التضييق على الصحفيين.. إحدى حلقات «مسلسل الملالي» لمواجهة معارضيه
الإثنين 10/فبراير/2020 - 02:11 م
طباعة
نورا بنداري
يواصل نظام الملالي في طهران، استخدام أساليبه القمعية؛ لإسكات كل صوت يعارض سياساته ويكشف فساده، وفي استمرار لمسلسل التضييق على الصحفيين والإعلاميين المعارضين له في الداخل والخارج، اقتحم الحرس الثوري الإيراني مؤخرًا منازل 6 صحفيين، وتمت سرقة أدوات عملهم، وفقًا لما ذكره «الاتحاد الدولي للصحفيين» في بيان له الجمعة 7 فبراير 2020، وأدان فيه ذلك ، محذرًا من زيادة الضغط على وسائل الإعلام والصحفيين .
وجاء في بيان الاتحاد، الذي نشره موقع «إيران انترناشونال» المعارض، ما قاله الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين «أنتوني بيلانجر»: «إن تهديد ومضايقة الصحفيين، وسيلة تافهة لإسكات التعليقات العامة من قبل الأنظمة»، ولفت «بيلانجر»، أن المواطنين الإيرانيين، لديهم الحق في الحصول على الأخبار، مشددًا على أن الصحفيين يجب أن يكونوا قادرين على العمل دون خوف من التعرض لهجوم رجال الأمن على منازلهم، وسرقة الأدوات التي يحتاجونها.
وبين الاتحاد في بيانه، أن قيام النظام الإيراني بزيادة الضغط على وسائل الإعلام وموظفيها في ذلك التوقيت، يأتي من منطلق الضغوط االدولية التي يواجهها؛ بسبب الأحداث الأخيرة، التي شهدها منذ مطلع يناير 2020، بعد أن أسقطت صواريخ الحرس الثوري في 8 يناير طائرة أوكرانية في طهران، وأسفر الحادث عن مقتل 179 شخصًا، من جنسيات مختلفة.
وهذه المرة، ليست الأولي التي يمارس فيها النظام الإيراني انتهاكات، بحق الصحفيين والإعلاميين، ففي 8 يناير الماضي، أعلنت منظمة «مراسلون بلا حدود»، أن استخبارات الحرس الثوري استدعت ما لا يقل عن 21 صحفيًّا في مدن إيرانية مختلفة واستجوبتهم.
وزادت الضغوط على وسائل الإعلام، تحديدًا عقب اندلاع احتجاجات نوفمبر 2019؛ بسبب قيام النظام برفع أسعار الوقود لثلاثة أضعاف؛ حيث استهدفت السلطات الإيرانية، العاملين في وسائل الإعلام في الخارج؛ بسبب بثهم معاناة الشعب من السياسات التقشفية، التي يمارسها النظام بحقهم.
وكان صحيفو قناة «إيران انترناشونال» المعارضة، التي تبث من لندن، تحت طائلة عقبات الملالي؛ بسبب كشفهم المتواصل لجرائم الملالي بحق الشعب، ولذلك قامت إيران بمحاولات عدة؛ من أجل إيقاف القناة، وأعلنت وزارة الاستخبارات في بيان لها في 29 نوفمبر 2020؛ تجميد أموال موظفي «إيران إنترناشيونال» في الداخل، مهددةً بملاحقتهم دوليًّا.
وبعد أن رفعت القناة شكوى دولية لمكتب الاتصالات البريطاني «أوفكوم»، استدعى النظام الإيراني عائلات الإعلاميين العاملين في «إيران انترناشونال»؛ لاستخدامهم كورقة ضغط على ومطالبتهم بتحذير أبنائهم وإبلاغهم بترك هذه القناة، كما قامت بتجميد أموالهم وممتلكاتهم في إيران.
ليس ذلك وحسب، بل إن النظام الإيراني، لديه أساليب عدة؛ لإخراس المعارضين له في أي مكان، وكانت أبشع تلك الأساليب، هى التصفية الجسدية ، وهو ما حدث في نوفمبر 2019، مع الصحفي الإيراني المعارض «مسعود مولوي» مدير قناة «الصندوق الأسود» على موقع التيليجرام، الذي تم اغتياله في تركيا؛ بسبب معارضته لسياسات النظام الإيراني، وكشفه ما يجري داخل الحرس الثوري من دعم للجماعات الإرهابية.
قمع الملالي
وفي تصريح سابق لـه، أوضح «إياد المجالي»، الباحث المختص في الشؤون الإيرانية، أن الأساليب التي يتبعها النظام السياسي الحاكم في طهران وذراعه المتمثل في الحرس الثوري، بشأن الصحفيين والإعلاميين المعارضين له، يؤكد أنه يعمل بشكل واضح ومباشر في مواجهة الاحتجاجات الداخلية والخارجية، التي اختلفت عن سابقتها، وفضحت سوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد.
وأضاف الباحث المختص في الشؤون الإيرانية، أن مواجهة النظام الإيراني لكل الأصوات المعارضة له، يفسرها بذريعة أن تلك الأصوات ما هي إلا مؤامرات خارجية تحاك في الظلام؛ لإسقاط النظام السياسي الحاكم؛ لذا فإن ممارساته لن تتوقف، ولن يتوانى عن اتخاذ كل ما من شأنه قمع الأصوات المعارضة، حتى إن وصل الأمر للقيام باغتيالهم .