زيارة غامضة.. «حمد الأب» يزور رئيس وزراء قطر المستقيل لاحتواء أزمات الدوحة
السبت 01/فبراير/2020 - 01:09 م
طباعة
مصطفى كامل
بعد ساعات على الاستقالة المفاجئة التي تقدم بها رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، وتكليف الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني بديلا له، زار «حمد بن خليفة» والد أمير قطر، رئيس الوزراء المستقيل في منزله، مساء الأربعاء 29 يناير 2020، للمرة الأولى، دون الإفصاح عن سبب تلك الزيارة والغرض المباشر منها، وسط تضارب أنباء حول السبب الذي دفع الأخير للاستقالة، وذلك عقب التهم التي وجهت إلى نظام الحمدين بإبعاد المعارضة القطرية من القصر الحاكم، تنفيذًا لأوامر الخليفة العثماني المزعوم «أردوغان».
زيارة مفاجئة
وخلال تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، نشر شقيق أمير قطر «جوعان بن حمد آل ثاني»، عدة صور لـ«حمد الأب» برفقة رئيس الوزراء المُستقيل، قائلًا: «سيدي صاحب السمو الأمير الوالد يزور معالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني في منزله العامر.. الأوطان تشكر رجالها وتقدّر إنجازاتهم».
وعقب انتهاء الزيارة، وجه رئيس الوزراء المُقال عبر تغريدة له هو الآخر على «تويتر»، الشكر لأمير قطر السابق، قائلًا: «تشرفتُ صباح اليوم بزيارة سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني باني دولة قطر الحديثة».
ومن دون الإفصاح العلني عن سبب الزيارة، إلا أن «بن ناصر» اعتبر كلمات والد أمير قطر بمثابة وسام على صدره، مؤكدًا أن ما حدث ليس بغريب على الأمير الوالد الذي تعلم منه أبجديات العطاء لدولة قطر، دون إفصاحه هو الآخر عن سبب الزيارة ولا الغرض منها.
مخاوف ظهور أزمات
وتناولت تقارير إعلامية عدة أسباب للإطاحة بـ«عبد الله بن ناصر»، كان في مقدمتها الدولة التركية هي من تسببت في إقالته من منصبه إثر اعتراضه على الوجود العسكري التركي التي تحمي -وفق وصفه- عرش تميم بالدوحة، بالإضافة إلى فتح البلاد على مصراعيها لأنقرة، منوهةً إلى وجود مخاوف لدى «بن ناصر» من رفض القوات التركية الرحيل واستعمار العثمانيين لبلاده؛ حيث وصل تسريب مقطع صوتي للقصر الحاكم، قال فيه ناصر: «إنه يخشى وجود القوات التركية، التي تحمي عرش الأمير، تميم بن حمد آل ثاني في الدوحة، وفتح بلاده على مصراعيها؛ للاستعمار التركي، الذي قد يرفض الرحيل مستقبلًا».
ويرى مراقبون أن سر الزيارة التي قام بها والد أمير الدوحة إلى رئيس الوزراء المقال، تهدف في الأساس إلى احتواء أي أزمة قد يفتعلها «بن ناصر» نظرًا لكونه كان من بين المؤيدين والداعمين لخطوة المصالحة مع دول الرباعي، عقب المقاطعة العربية لقطر؛ بسبب دعمها الإرهاب، ولفكرة تقديم قطر تنازلات إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، والتستر على الخلافات الطاحنة بين أجنحة النظام القطري، وداخل الأسرة الحاكمة.