قطر بوابة تركيا للعودة مجددًا إلى السودان.. وباحث: لن تتمكن من ذلك
الخميس 06/فبراير/2020 - 12:34 م
طباعة
معاذ محمد
حاولت تركيا في الآونة الأخيرة، بسط نفوذها بشكل كبير في بعض المناطق، خصوصًا التي تشهد صراعات مثل سوريا وليبيا، مستغلة في تنفيذ مخططها كل سبيل، والذي كان آخره الدعم القطري لتأجيج الأزمات في السودان، والذي من شأنه أن يمكن أنقرة من التحكم في مؤانئ الخرطوم، وإيجاد موطئ قدم جديد لها داخل دول القرن الأفريقي.
استغلت تركيا نظام الرئيس المخلوع عمر البشير في السودان، لبسط نفوذها داخل منطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي، ما جعلها تضخ الكثير من الأموال لصالح الحكومة السابقة، وحصلت أنقرة على صفقة رابحة من خلال الاستحواذ على جزيرة سواكن «تطل على البحر الأحمر»، إلا أنه بالطبع بعد رحيل هذا النظام خسرت كل ذلك، وتحاول الآن العودة مجددًا.
ونفت وزارة الخارجية التركية، في 26 أبريل 2019، أنباء حول إمكانية إلغاء الاتفاق المبرم مع السودان حول جزيرة سواكن.
في 21 يناير 2020 ضبطت السلطات السودانية شحنة أسلحة قطرية في دارفور، تم الكشف عن مسارها وتبين أنها كانت في طريقها لدعم مجموعات الميليشيات الإخوانية في طرابلس بليبيا؛ تنفيذا لأوامر تركيا، ما يؤكد المنفعة المتبادلة بين أنقرة والدوحة، من خلال استغلال الصراعات داخل البلاد.
وفي تصريح لموقع «العربية»، في 26 سبتمبر 2019، قال فتحي حسن عثمان، القيادي بحزب الأمة في السودان، إنه لا يستبعد أن يكون حزب المؤتمر الوطني، الذي كان يقوده «البشير»، حصل على دعم من قطر وتركيا ليعود مجددًا إلى الساحة السياسية، بعد أن أطاحت به الثورة الشعبية في أبريل 2019.
وعقب انهيار جماعة الإخوان في السودان، خصوصًا بعد رحيل نظام البشير الداعم لها، تخطط قطر الآن لإنشاء حزب جديد في الخرطوم، بحسب تصريحات إعلاميين سودانيين، من خلال الدعم الذي يمر عبر قنوات لا تكون مرئية، ويصعب على السلطات تتبع مسارها، الأمر الذي من شأنه أن يمهد لتركيا الطريق للوجود مرة أخرى داخل الدولة الأفريقية.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اتفق مع «البشير» خلال زيارته للخرطوم، في ديسمبر2017، على قيام شراكة إستراتيجية بين البلدين، وأنشأ الجانبان مجلس التعاون الإستراتيجي رفيع المستوى، برئاسة مشتركة، يهدف إلى تحديد العلاقات الإستراتيجية وتطويرها في شتى مجالات التعاون.
يقول محمد حامد، الباحث في الشأن التركي، إن أنقرة والدوحة خسرتا الكثير في السودان عقب رحيل حكومة «البشير»، ففي الفترة من 2005 إلى 2015، دعمت قطر العديد من الجماعات المسلحة في دارفور، تحت رعاية النظام السابق، وحشدت تركيا والدوحة كل الأذرع الإعلامية التابعة لها، بالإضافة إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لخلخلة الأوضاع داخل السودان.
وبحسب الباحث، أبرم «أردوغان» الكثير من الصفقات مع نظام البشير، وكان على رأسها جزيرة سواكن التي تطل على البحر الأحمر، وخسر كل ذلك الآن، ويسعى من خلال الوجود القطري في البلاد إلى مناهضة النظام الجديد في الخرطوم، مؤكدًا أن هذا النهج اعتادت عليه تركيا في الفترة الأخيرة.
وشدد الباحث في الشأن التركي على أنه بالرغم من استغلال تركيا لقطر، لتحقيق وجودها في الخرطوم مرة أخرى، إلا أنها لن تستطيع تنفيذ مخططاتها في البلاد، مؤكدًا أن السلطات السودانية وكل القوى المسؤولة، لن تسمح بتكرار المشهد السابق.