أبواب العودة.. قطر تحرث الأرض في السودان تمهيدًا للغزو الإيراني مجددًا
الأحد 09/فبراير/2020 - 02:03 م
طباعة
في ظل التحولات السياسية التي تشهدها السودان تتغير المصالح والتحالفات؛ خاصة في ظل المساعي السودانية للتخلص من الهيمنة القطرية التركية الإيرانية، وذلك بعد سنوات من مساعي التحالف الثلاثي خاصة إيران إلى ابتلاع الدولة السودانية، باعتبارها مدخلًا للمنطقة العربية لتصدير الثورة الإيرانية الانطلاق من خلالها إلى دول الجوار عن طريق صناعة الميليشيات وتمويلها، وربما وجدت طهران في التقارب مع الدوحة وأنقرة تعزيزًا لمشروعها.
العلاقات السودانية الإيرانية
لعل أقدم العلاقات التي ربطت السودان بالتحالف الثلاثي التي تشكلت نواتها مع إيران؛ حيث توطدت هذه العلاقات بشكل ملحوظ منذ عام 1954، وتعززت بعد مجيء عمر البشير رئيس حزب المؤتمر الوطني في عام 1989، وعلى الرغم من مرورها بتوترات في حقبة الثمانينيات استمرت هذه العلاقات التي بدأت تتحول نتيجة التغيرات التي طرأت على المنطقة.
وأخذت هذه العلاقات في الأفول في عام 2014 بعد قراره طرد السفير الإيراني في الخرطوم، وإعلان الخارجية السودانية قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران تضامنًا مع السعودية، في مواجهة «المخططات الإيرانية» في المنطقة، ، خاصة بعد حادثة الاعتداء على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد، وأعلنت الرياض أن الخرطوم أبلغتها طرد البعثة الدبلوماسية من السودان، واستدعاء سفيرها من طهران، إضافة إلى أن الخرطوم في العام نفسه أغلقت المراكز الثقافية الإيرانية والحسينيات وفروعها المنتشرة في السودان، كما ضبطت خلايا شيعية نشطة، وأمهلت الملحق الثقافي الإيراني 72 ساعة لمغادرة البلاد.
وجاءت الثورة السودانية التي اندلعت في 19 ديسمبر 2018 لترسخ لإنهاء التحالف مع قطر وتركيا، وإبقاء الجمود والقطيعة مع إيران وتغيير السياسات التي انتهجها النظام السابق، والتي ساهمت ازدهار العلاقات مع إيران وإفساح المجال أمام مشروعها، خاصة في ظل الزيارات المتبادلة والتي تمثلت في زيارة الرئيس الإيراني، هاشمي رفسنجاني، الخرطوم مرتين عامي 1991 و1996، وزارها الرئيس محمود أحمدي نجاد، في إطار جولته الأفريقية في سبتمبر 2011، وكان زارها في العام 2007، حيث شهد والبشير توقيع عدة اتفاقيات تعاون. وفي المقابل، زار البشير إيران عدة مرات، كان آخرها في العام 2011.
محاولات العودة
تظل السودان هدفًا مهمًا لإيران، وتحاول طهران العودة من خلال طرق كل الأبواب، والتي يأتي على رأسها استخدام طهران لإمارة قطر لتنفيذ مشروعها، خاصة في ظل تعزيز العلاقات بينهما والذي تزايد بعد مقاطعة دول الرباعى العربى نظام تميم بن حمد لدوره فى نشر الإرهاب وتمويله، ليزداد التنسيق بين الدوحة وطهران، حيث توفر الأخيرة التأمين اللازم لنظام تميم بن حمد، فيما يقدم تميم وأعوانه الدعم المادى لمواجهة إيران العقوبات الدولية.
وعلى الرغم من محاولات إيران المستمرة للعودة إلى السودان، إلا أنها شعرت بالقلق في ظل تأييد النظام الجديد في السودان للمملكة العربية السعودية، خاصة بعدما أكّد نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق أول محمد حمدان دقلو دعم بلاده للسعودية في مواجهة "التهديدات والاعتداءات" الإيرانية، وذلك إثر لقائه في الرياض 2019 ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
توزيع الأدوار
تبقى صناعة الميليشيات مشروعًا "قطريًا - إيرانيًا"، فإذا كانت قطر تستطيع تمويل الميليشيات في السودان فإن إيران بدورها لديها خبرة كبيرة في تدريب هذه الميليشيات، وهي سياسة ثابتة لدى إيران في دول المنطقة التي تتحرك فيها طهران عبر وكلائها، ما يشير إلى التوافق في المشروع القطري الإيراني ومحاولة التكامل لتنفيذ الأجندات المشتركة، خاصة وأنه حال نجاح مشروع الدوحة في السودان فإن الطريق سيكون ممهدًا أمام العودة الإيرانية.
وفي يناير أعلنت قطر عبر ذراعها الإعلامية "الجزيرة" إرسال مساعدات طبية للسودان، فى حين كشفت السلطات السودانية، أنها ضبطت شحنة أسلحة قطرية في دارفور، مما أثار غضب الشعب السوداني، خاصة وأن الواقعة تؤكد المساعي القطرية التخريبية في السودان لاستعادة النفوذ بدعم من حلفائها.