانا في ديسمبر 2018، إلى طرد دبلوماسيين إيرانيين اثنين، بتهمة ممارسة أنشطة غير قانونية تهدد أمن البلاد، وهما «غلام حسين محمدي نيا»، سفير طهران في ألبانيا، و«مصطفى رودكي» القنصل الأول للسفارة.
وعقب مقتل «سليماني»، طالبت الحكومة الألبانية في 15 يناير 2020، دبلوماسيين إيرانيين كانا مرتبطين به بمغادرة البلاد، وهما: «محمد بيمان نعمتي» مستشار في السفارة الإيرانية، و«أحمد حسيني» رئيس الملحقية الثقافية؛ تحسبًا لتخطيطهما لأعمال إرهابية.

تصدٍ أوروبي لأنشطة الملالي
وفي تصريح خاص له؛ قال أحمد قبال، الباحث السياسي المختص في الشأن الإيراني بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن نشاط الحرس الثوري الإيراني في الدول الأوروبية موزع ما بين ثقافي لاستقطاب الشيعة في أوروبا، وتشكيل مجموعات ضغط سياسي، واستخباراتي يسعى للقضاء على رموز المعارضة الإيرانية في الخارج.
وأشار الباحث إلى أن جمهورية ألبانيا تحديدًا تواجه نشاطًا استخباراتيًّا؛ نتيجة احتوائها كبرى المنظمات الإيرانية المعارضة «مجاهدي خلق»، مبينًا أن تيرانا بدأت أخيرًا في مراقبة هذا النشاط، واتخذت إجراءات من شأنها التأثير على العلاقات مع النظام الإيراني، وربما تلفت انتباه أطراف أوروبية أخرى إلى نشاط الحرس والاستخبارات الإيرانية، لكن تلك الإجراءات -وإن أثرت إلى حد كبير في العلاقات المشتركة- لن توقف النظام الإيراني عن مساعيه لاختراق المجتمعات الأوروبية، واستهداف وتصفية رموز معارضته بها.
وأضاف الباحث السياسي أن الإجراءات الألبانية الأخيرة من المفترض أن تواجه رد فعل إيراني، لكن نظام طهران سيحاول التهدئة وعدم التصعيد، وصولًا لأزمة قد تؤجج أطرافًا أوروبية أخرى، فتتخذ إجراءات مماثلة.

شارك