بتخطيط الإخوان وأموال قطر.. «داعش» يتمدد في السودان
الثلاثاء 28/يناير/2020 - 02:25 م
طباعة
معاذ محمد
في الوقت الذي أعلنت فيه الدوحة، في 21 يناير 2020، إرسالها مساعدات طبية إلى الخرطوم، أعلنت السلطات السودانية، عن ضبط شحنة أسلحة قطرية في دارفور، تحتوي على عدد كبير من الأسلحة الآلية والنصف آلية، إضافةً إلى كمٍّ كبيرٍ من الذخيرة.
وبحسب تقارير إعلامية سودانية، تم الكشف عن مسار الشحنة، وتبين أنها في طريقها إلى دعم مجموعات الميليشيات الإخوانية، في طرابلس بليبيا؛ لتنفيذ الأوامر التركية، في دعم حكومة «فايز السراج»، في مواجهة قوات الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر.
بالعودة إلى الوراء قليلًا، نجد أن الكثير من التقارير الاستخباراتية، تحدثت عن دعم قطر للإرهابيين في السودان ماديًّا، من خلال إنشاء 3 معسكرات؛ لتدريب المرتزقة من الدول المختلفة، تحت إشراف التنظيم الدولي للإخوان، أحدهم في ولاية كردفان، والاثنين الآخرين، بولايتي «كسلا والبحر الأحمر».
ورصدت الأجهزة الأمنية على الحدود مع السودان، في 10 يناير 2014، وجود معسكرات تدريبية لجهاديين في المناطق النائية، القريبة من الحدود الجنوبية لمصر، والتى لا تشهد كثافة سكنية.
وبحسب المعلومات المتوفرة آنذاك، فإن تدريب هؤلاء، كان يتولاه عناصر من تنظيم «القاعدة»؛ لتجهيزهم للقيام بعمليات إرهابية، كما تتوافر فى هذه المعسكرات جميع أنواع الأسلحة، وتحدثت تقارير عن تخصيص ما يقرب من ملياري دولار، من ميزانية التنظيم الدولي للإخوان لها.
تدريب الجهاديين ودعمهم ماليًّا، خصوصًا على يد جماعة الإخوان، دعم فكرة وجود تنظيم «داعش» في البلاد، الأمر الذي اعترف به الصادق المهدي، رئيس الوزراء السوداني الأسبق، في تصريحات صحفية، بأن بلاده قد انتشر فيها فكر التنظيم المتطرف، حتى أن بعض المساجد تقوم بنشره وتروج له بلا رقيب أو حسيب، مشددًا على أن نظام البشير البائد تؤاطأ مع هذا الفكر.
وفي سبتمبر 2017، قال المتحدث باسم حركة «تمرد» السودان: إن تنظيم «داعش» في الخرطوم بات تنظيمًا معترفًا به كأي حزب سياسى آخر، كما أن محمد علي الجزوري أمير التنظيم في البلاد، يصول ويجول كما يحلوا له، ويلقى خطب الجمعة فى المساجد، وأعلن صراحةً بيعته لأبي بكر البغدادي، الزعيم السابق المقتول في غارة أمريكية، أكتوبر 2019.
تنظيم «داعش» أعلن عن وجوده في السودان لأول مرة، 4 ديسمبر 2019، عقب إعلان منتدى «دال» الثقافي تقديم أول عرض للفيلم المحلي «ستموت في العشرين»، الذي حاز على عدد من الجوائز العالمية، وأثار الجدل بسبب أفكاره التي تناولت الصوفية وهو ما لا يتوافق مع العقيدة الداعشية.
وفي الوقت ذاته، أعلن التنظيم جاهزيته لما أسماه حماية الدين من المجتمع، وما وصفها بالمحاولات الضالة، والتي قال إنها تستهدف نشر الفاحشة بين الناس، ملوحًا باستخدام العنف في مواجهة ذلك.
ويعاني السودان من وضعه على قائمة الدول الراعية للإرهاب، ما جعل رئيس مجلس الوزراء، عبد الله حمدوك، يؤكد أن ذلك سيؤدي إلى انهيار البلاد، وبالتالي تزايد نفوذ «داعش» في البلاد.