«غزو فكري».. قطر تسيطر على المناهج الدينية التعليمية بالسودان
الخميس 06/فبراير/2020 - 12:36 م
طباعة
محمد عبد الغفار
في الماضي، كانت الدول التي ترغب في السيطرة على دول أخرى ترسل العتاد والذخيرة والجيوش، بهدف الحصول على خيراتها، لكن الآن، تغير الوضع، وبدلًا من إرسال البارود تُرسل الكتب والأفكار، وهكذا فعلت الدوحة في الخرطوم.
وأصبحت الدول تركز على الغزو الثقافي عبر البرامج التلفزيونية، والمهرجانات الثقافية، بالإضافة إلى المناهج التعليمية، إذ يسمح بالوجود طويل الأمد بين شعوب الدول الأخرى، فيتحدث الشباب بلغة هذه الدولة، ويمارسون حياتهم عبرها، وهو ما يربطهم بصورة غير مباشرة بها.
وضعت قطر استراتيجية طويلة تعتمد في المقام الأول على استغلال الدين بالتغلغل بين صفوف الشعوب العربية، إما عن طريق استضافة الشيوخ الذين يتوافقون مع رؤيتها ويبثون سمومها بطابع ديني مثل يوسف القرضاوي، أو عن طريق الجماعات التي تتخذ من الدين ستارًا لها، مثل جماعة الإخوان وأذرعها في الدول العربية.
وهناك طريقة شيطانية ممثلة في التعليم الديني، إذ تبث السموم الفكرية مغلفة بطابع ديني، ومؤصل لها بصورة مضللة.
وربطت الدوحة علاقتها التعليمية بالخرطوم عبر التعليم الديني، حيث حاولت استغلال النزعة الدينية لدى الشعب السوداني بما يخدم مصالحها، فوقعت الدولتان اتفاقيات متعددة، مثل اتفاقية الوحدة الثقافية عام 1964، واستراتيجية تطوير البلاد العربية عام 1979، والتي اتخذت من الجامعة العربية مظلة لها.
كما عقدت وزارتا التعليم والثقافة في الدولتين مؤتمرات عديدة لتبادل الخبرات التعليمية، بالإضافة إلى حضور مؤتمرات إقليمية بصورة مشتركة، مثل مؤتمر داكار 2000.
لم يتوقف التدخل القطري في التعليم بالسودان عند حد المؤتمرات المشتركة، لكنه امتد إلى الجوانب العملية، حيث تشابهت الإستراتيجيات التربوية الرسمية للدولتين.
وأشارت السياسة التربوية لجمهورية السودان إلى أنه لابد من محاربة الأمية والجهل وتطوير المناهج التعليمية وربطها بالخطط التنموية، وهو ما يتشابه مع نظيرتها القطرية، كما تم تطوير المناهج الدينية في البلدين بصورة متماثلة، وفقًا لما أكده الباحث «المكاشفي عثمان» في دراسته بعنوان «إستراتيجيات تطوير مناهج التربية الإسلامية بالمرحلة الثانوية في السودان وقطر: دراسة مقارنة».
وأشار الباحث إلى أنه تم التركيز على مناهج التربية الإسلامية للمرحلة الثانوية في السودان من قبل قطر، وعملت على تمرير أفكارها باعتبار أنها تتلاءم مع الاتجاهات التربوية الحديثة، كما عملت على استغلال المناهج في مناقشة قضايا الحرب والوحدة الوطنية والسلام في السودان من وجهة نظر دينية متلائمة مع أفكار الدوحة .