رغم التحذيرات والعقوبات.. طهران تطور صواريخها وتهدد العالم
الإثنين 10/فبراير/2020 - 05:09 م
طباعة
اسلام محمد
رغم التحذيرات التي تلقتها طهران من دول العالم بشأن برنامج الصواريخ، لا يزال العمل جاريًا على قدم وساق في تطوير هذا البرنامج الذي يهدد الأمن الإقليمي والدولي.
وتدعي إيران أن برنامجها الصاروخي ذو طابع دفاعي بحت وهو ادعاء لا يصمد إذا ما نظرنا إلى أن المحور الأساسي للبرنامج هو زيادة المدى الذي تطوله تلك الصواريخ، أي أننا نشهد باستمرار زيادة في عدد الدول التي يشملها نطاق التهديد الإيراني؛ إذ يُعتقد أن الصواريخ الإيرانية لديها القدرة على الوصول إلى أهداف داخل عدد كبير من الدول الأوروبية في شرق القارة.
جيل جديد من الصواريخ
وأعلنت طهران عن نجاحها في صنع «جيل جديد» من الصواريخ يصل إلى الفضاء الخارجي، إذ تم إطلاق الصاروخ «رعد 500» 9 فبراير 2020 حاملًا قمرًا صناعيًّا من قاعدة الإمام الخميني بمحافظة سمنان شمال البلاد.
وفي الوقت الذي أعلن فيه أحد المسؤولين بوزارة الدفاع الإيرانية للتلفزيون الرسمي بأن عملية الإطلاق نجحت، فإن القمر الذي أُطلق عليه اسم «ظفر» لم يصل لمداره المفترض.
ووفقًا للإعلام الإيراني فإن الصاروخ الجديد هو تطوير لصاروخ فاتح 110، لكنه أقل وزنًا وبالتالي قادر على الوصول لمسافة أكبر تزيد 200 كيلو متر، عن النسخة السابقة.
وبحسب ما أوردته وكالة الأنباء الإيرانية «فارس»، فإن رعد 500 يعمل بواسطة جيل جديد من أجهزة الدفع الصاروخية ويستخدم الوقود الصلب.
ويزعم قادة النظام الإيراني إن القمر الصناعي «ظفر»، مهمته بحثية علمية تتصل بدراسة الظواهر الطبيعية كالزلازل وأغراض التطوير الزراعي كما حاول رئيس وكالة الفضاء الإيرانية، مرتضى براري، التأكيد على أن أنشطة بلاده الفضائية شفافة ولأغراض سلمية بحتة.
يذكر أن طهران أعلنت نجاح إطلاق أول قمر صناعي في 2009، ثم أطلقت قمرًا آخر في عام 2011، وشهد العام الماضي فشل تجربتين لإطلاق القمرين دوستي وبايام، لكن الولايات المتحدة الأمريكية اعتبرت هذه المحاولات مجرد ستار للتمويه على العالم بغرض إجراء تجارب صاروخية دون إثارة ردود أفعال سلبية من الدول الغربية؛ إذ يدعو قرار مجلس الأمن 2231 الذي صدر بالإجماع في يوليو 2017، إيران للامتناع عن تطوير برنامج الصواريخ.
فشل الاتفاق النووي
وكان البرنامج ذاته على رأس أسباب انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي في الثامن من مايو 2018، إذ يسعى لإبرام معاهدة جديدة تحظر على الإيرانيين إجراء أي تجارب صاروخية ولا يقتصر على تقييد الأنشطة النووية فقط، وفي سبيل هذا الهدف تم فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران.
فخطورة برنامج الصواريخ أنه يضاعف من التهديد الذي يمثله البرنامج النووي باعتباره وسيلة نقل القنابل الذرية لأهدافها المحتملة على غرار نموذج كوريا الشمالية، كما يمكن أيضًا وضع أسلحة كيميائية على تلك الصواريخ.
وتمتلك طهران مئات الصواريخ الباليستية في ترسانتها الحربية، ويجري تحديثها اليوم بشكل متسارع، وقد تلقى الإيرانيون خبرات مهمة في هذا المجال من روسيا والصين وكوريا الشمالية.