الحماية والتأمين.. الدوحة توفر الملاذ لـ«إخوان» السودان وتنقلهم لتركيا

الأربعاء 29/يناير/2020 - 07:34 م
طباعة الحماية والتأمين.. مصطفى كامل
 
عكفت الدوحة على توفير ملاذ آمن وحاضنة لجماعة الإخوان «الإرهابية»، بعد السقوط المدوي الذي شهدته الجماعة في العديد من الأقطار العربية، والتي كان في مقدمتها مصر بعزل محمد مرسي عن الحكم في ثورة 30 يونيو 2013، وفرار العديد من الإخوان إلى السودان آخر معقل للإخوان في الحكم، إذ لجأت إلى توفير الحماية اللازمة لهم ودعم نظام البشير، ولكن عقب سقوطه باحتجاجات شعبية في أبريل 2019، وفرت لهم ممرًا آمنًا للعبور إلى تركيا، لا سيما الموالين والمقربين لنظام البشير، لعدم مساءلتهم قانونيًّا على جرائم التنظيم الإرهابية.

حماية بلا حدود
منذ عزل مرسي في مصر 2013، أولت الدوحة اهتمامًا كبيرًا بعناصر الإخوان لا سيما الفارين إلى السودان من مصر، بتأمين الحماية الكاملة لهم، ساعية إلى وضعهم في الخرطوم  لدعم البشير ومساعدة حكومته على التماسك في وجه عاصفة الربيع العربي لمنع الإطاحة به، حيث كان يعد «البشير» آخر معقل للإسلامويين في العالم العربي بعد فشلها في الدفع بالإخوان إلى الحكم في أكثر من دولة عربية والحفاظ على مواقعهم فيها، حيث كان سقوط الإخوان في مصر بمثابة نكسة كبرى للمشروع القطري، والشارع السوداني أيضًا حطم آمال الدوحة في توفير بيئة آمنة  وحاضنة للجماعة الإرهابية بعد الإطاحة بالبشير ونظامه في أبريل 2019.
وسعت الدوحة إلى حد كبير لحماية آخر معقل لحكم الإخوان في السودان، وجعلها الحاضنة الأكبر لعناصر الجماعة بعد أن خسروا مواقعهم في العديد من الساحات العربية، وباتوا مطلوبين أمنيًا بقضايا تتعلق بالإرهاب، إذ انتقل الكثير من قيادات الصف الثاني بالجماعة للعيش في السودان على أن تتكفل قطر بالإنفاق عليهم، وبقائهم هناك في ظل صعوبة انتقالهم إلى تركيا من مصر، والتي باتت تضم عددًا كبيرًا من قيادات الجماعة وأسرهم، الذين سافروا قبل فرض مصر قيودًا على السفر إلى تركيا، إذ اشترطت موافقة أمنية مسبقة في ديسمبر 2014 للسفر إلى أنقرة.

انتقال تأميني
وفّرت الدوحة ممرًا آمنًا بعد سقوط حكم البشير لإخوان السودان، حيت التوجه إلى تركيا بتسهيل انتقال أفراد وعائلات وأموال إخوان السودان الفارين من الخرطوم إلى أنقرة، عن طريق شبكة منظمة يقودها مستثمر نفطي كبير ومعه سودانيان يحملان الجنسية التركية، إضافة إلى نجل عنصر إخواني كبير، وبمساعدة مجموعة أخرى تضم أتراكًا وعربًا يرتبطون بعلاقات وثيقة مع النظامين التركي والقطري والتنظيم العالمي للإخوان، وذلك بحسب «سكاي نيوز عربية».
واستقبلت تركيا ما يقرب من 17 عضوًا بارزًا من تنظيم الإخوان بالسودان، خلال الأشهر الماضية، عقب الإطاحة بالنظام الإخواني الذي كان يقوده البشير في أبريل 2019، إثر الاحتجاجات التي استمرت لأكثر من 5 أشهر وطالبت بعزله عن الحكم، حيث كان من بين تلك الأسماء «العباس وعبد الله حسن البشير» شقيقا عمر البشير، واللذان تربطهما علاقات قوية مع النظام التركي وذراعه اليمنى في السودان أوكتاي أرجان الذي صدرت مذكرة توقيف بحقه في الخرطوم، بالإضافة إلى تسهيل انتقال 5 وزراء سابقين ومسؤولين في أجهزة أمنية تابعين للبشير.

شارك