السودان الجديد.. تطهير الإعلام من فلول البشير وإزالة التمكين والفساد الإخواني
السبت 01/فبراير/2020 - 01:11 م
طباعة
أسماء البتاكوشي
بعد الإطاحة بعمر البشير والإخوان من حكم السودان بثورة عارمة، اندلعت في أبريل 2019، ولا يتوقف النداء الشعبي السوداني بمطالبة المجلس الانتقالي باجتثاث الإخوان من البلاد، وآخر تلك المحاولات طرد 16 شخصًا محسوبين على جماعة الإخوان، من قيادات هيئة الإذاعة والتلفزيون.
إجراءات التطهير
وتأتي حالات الطرد وفقًا لما تضمنه القرار الذي أصدره مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون المكلف رشيد سعيد يعقوب، الخميس الموافق 30 يناير 2020.
وجاء القرار ضمن مجموعة من الإجراءات التي تقضي بتطهير وسائل الإعلام من النفوذ الإخواني، ومنهم موالون للنظام القطري الذي يسيطر على البلاد منذ الـ30 عامًا.
كما تم تكليف آخرين مكان العناصر الذين تم إعفاؤهم من مناصبهم، وكانوا يشغلون مديرين لإدارات مختلفة بهيئة الإذاعة والتلفزيون، وفقًا للقرار.
بدوره قال «سعيد»: إن القرارات التي صدرت من قبل لجنة تفكيك نظام الرئيس المعزول عمر البشير قضت بحجز بعض المؤسسات الإعلامية، للتحقيق في ملكيتها ومصادر تمويلها، وليس لسياساتها التحريرية؛ لاسترداد أموال الشعب السوداني المنهوبة.
وكان النظام الإخواني السابق بقيادة المعزول عمر البشير، يعتبر الإعلام بوابته للعبور نحو العمل في الصحف والقنوات الحكومية والخاصة؛ لذلك شكلت وزارة الإعلام، لجنة لحفظ ملفات العاملين بالوحدات والأقسام الإدارية بالتلفزيون وحصرها وترتيبها وتصنيفها وإخضاعها للمراجعة.
تفكيك الإنقاذ وحصار التمكين
وفي منتصف يناير 2020 أصدرت «لجنة تفكيك نظام الإنقاذ وإزالة التمكين ومحاربة الفساد»، قرارات بوضع يدها على مجموعة قنوات «طيبة»(12 قناة)، وقناة الشروق، وصحيفتي الرأي العام والسوداني، وإذاعة القرآن، وحجز ممتلكاتها ومقراتها، فضلًا عن مراجعة حسابات جامعة أفريقيا العالمية.
وتابع رشيد سعيد، خلال مؤتمر صحفي بالخرطوم، أن لجنة تفكيك نظام الإنقاذ وإزالة التمكين لديها وثائق تؤكد تمويل «قناة الشروق» منذ تأسيسها بعشرات ملايين اليوروات، عبر «وحدة تنفيذ السدود» التابعة لرئاسة الجمهورية، وأنها ظلت تتلقى ميزانية تسيير سنوية من القصر الرئاسي طوال السنوات الماضية، منذ إنشائها حتى إيقافها بقرار من اللجنة.
كما أن شركة الأندلس للإنتاج الإعلامي تملك مجموعة قنوات "طيبة"، والشركة مملوكة لشخص يدعى عبدالحي يوسف الإمام، وهو شخصية إعلامية معروفة بقربها من قيادات «الإخوان» في السودان، فضلًا عن ملاحقته قضائيًّا بتهم من بينها استغلال المال العام والدعوة إلى التطرف.
ومن جانبه فإن رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، أعفى الإخواني إبراهيم البذعي من منصب مدير هيئة الإذاعة والتلفزيون وتكليف وكيل أول وزارة الإعلام رشيد سعيد يعقوب بتسيير مهام الهيئة في بداية يناير 2020؛ ما يعتبر محاولة لتفكيك المؤسسات التابعة للإخوان في السودان.
وتنتشر المؤسسات الإخوانية في السودان، ومنها مؤسسات إعلامية وتربوية واقتصادية كانت متحالفة مع المؤتمر الوطني الحاكم سابقًا في البلاد، وكان يتزعمه البشير.
يشار إلى أنه في العهد الإخواني البائد في السودان، فإن جهاز الأمن الوطني والمخابرات أنشأ العديد من المؤسسات الإعلامية، وتم توظيف المئات من الموالين والمحسوبين على الحركة الإسلامية بالسودان في القنوات والصحف؛ ما حوّلها إلى منصات ترويجية للبشير.