الأئمة.. ذراع قطر لمواجهة الثورة في السودان

الأربعاء 29/يناير/2020 - 07:28 م
طباعة الأئمة.. ذراع قطر محمد عبد الغفار
 
تسعى قطر منذ فترة طويلة إلى استغلال الدين في التوغل داخل المجتمعات، واللعب على وتر العاطفة الدينية لدى شعوب الدول العربية، محاولةً تنفيذ أهدافها، عبر ذلك، وهو ما اكتوى السودان بنيرانه على مدار سنوات.
وتمثلت الخطة القطرية في خطوتين، الأولى بناء المساجد بكثرة في المدن السودانية وأماكن التجمعات الكبيرة، ثم تمكين الأئمة التابعين لها ولجماعة الإخوان الإرهابية من العمل بها، لاستخدامهم وقت الحاجة.

- المساجد القطرية بالسودان
استغلت الدوحة وجود نظام حاكمٍ موالٍ لها، في بناء عدد كبير من المساجد؛ حيث تعود هذه الخطة إلى سنوات طويلة مضت، ففي أكتوبر 2015، افتتحت منظمة قطر الخيرية، الذراع القطري؛ للتوغل بالدول، مسجد المصطفى في الخرطوم، بحضور سفير قطر في السودان «راشد بن عبد الرحمن النعيمي».
وشيدت المؤسسة القطرية 27 مسجدًا في السودان، بتكلفة وصلت إلى 4.25 مليون ريال قطري، خلال عام 2015، وسط تسهيلات كبيرة من الجانب السوداني، وفقًا لما أعلن عنه مساعد المدير التنفيذي للتنمية الدولية بقطر الخيرية «إبراهيم زينل».
واستمر الوضع كذلك في السنوات التالية، بافتتاح مساجد ذات حجم كبير، مثل مسجد أبو بكر الصديق، في ولاية الجزيرة، والذي تصل مساحته إلى 2300 متر مربع، وبتكلفة 394 ألف ريال قطري تقريبًا.

- الأئمة.. ذراعًا للثورة المضادة
وسعت المؤسسة القطرية، عبر هذه الإنشاءات المتعددة، عبر السنوات الأخيرة، إلى استغلالهم وقت الحاجة، ويبدو أن ذلك جاء مع قيام الثورة الشعبية السودانية، وإطاحة الشارع بجماعة الإخوان من الحكم والحياة السياسية في البلاد؛ لذا انتفض الأئمة التابعين لقطر وجماعة الإخوان الإرهابية، إلى تحريض الناس على الثورة، باستغلال الدين، ومنهم يوسف شيخ، والذي يشغل منصب خطيب مسجد الدوحة في الخرطوم، ونائب رئيس هيئة علماء المسلمين هناك، ويعرف بقرضاوي السودان.
وحرض الشيخ، خلال خطبة الجمعة، مايو 2019، على الثورة من منبر مسجد سيد المرسلين بشمال الخرطوم؛ حيث دعى المصلين؛ للخروج لنصرة الإسلام قائلًا: «يا من توليتم أمر هذه البلاد، إياكم ودين الله، دين الله خط أحمر، والشريعة غاية الغايات، ولا نقبل مساسًا بها ولا تعديًّا عليها».
ويثير الأئمة التابعين لجماعة الإخوان الإرهابية، ذات العلاقات الوثيقة بنظام الحمدين، الأزمات منذ بدء الثورة السودانية، ففي مسجد مدينة الكاملين العتيق بوسط السودان، طرد المصلون الإمام، خلال خطبة الجمعة، 17 يناير 2020، بعد حديثه عن القضايا السياسية.
وهو الأمر الذي تكرر في مسجد «ودالبخيت»، بمدينة أم درمان السودانية، وفقًا لما نقله موقع السودان نيوز؛ حيث تحدث الإمام عن شهداء الثورة السودانية، وهو ما أثار غضب المصلين، وقاموا بطرده.

- تعهد بالتطهير
وردًا على الخطط الإخوانية، تعهد وزير الشؤون الدينية والأوقاف السوداني، نصر الدين مفرح، بتطهير مساجد بلاده من الأئمة، الذين ينتمون إلى تنظيم الإخوان الإرهابي.
وأكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف السوداني، في حديث لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية، نوفمبر 2019، أن عددًا من كوادر الحركة الإسلامية، ذراع جماعة الإخوان الإرهابية في السودان، يحاولون استغلال المساجد؛ من أجل ترويج أفكارهم، ونشر التطرف عبر المنابر.
وأضاف نصر الدين مفرح، أن عددًا كبيرًا من المساجد في السودان، وتحديدًا العاصمة، أصبحت موجهة ضد الثورة، والعمل ضد الحكومة، بعد أن فشل مشروع الحركة التي يتبعونها في البلاد، وهزيمتهم من قبل الثورة؛ ما دفعهم ومن يدعمهم إلى الهجوم بعبارات جارحة ضد المسؤولين بالبلاد.

شارك