القضية الفلسطينية تفضح مواقف الرئيس التركي المتضاربة
الثلاثاء 04/فبراير/2020 - 07:35 م
طباعة
شيماء يحيى
في عام 2005 زار رجب طيب أردوغان، إسرائيل، حين كان رئيسًا لوزراء تركيا، واستقبله رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق «أرييل شارون» قائلًا: أهلًا بك في القدس عاصمة الأمة اليهودية وإسرائيل وكان رد «أردوغان» وقتها «إنه رجل يبحث عن السلام».
لا يبرح رجب طيب أدروغان، عن مواصلة مراوغته من خلال المتاجرة بالقضايا العربية والإسلامية جهرًا لجلب المزيد المعجبين بأدائه المسرحي، وسرًا عكس ذلك من خلال اتفاقيات سرية، تفضح نواياه ومصالحه الخبيثة، وكان أبرز ما استغله هي «القضية الفلسطينية»، إذ نشر المزيد من الادعاءات بتبنيه همومها، ومارس الهجوم اللفظي على دول عربية عريقة، كان موقفها من القضية واضحًا، بالوقوف خلف الشعب الفلسطيني، وعلى النقيض كانت العلاقات بين كلٍ من تركيا وإسرائيل على وفاق تام ووئام تام، بأشكال عدة للتعاون، العسكري والاقتصادي.
وكان الموقف غير المتوازن لأردوغان، واضحًا، إذ سمح للمواطنين الإسرائيليين بدخول بلاده بتأشيرة مجانية، بينما ألزم الفلسطينيين، بسداد رسوم التأشيرة ذاتها حال دخول البلاد، وتقدر بـ 20 دولارًا أمريكيًّا.
وتتناقض هذه الممارسات تمامًا مع الرفض التركي المعلن، لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط المعروفة بـ«صفقة القرن»، والتي وصفتها وزارة الخارجية التركية، في بيان لها الثلاثاء 28 يناير، بأنها تهدف إلى القضاء على حل الدولتين وسرقة الأراضي الفلسطينية، والقضاء على احتمالات إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.
وفي الوقت الذي ترعى فيه كلٍ من قطر وإيران نشر ودعم الإرهاب، سمحت تركيا لرعايا البلدين بتأشيرة سياحية مجانية، في الوقت الذي تقيد فيه دخول رعايا دول أخرى ، ما يفضح درجة التوافق في الأفكار التخريبية بين الدول الثلاث.
شراكة تركية ــ إسرائيلية
وينظم اتحاد مصدري البحر المتوسط معرضًا باسم «منتجات التصدير التركية الأول» في مدينة «تل أبيب» الإسرائيلية في يونيو 2020، والذي بحسب صحف تركية سيكون فرصة لزيادة الشراكة والتعاون التجاري بين الجانبين.
ووفقًا لبيان اتحاد مصدري البحر المتوسط، بلغت قيمة الصادرات السنوية بين كلٍ من تركيا وإسرائيل 6 مليارات دولار في العام، وأكد البيان أن «هذا الرقم يزداد عامًا بعد آخر؛ إذ يعتبر السوق الإسرائيلي أحد أهم الأسواق المهمة لتركيا».
وبلغ حجم التبادل التجاري بين إسرائيل وتركيا 3.4 مليار دولار عام 2008، على الرغم من تذبذب العلاقات التجارية المعلن بين البلدين، بالإضافة لتبادل الرحلات الجوية بعدد 12 رحلة بين إسطنبول وتل أبيب .
خطاب متضارب
يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن موقف الرئيس التركي من القضية الفلسطينية، قائم على النفعية والتوظيف لصالح انقرة من خلال الاستثمار في قطاع غزة تحديدًا، وانتقاد الجانب الإسرائيلي وممارساته في قطاع غزة، وفي ذات الوقت يقيم علاقات جيدة مع الدولة العبرية على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، إضافةً لصعود الميزان التجاري بين تركيا وإسرائيل خلال الأعوام الأخيرة.
وأوضح «فهمي» في تصريح له أن أردوغان يعتمد استراتيجية نفعية ويوظف المشهد لحساباته الخاصة، بأن أوجد لنفسه مكانًا في قطاع غزة، عن طريق المشروعات التطوعية، إضافةً إلى منظمة «تيكا» التي تلعب دورًا كبيرًا سياسيًّا واقتصاديًّا وتنمويًّا، مشيرًا إلى تنامي العلاقات التركية مع إسرائيل، ووجود اتصالات ولقاءات على المستوى الإستراتيجي، وانتهجت الإدارة الإسرائيلية نهج تركيا، فاعتبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن تركيا دولة أوتوقراطية، لكن لا يستطيع الطرفان التخلى عن العلاقات فيما بينهما.