بـ«الزحف الأخضر».. قطر تعمل على نشر الفوضى في السودان

الإثنين 10/فبراير/2020 - 02:03 م
طباعة بـ«الزحف الأخضر».. أسماء البتاكوشي
 
منذ الإطاحة بالنظام الموالى للإخوان في السودان، تتلون قطر وتظهر بأوجه عدة؛ إذ تقدم نفسها للسودانيين بصورة مغايرة عن الواقع؛ بحثًا عن حصان طروادة يمكن التخفي خلفه لتدمير البلاد لصالح الجماعة.



وفي بداية الاحتجاجات التي شهدها السودان في ديسمبر 2018، كانت قطر داعمة لنظام الرئيس المخلوع عمر البشير، إلا أنها عقب عزله أعلنت دعمها لثورة الشعب السوداني، ودعت جميع الأطراف الفاعلة إلى «إعلاء المصلحة الوطنية العليا» وتحقيق تطلعات الشعب ومطالبه العادلة في الحرية والعدالة.



وفي وقت سابق قالت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، إن هناك أدوارًا مشبوهة لكل من قطر وتركيا في اثارة الأزمات بالسودان خلال الفترة الماضية، لافتة إلى أن قطر تسعى لإيجاد موطئ قدم لها في البلاد، عن طريق دعم الفتن والقلاقل لاستمرار الاحتجاجات وعدم الاستقرار.

مسيرات «الزحف الأخضر»


بعدما أيقنت قطر أن السلطات السودانية لن تنخدع بهذا التلون، عملت الدوحة على نشر الفوضى في البلاد؛ إذ اتبعت أسلوب إثارة الاحتجاجات تحت مسمي «الزحف الأخضر»، لضرب الاستقرار ووقف عجلة الانتقال السلمي، بحسب أوساط سودانية.



وبحسب وسائل الإعلام السودانية فإن جماعة الإخوان بتخطيط قطري ابتدعت «الزحف الأخضر»؛ للتشويش على الحكومة الانتقالية، وتخفيف الضغط على فلول الجماعة وعدم محاسبتهم على الجرائم التي ارتكبوها خلال الثلاثين عامًا الماضية.



ويشار إلى أن نشاط الزحف الأخضر بدأ لأول مرة في الخرطوم في 14 ديسمبر عام 2019، في عدد من المحافظات السودانية، مخلفًا أحداث عنف وتوترات أمنية كادت أن تنزلق معها تلك المناطق في مستنقع الفوضى.



وجاء النشاط بالتزامن مع النطق بالحكم في قضية الرئيس المعزول عمر البشير بتهم الفساد؛ إذ تجمع المحتجون على مقربة من القصر الرئاسي مرددين شعاراتهم، لكن المجلس العسكري الانتقالي بقيادة عبدالفتاح البرهان نجح في إجهاض المخطط الإخوانى.



لكن «الإخوان» ومن خلفهم قطر نقلوا نشاطهم التخريبي إلى الولايات الإقليمية بعدما ضاقت بهم طرقات العاصمة الخرطوم؛ حيث أثاروا العنف بمدينة مدني عاصمة ولاية الجزيرة وسط السودان، بعد تنظيم مسيرة «الزحف الأخضر» يوم ١٢ يناير الماضي وتصدى لهم السكان المحليون، مخلفين عددًا من الجرحى بأسلحتهم البيضاء.



كما نقل فلول الحركة الإسلامية السياسية، نشاطهم التخريبي إلى عاصمة ولاية النيل الأبيض «ربك» لكن مسيرتهم فشلت بسبب تصدي السكان لهم.



وفي الأسبوع المنصرم، نظم الإخوان مسيرة «الزحف الأخضر» في مدينة الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان، وقد أرسلت قناة «الجزيرة» القطرية الداعمة للإخوان فريقًا خاصًا للتغطية.



كما حاول الإخوان استغلال لقاء البرهان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عنتيبي اليوغندية، لجعله غطاءً لإعادة نشاط الزحف الأخضر إلى العاصمة الخرطوم.



وأطلقت فلول «الإخوان» دعوات مسمومة للخروج في مسيرات السبت الموافق 8 فبراير 2020، خلف ستار التنديد بالتقارب مع إسرائيل.



وفي يوم الجمعة 7 فبراير 2020، شهدت ثلاث ولايات سودانية تظاهرات منددة بشح الخبز وارتفاع أسعار المعيشة مطالبين بإقالة الحكام العسكريين.



واندلعت المظاهرات في ولايات، عاصمة ولاية نهر النيل «عطبرة» شمالي السودان، التي تعتبر بداية الانطلاقة لثورة ديسمبر 2018 التي أطاحت بحكم الإخوان، إلى جانب مدينة «ربك» حاضرة ولاية النيل الأبيض، إضافة إلى سنار التي تقع جنوبي البلاد.



فيما طالب تجمع المهنيين السودانيين، الحكومة بالإسراع في تعيين الولاة المدنيين، والتي نادى بها ضمن مطالب الحملة الشعبية، استكمالًا لهياكل السلطة الانتقالية؛ ما يترجم انتصار ثورة ديسمبر التي أطاحت بالإخوان، ووضع حد لنشاطات النظام البائد، وقطر التي تعمل على زيادة تعقيد أوضاع في الولايات. 



يشار إلى أن تجمع المهنيين أطلق حملة شعبية تستمر طوال شهر فبراير 2020، للضغط على الحكومة، وتشكيل المجلس التشريعي، وتعيين الولاة المدنيين. 

شارك