ميليشيات حزب الله في فنزويلا.. مخدرات وغسيل أموال
الإثنين 27/يناير/2020 - 01:03 م
طباعة
إسلام محمد
تسببت أزمة مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، قاسم سليماني في الثالث من يناير 2020، في تسليط الضوء على ملف نشاطات ميليشيات حزب الله الإرهابية في فنزويلا، إذ تصاعدت التكهنات حول إمكانية استخدام تلك الدولة كقاعدة لمهاجمة أراضي الولايات المتحدة.
ويسيطر عناصر الحزب اللبناني المدعوم من إيران على مناجم ذهب فنزويلية ويخترق عملاؤه مواقع حساسة في حكومتها، ويتعاون مع نظام كراكاس في التصدي للاحتجاجات والمعارضة الشعبية، ومن هناك يتواصل أفراد حزب الله والحرس الثوري الايراني مع عصابات مافيا المخدرات الكولومبية والتي تقاتل ضد حكومتها.
وخلال قمة مكافحة الإرهاب التي استضافتها العاصمة الكولومبية بوجوتا الأربعاء 22 يناير 2020، شن كارلوس باباروني، النائب في الجمعية الوطنية الفنزويلية، هجومًا حادًا على الرئيس نيكولاس مادورو بسبب سماحه لحزب الله بممارسة أنشطة غير قانونية واتخاذه من بلاده قاعدة للانتشار في بوليفيا المجاورة أيضًا.
ومنذ وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، في 2017 تصاعدت جهود مطاردة أنشطة الحزب المدعوم من إيران في أمريكا اللاتينية، ووصلت تلك الجهود ذروتها بعد مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إذ هدد قادة طهران باستهداف واشنطن من جهات غير متوقعة وأن الرد على مقتل سليماني قد يأتي من أماكن بعيدة حول العالم، وقد حامت الشكوك حول احتمال انطلاق هجمات من فنزويلا نظرًا لقربها من جنوب الولايات المتحدة، وللنشاط الإيراني الكبير بها.
وتتصدى بوجوتا للأنشطة الإيرانية في شمال أمريكا الجنوبية نظرًا لتضررها من تلك الأنشطة، وقد أعلن الرئيس الكولومبى إيفان دوكى أن حزب الله سيدرج على قوائم التنظيمات الإرهابية، بعدما أجرى مناقشات مع المستشار الرئاسي للأمن القومي، رافائيل جوارين، وفقا لصحيفة «الكولومبيانو» المحلية.
وقد أكد جوارين عدم استطاعته تقديم الأدلة حول إدانة حزب الله بالإرهاب، وذلك لأنها بحسب ما قال «معلومات استخباراتية»، مشيرًا إلى أن أعضاء المنظمة، موجودون فى أنحاء القارة بهدف جمع وتحديث المعلومات الاستخبارية حول الأهداف المحتملة في أمريكا الشمالية، ولأهداف اقتصادية أيضًا، كاشفًا أن وجود حزب الله فى منطقة أمريكا اللاتينية هو الأكبر على مستوى العالم بعد الشرق الأوسط، بسبب وجود 3 مميزات هي: الفوضى على الحدود وانتشار الفساد وإمكانية الإفلات من العقاب.
وكان خبير الشؤون الأمنية العقيد جون مارولاندا، أمضى عدة سنوات من حياته في رصد ودراسة أنشطة حزب الله في أمريكا اللاتينية ليخرج بكتابه الشهير «الإرهاب فى أمريكا اللاتينية»، والذي نشر فيه شهادات لأعضاء الحزب اللبناني أنفسهم في الإكوادور، والأرجنتين ودول البحر الكاريبي وتشيلي والبرازيل وجيانا و المكسيك وبنما وكولومبيا.
وشهدت الأيام الماضية نشاطًا دبلوماسيًّا أمريكيًّا مكثفًا أسفر عن تصنيف عدد من دول أمريكا الجنوبية حزب الله اللبناني منظمة إرهابية.
وأشاد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو بإعلان كولومبيا وهندوراس وغواتيمالا تصنيف الحزب المدعوم من إيران كإرهابي، وذلك بعد اتخاذ الأرجنتين والباراجواي هذه الخطوة مؤخرًا.
واتهم الحزب وغيره من الجماعات الإرهابية العابرة للحدود بأنهم لا يزالون نشطين في المنطقة"، متعهدًا بمواصلة حشد الدعم الدولي لمواجهتهم".
وقدمت الولايات المتحدة معلومات استخبارية مهمة للأرجنتين وكولومبيا والبرازيل والأوروجواي والبيرو، عن «شبكات دعم الـحزب الله» في إطار محاصرة نشاط الحزب في أمريكا اللاتينية، ضمن حملة الضغوط القصوى على إيران وأذرعها.
ونقلت الشرق الأوسط عن مصدر دبلوماسي في واشنطن أن مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي اعتقل عددًا من عملاء الحزب في تلك الدول بعد ورود معلومات عن عزم هؤلاء توسيع أنشطتهم داخل الولايات المتحدة