الجمعيات الخيرية.. سلاح قطر وتركيا لدعم الثورة المضادة في السوادن

الثلاثاء 11/فبراير/2020 - 01:58 م
طباعة الجمعيات الخيرية.. محمود البتاكوشي
 
الجمعيات الخيرية التركية والقطرية، هي «حصان طروادة»؛ لاختراق السودان، عبر بوابة المنح والمساعدات، يستفيد منها الكثيرون، تذهب في معظمها؛ لدعم فلول الرئيس السابق، عمر البشير، وذلك لإجهاض الثورة السوادنية، التي أطاحت بحكم جماعة الإخوان الإرهابية.

ونجحت هذه الجمعيات المشبوهة، على مدار السنوات الماضية، في التغلل واختراق المجتمع السوداني؛ إذ كانت تلعب بمفردها بعد طرد الرئيس السوداني السابق للمنظمات الإنسانية الدولية، كرد فعل على قرار المحكمة الجنائية الدولية بمحاكمة عمر البشير، وما زالت حتى وقت قريب، تواصل دعمها لفلول النظام السابق؛ أملًا في نجاح الثورة المضادة.
وتعمل في السودان عشرات المنظمات القطرية والتركية، والتي تحافظ على صلات مباشرة بفلول نظام البشير، عبر ضخ أكثر من مليار دولار، في صورة دعم للأنشطة الإنسانية، وروجت لأنشطتها بشكل مكثف، وقدمت مئات الأطنان من المساعدات الإنسانية المختلفة، عبر جمعيات أهلية تابعة لها، وتدير معظمها كوادر تنتمي للحركة الإسلامية؛ للتقرب من المواطنين؛ بهدف تنفيذ خطة محكمة؛ لاستقطابهم ضد الحكومة.

حراس الليل.. «لعبة أردوغان الأخيرة» لاختطاف تركيا

وعلى رأس المنظمات التركية التي تخترق السودان، منظمة «تيكا»؛ من أجل السيطرة على خيرات البلاد، واستغلال أراضيه الخصبة، وتجنيد شبابه؛ لتنفيذ المخططات التركية، وتهديد الأمن القومي العربي في البحر الأحمر، بدأت نشاطها المشبوه، في مارس 2006، تزامنًا مع أول زيارة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسودان، وبدأت «تيكا» في التوسع بمشاريعها ومساعداتها، منذ هذا التاريخ


المنظمة ذات الأنشطة المشبوهة، نفذت 55 مشروعًا، منذ افتتاح مكتبها في الخرطوم، بينها مستشفى بتكلفة بلغت 50 مليون دولار، كما رممت العديد من الآثار العثمانية؛ للعودة بالخرطوم مئات السنين إلى الوراء، عندما كانت خاضعة للاحتلال العثماني.

الدور المشبوه لمؤسسة «تيكا»، يكشف علاقتها بمنظمة الدعوة الإسلامية السودانية، وهي جمعية خيرية، أسسها الرئيس السوداني الأسبق عبد الرحمن سوار الذهب «1985 – 1986»؛ للخدمات الإنسانية، وبعد وفاته تلقف أردوغان الجمعية، وسلم الإخواني يوسف القرضاوي أمانتها العامة.

 

وتلعب منظمة «تيكا» دور الوسيط المالي، بين تركيا وقادة الإخوان، في جمعية الدعوة الإسلامية في السودان، وتأتي الأموال من أنقرة تحت بند ترميم الآثار، أو مساعدة الفقراء، وتدخل في حسابات «تيكا»، قبل أن تضخ مرةً أخرى إلى حسابات الإخوان؛ لتستخدم في دعم الجماعة ونشاطاتها .

ومن المنظمات الخيرية التي تلعب أدوارًا مشبوهة في السودان، هيئة الإغاثة التركية، التي تساهم في إجراء عمليات «السد- إزالة المياه البيضاء» من العين، وهو مرض يعاني منه في السودان، حوالي 3 ملايين شخص، كما تقوم بمساعدة جمعية «كيمسا يوك مو» الخيرية، تذبح الأضاحي وتوزعها على الفقراء.

«إدلب» تضع ثلاثة سيناريوهات للعلاقات «الروسية ـــ التركية»

كما تنشط جمعية «كيمسا يوك مو»، في مدينة «نيالا»، عاصمة جنوب دارفور، وتساهم في إيواء اليتامى، وعلاج المرضى، وساهمت في تأسيس قرية «أورهانية» في نيالا. 

ووفرت لأهاليها رعاية صحية وتعليمية، فضلًا عن قيامها بجريمة بشعة ضد الإناث، وهي ختان 6 آلاف طفلة، وتقيم عمل موائد إفطار للصائمين في رمضان، ودورات حياكة ملابس ودورات تعليم ولغات، أما منظمة الأضاحي، فهي تتولى عمليات ذبح موسعة للأضاحي في السودان؛ من أجل توزيع اللحوم على الفقراء والمحتاجين.

فيما تنشط جمعية «دنيز فنري» التركية في السودان بشكل واضح للغاية، منذ عام 2017، خاصةً في مجال تقديم المساعدات للأيتام والمحتاجين.

أما عن المنظمات القطرية المشبوهة في السودان، تعد جمعية قطر الخيرية ومنظمة راف أبرزها، ولديهما أنشطة واضحة في السودان، وتتواجد في 10 محافظات، وصنفهما الرباعي على قوائم الإرهاب؛ نظرًا لدورهما في دعم الجماعات المتطرفة في عدة دول، لاسيما في مناطق النزاعات والتوترات، وبينها السودان.

وتستهدف الجمعيات القطرية بالأساس، دعم نشاطات الحركة الإسلامية، التي تحاول التأكيد، أنها موجودة في المشهد السياسي السوداني، و يصعب اجتثاثها.

والمفاجأة، أن العناصر التابعة لحزب المؤتمر الوطني الحاكم سابقًا، وحزب المؤتمر الشعبي وحزب الإصلاح الآن، هم من يتولون عملية الإشراف على منظمات قطر داخل السودان، ويعد الانتماء الأيديولوجي للنظام البائد، من شروط قبول العمل فيها، ولا تزال تحاول الحفاظ على قوة الحركة الإسلامية، ومدها بالمال السخي، بعد أن فقدت الثروة التي كانت تحصل عليها، عبر وجودها في السلطة.

كما نشطت في السودان، منظمة نوافذ الخير، التي يرأسها شرف الدين مختار، وهو أحد ثلاثة عناصر إخوانية، أسست لعلاقة الخرطوم مع زعيم القاعدة أسامة بن لادن، ولم يكن بعيدًا عن قطر التي وظفت تنظيمه في خدمة أغراضها.

المنبوذ يسدد فاتورة غروره.. مؤتمر برلين يؤكد عزلة «أردوغان» وهشاشة سياسته

ولعبت منظمة معارج، التي رأسها علي البشير، شقيق عمر حسن البشير، دورًا مهمًا في المضمار الإنساني بمساعدة الدوحة، والتي تلاقى عندها المال القطري مع الدعم الموجه لجماعات إرهابية في السودان، وكانت تستقبل الكثير من القيادات المتشددة المنتمية للتيار الإسلامي.

وأصدرت مفوضية العون الإنساني في السودان، في نوفمبر الماضي، قرارًا بحظر 24 من المنظمات والاتحادات والمؤسسات المسجلة في البلاد، بينها سند الخيرية، التي كانت تديرها وداد بابكر، زوجة الرئيس المخلوع عمر البشير، ومنظمة البر والتواصل، المملوكة لزوجة علي عثمان طه، القيادي البارز في الحركة الإسلامية السودانية.

شارك