بمبادرة السيسي.. مصر تنزع فتيل الإرهاب من جسد أفريقيا وتهيئ القارة للتنمية

الإثنين 10/فبراير/2020 - 09:37 م
طباعة بمبادرة السيسي.. أحمد عادل
 
في ظل تصاعد وتيرة إرهاب التنظيمات المُسلحة في أفريقيا، عملت بعض الدول على خروج من تلك المأزق، بإيجاد حلول ناجزة، سواءً تقليدية أو غير تقليدية في مجال مكافحة الإرهاب.
ولكن كان للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، رأي آخر؛ حيث دعا خلال كلمته أمام القمة الأفريقية في أديس أبابا، الأحد 9 فبراير 2020، والتي عقدت تحت شعار «إسكات البنادق.. خلق ظروف مواتية لتنمية أفريقيا»، إلى إنشاء قوة؛ لمواجهة ومكافحة الإرهاب في القارة .
وقال السيسي: إنه على استعداد أن يبحث ترتيبات قمة تُعرف بـ«إسكات السلاح» أو «إسكات البنادق»، مع رئيس جنوب أفريقيا «سيريل رامافوسا»، الذي تسلم رئاسة الاتحاد الأفريقي، موضحًا أهمية القمة في وضع رؤية شاملة؛ لمكافحة ظاهرة الإرهاب، وتحقيق السلم والأمن في أفريقيا.
واقترح الرئيس المصري، أن تكون القوة الأفريقية بمعرفة مجلس السلم والأمن الأفريقي وهيئة مكتب اللجنة الفنية للدفاع، على أن تعرض على هيئة مكتب القمة في أقرب وقت.
ومبادرة «إسكات السلاح» أو «إسكات البنادق»، أطلقها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، عقب توليه رئاسة الاتحاد الأفريقي، في فبراير 2019؛حيث دعا إلى تسوية النزاعات المسلحة داخل القارة السمراء عن طريق إطلاق مبادرة «إسكات البنادق».
وتهدف المبادرة إلى تخليص أفريقيا من الصراعات الداخلية، وتهيئة الظروف المواتية للتنمية، وحظيت مبادرة السيسي بدعم أفريقي ودولي، واعتمدها مجلس الأمن، ورحب بتصميم الاتحاد الأفريقي على تخليص أفريقيا من النزاعات المسلحة، وفق هدفه المتمثل في إسكات البنادق بحلول عام 2020.
ولكن تواجه القوة الأفريقية التي يرغب الرئيس عبدالفتاح السيسي، في إنشائها عدة معوقات لعل أهمها: «التدخلات الخارجية – الإرهاب المتزايد- ارتفاع معدلات الفقر في القارة- الصراع الداخلي بين التنظيمات والدول».

غرض القوات:
من جانبه، يرى ناصر مأمون عيسى، الباحث في الشأن الأفريقي، أن الرئيس السيسي، يعمل على إنشاء تلك القوة؛ بغرض نشر السلام في القارة السمراء، وإيقاف نزيف العنف المتزايد من قبل التنظيمات الإرهابية.
وأكد ناصر في تصريح خاص له، أن الغرض من تلك القوة، فصل الجيش والشرطة عن عناصر التنظيمات الإرهابية، وتكون بعيدة تمامًا عن قوات حفظ السلام الدولية، وتتولي مهام السلام في البلاد، وبعد ذلك إعادة تأهيل وتدريب القوات المحلية على حفظ عملية السلام في القارة الأفريقية في غضون سنة واحدة، مضيفًا أن تلك القوات سيتم نشرها على أربعة محاور «غرب –شرق- شمال -جنوب»، لافتًا إلى أن هناك توافر في الخبرات العسكرية في الجيش المصري والجزائري، وهما الأصلح لتولي مهام تلك القوات.
وأوضح الباحث في الشأن الأفريقي، أن تلك القوات أمامها معوقات، أبرزها أن أغلب القادة الأفارقة يستمدون شرعية وجودهم بالتحالف مع قوى غربية، وهو ما يجعلهم لا يملكون قرارهم بنسبة كبيرة، كذلك عدم توافر البنية التحتية والأموال اللازمة لتسليح تلك القوات، ولكن من الممكن التغلب عليه بالمساعدات غير المشروطة .

تناحر التنظيمات 
وفي تصريح خاص له، أكد هشام النجار، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أن الرئيس السيسي أولى اهتمامًا كبيرًا بأفريقيا، وخاصةً بعد فترة انتقال عناصر تنظيم داعش الإرهابي في أبريل 2019.
وأفاد النجار، أن أحد أهم أسباب دعوات السيسي لإنشاء قوة أفريقية مشتركة، هو التناحر المتزايد ما بين التنظيمات المسلحة وبعضها البعض؛ حيث تنظيم القاعدة وداعش في الفترة الحالية؛ حيث يعيشان حالة من التنافس الشديد مع بعضهم البعض؛ من أجل فتح مناطق جديدة، وضم عناصر لهم، التهام أكبر عدد من الأموال وحقول النفط التي تتمتع بها القارة السمراء.
وأشار  الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أن هناك انشقاقات تضرب تنظيم القاعدة في الفترة الأخيرة، وتنتقل عناصر إلى تنظيم داعش الإرهابي، ولعل أبرزها ظهور فصيل مجهول منفصل عن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة للقاعدة، وانضمامه إلى تنظيم داعش.

شارك