التحالف السعودي اليوناني.. جدار جديد يتصدى للمطامع التركية في «المتوسط»
الإثنين 10/فبراير/2020 - 05:51 م
طباعة
محمد حامد
تسعى الرياض إلى تنويع علاقات الدولية، في إقليم الشرق الأوسط، في ظل منطقة تعج بالأزمات والاضطربات والتحالفات والمحاور، وأيضًا في ظل سعى دول الطوق غير العربي، في تقويض أي دور عربي في الإقليم، خاصةً عبر الأدوار التركية والإيرانية في المنطقة؛ لذا بدأت الرياض في نسج علاقات قوية، مع خصوم تركيا في المنطقة، مثل اليونان وقبرص وأرمينيا؛ أملًا في أن تغير تركيا سياستها في المنطقة، وردعا تحركات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المناهضة للمملكة العربية السعودية.
ضربة جديدة ضد أنقرة
جاءت زيارة رئيس الوزراء اليوناني، كرياكوس ميتسو كاتس، إلى السعودية، بمثابة ضربة جديدة ضد أنقرة، في رسم تحالفات قوية مناوئة لتحركات تركيا في الإقليم، خاصةً بعد اتفاقية ترسيم الحدود بين تركيا وليبيا «حكومة الوفاق المدعومة من أنقرة»، في نوفمبر 2019، والذي أرادت من خلاله، خلط الأوراق في إقليم حوض المتوسط، فدخول الرياض على الخط في ظل الخلاف في منطقة المتوسط لصالح محور مصر وقبرص واليونان، يعطي قوة كبيرة لتلك الدول في مواجهة تركيا، خاصةً أن السعودية من الدول العشرين الكبار، ولها ثقل في سوق النفط العالمي، ما يقلص من ححج تركيا الواهية من الأساس أمام القوى الدولية.
بوادر تحالف سعودي يوناني
التقت مصالح الرياض وأثينا في مواجهة تركيا، خاصةً بعد الانحياز التركي لقطر في الأزمة الخليجية، بعد مقاطعة كل من السعودية ومصر والإمارات والبحرين، عبر إرسال قوات تركية إلى الدوحة؛ ما ساعد على تعقيد الأزمة، وأيضًا الابتزاز التركي للسعودية في ملف قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي، واستخدام الحادثة؛ لتشويه سمعة المملكة دوليًّا، والمزايدة على دور المملكة العربية السعودية في العالم الإسلامي، ومحاولات أنقرة التقليل منه، وكانت القمة الإسلامية المصغرة أكبر دليل على ذلك، والتى عقد في ديسمبر من العام الماضي، في ماليزيا بحضور كل من تركيا وقطر وماليزيا وإيران، في محاولة لتقزيم دور منظمة التعاون الإسلامي، والتى مقرها الرياض، وأيضًا اتهام السعودية بدعم صفقة القرن، والتفريط بالقدس؛ لشحن الشعوب العربية والإسلامية ضد القيادة السعودية على غير الحقيقة .
تسعى أثينا إلى تطوير علاقتها مع الرياض على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية، خاصةً بعد رغبة السعودية في شراء بطارايات الباتريوت اليونانية؛ لحماية أراضيها من أي اعتداءات في ظل الهجمات الحوثية على السعودية، خلال الفترة الأخيرة، كما ترغب أثينا في جذب السياحة السعودية والخليجية بشكل عام، خاصةً بعد دعوات لمقاطعة السياحة في تركيا، من قبل عدد من المواطنين على أن تكون البديل اليونان، تسعى اليونان كذلك للحصول على تمويل سعودي كبير؛ لتطوير قوات البحرية في المتوسط؛ بهدف ردع تركيا الساعية للتنقيب في شرق المتوسط، رغمًا عن دول الإقليم، خاصة في ظل استغلال أردوغان للخلاف التاريخي بين البلدين؛ لشحن الرأي العام التركي ضد اليونان وقبرص .
أردوغان.. سياسة التصادم والمكايدة
تركيا- أو بالأحرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان - أخذت على عاتقها التصادم مع الأنظمة العربية، من خلال التحالف مع الجماعات الدينية المتطرفة في الإقليم، وعلى رأسها جماعة الإخوان؛ حيث وجد أردوغان في هذه الجماعات ورقة ضغط قوية؛ لابتزاز كل دول الإقليم، مثل مصر والسعودية تحديدًا؛ لذا يستمر في دعم الإرهاب في مواجهة دول المنطقة، وهو ما يفسر إرسالها الإرهابيين والمرتزقة السوريين من سوريا إلى ليبيا، تحت سمع وبصر العالم، وفي خرق للقوانين الدولية ولمخرجات مؤتمر برلين الأخيرة، كما يمكن أن تدخل تركيا في خط الأزمة اليمنية؛ لمكايدة كل من السعودية والإمارات- قائدتي التحالف العربي؛ لاستعادة الشرعية في اليمن- في ظل هيمنة حزب الإصلاح الإخواني على المشهد السياسي، علاوةً على استخدام ملف جمال خاشقجي؛ لمقاضاة السعودية دوليًّا.