«إسكات البنادق».. هل تؤثر مخرجات القمة الأفريقية على نهاية الأزمة الليبية؟
الإثنين 10/فبراير/2020 - 02:14 م
طباعة
انديانا خالد
في 7 فبراير 2019 اعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع، القرار 2457 الذي رحب فيه بتصميم الاتحاد الأفريقي على تخليص القارة السمراء من النزاعات، وتهيئة الظروف المواتية للنمو والتنمية، وفق مبادرة «إسكات البنادق بحلول عام 2020»، التي قدمها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ووفق خارطة طريق الاتحاد الأفريقي لجعل القارة منطقة خالية من النزاعات بحلول نفس العام.
وتنعقد اجتماعات الدورة الثالثة والثلاثين للاتحاد في فبراير هذا العام، برئاسة جنوب أفريقيا، وسط تحديات جسام تواجهها القارة السمراء، خاصة مع تزايد المخاوف من تنامي الإرهاب في القرن الأفريقي، والتدخل التركي السافر في ليبيا لدعم حكومة الوفاق في طرابلس.
ويسعى رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي إلى تعزيز مشاركتهم في الوساطات في عدد من النزاعات المسلحة التي تمزق القارة، على الرغم من الإخفاقات السابقة، وعلى رأسها الأزمة الليبية.
ليبيا في الصدارة
وتتصدر الأزمة الليبية أعمال قمة الاتحاد؛ خاصة مع مشاركة قادة دول الجوار الليبي، وهم الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والجزائري عبد المجيد تبون، والوزير المكلف بتسيير وزارة الشؤون الخارجية صبري باشطبجي، نيابة عن الرئيس التونسي قيس سعيد الذي تغيب عن القمة لعارض صحي طارئ (التهاب حاد في الحنجرة)، كما تهيمن العديد من الملفات الشائكة على أجندة القمة، في مقدمتها مكافحة الإرهاب.
وشدّد الرئيس المصري عبد الفتاح في كلمته خلال جلسة مجلس السلم والأمن الأفريقي السبت 8 فبراير، على أن التدخلات الخارجية المعروفة في الشأن الليبي جلبت تهديدات لا يتوقف أثرها عند حدود الدولة الليبية، مؤكدا أن التوافق الدولي في مؤتمر برلين بشأن ليبيا تم خرقه.
كما حذر «السيسي» من التداعيات الخطيرة لنقل الإرهابيين من سوريا إلى ليبيا على دول جوارها، مشددًا على أن الترابط بين الوضع في ليبيا ومنطقة الساحل الأفريقي يحتم العمل على التوصل إلى مقاربة شاملة، وجهد مشترك لدعم الجهود الوطنية لدول الساحل الخمس لمعالجة التحديات المركبة التي تواجهها تلك المنطقة الحيوية من القارة.
وعلى صعيد الأزمة الليبية الحاضرة بقوة على طاولة أعمال القمة، قال محمد الطاهر سيالة، وزير خارجية حكومة الوفاق الليبية في تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط»: إن اجتماع مجلس السلم والأمن، السبت 8 فبراير، يجدد الآمال فى أن يلعب الاتحاد الأفريقي دورًا مكملًا للأمم المتحدة، وأن يتم وقف إطلاق النار تبعًا لمخرجات قمتي برلين وبرازافيل، ويضيف سيالة: «نعول أن يجد مسار برلين طريقه إلى التنفيذ، ونعول على ضغط المجتمع الدولي، سواء الاتحاد الأفريقي أو المنظمات الإقليمية الأخرى».
إسكات ابنادق
«إسكات البنادق» هو العنوان الأبرز لتلك القمة، إذ يرغب الاتحاد الأفريقي بأن يكون فعالًا أكثر في حل النزاعات الأفريقية مستقبليًّا، ويرغب في إيجاد حلول ملائمة لها.
ويرى موقع «فرانس 24» أن تلك القمة تُفتتح على ملاحظة مريرة، ألا وهى إخفاق الاتحاد الأفريقي في تنفيذ التعهد الذي قطعه في قمة أديس أبابا عام 2013، بإنهاء الحروب في أفريقيا بحلول 2020.
توصيات إيجابية
من جانبه، توقع الدكتور هاني رسلان، رئيس وحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن تنتهي القمة بإدانة التدخلات الأجنبية في ليبيا، وبالأخص التركية، بجانب التأكيد على أهمية السلم، ووقف إطلاق النار.
وأضاف في تصريح لـه، أن تدخلات تركيا في الشأن الليبي تهدد دول الجوار، إذ عملت على نقل الإرهابيين من سوريا إلى ليبيا، وهو ما أظهر تنظيمات وعناصر إرهابية في منطقة الساحل الأفريقي، ولذلك يجب على تركيا وقف التدخلات في ليبيا، إذ إن وجودها ليس له ما يبرره، فما يحدث في ليبيا لا يشكل أدنى تهديد عليها.