الجماعة في سلة الإرهاب.. مصر والسعودية تحرقان ورقة «الإخوان» في يد بريطانيا

الثلاثاء 11/فبراير/2020 - 02:00 م
طباعة الجماعة في سلة الإرهاب.. محمد حامد
 
تعززت فرص تصنيف جماعة الإخوان جماعة إرهابية، في الداخل البريطاني، عبر دعوات من عدد أعضاء البرلمان البريطاني المنتخب حديثًا، وسيطرة حزب المحافظين على مقاليد الأمور، وإخفاق حزب العمال .

بريطانيا بعد «بريكست»

أضحت بريطانيا عقب إقرار «بريكست»، ليست مثل بريطانيا وهي جزء من الاتحاد الأوروبي، فخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قد يفرض على عاصمة الضباب إجراءات جديدة، في ترتيب علاقتها مع العديد من الدول، مثل الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية والصين وروسيا، وتحديدًا دول الشرق الأوسط، وتعتزم لندن إطلاق العلاقات البريطانية الأفريقية تحديدًا، إلى آفاق أخرى، وهو ما تجلى في القمة الأفريقية البريطانية للاستثمار، والتي عقدت في يناير 2020، وكانت بمثابة نقطة انطلاق؛ لرسم بريطانيا سياستها الخارجية، في ما بعد الخروج الرسمي من الاتحاد الأوروبي. 

دعوة نخبوية

استطاعت جماعة الإخوان، أن تبسط نفوذها في دول الاتحاد الأوروبي، من خلال اتخاذ بريطانيا نواة لشبكة عنكبوتية، نسجت خيوطها في القارة العجوز، منذ سبعنيات القرن العشرين، عقب تأسيس التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، على يد مرشد الجماعة عمر التلمساني، وأصبحت جماعة الإخوان مؤثرة في المجتمع البريطاني، عبر المدراس والمراكز الدينية، وتروج لجماعة الإخوان، وتستقطب النخب البريطانية، وتخترق الجامعات والمنتديات، تحت شعار حوار الأديان، واحترام الآخر، والحكم الديمقراطي في المنطقة العربية، مع إخفاء وجهها الحقيقي المتشدد، نحو حقوق المراة والحريات الأساسية، والنظرة للغرب، وممارستها للعنف.

 

وأصبحت بريطانيا ملاذًا للجماعات الدينية المتطرفة، الهاربة من الملاحقة في بلادها؛ حيث يحصل هؤلاء على اللجوء السياسي، مثل الإرهابي أسامة رشدي، والإرهابي هاني السباعي، وهو منظر لفكر تنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة في بريطانيا وآخرون.

 

ومرةً أخرى، عادت الدعوات؛ لإدراج جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب، وذلك بعد تغيير بنية البرلمان البريطاني، علاوةً على أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أتاح الفرصة أكثر؛ لتقييد عمل جماعة الإخوان في الداخل البريطاني، خاصةً أن دول عربية مؤثرة، صنفت جماعة الإخوان كجماعة إرهابية، مثل مصر والسعودية، اللتان تضغطان بشكل كبير على تصنيف جماعة الإخوان كجماعة إرهابية، وربط ذلك بتعزيز العلاقات مع بريطانيا، والتى أصبحت في حاجة لتنويع علاقتها الخارجية، عقب بريكست.

 

هذه الدعوات، مازالت حبيسة النخب البريطانية، خاصةً أعضاء البرلمان، ولكن مع تعزيز المحافظين قبضتهم على السلطة، وترسيخ مبادئ بريكست، ذات الطابع القومي والرافض لموجات اللجوء والهجرة، قد تتحول لمطالب شعبية مستقبلًا، فالشعب البريطاني يعادي التطرف وليس الإسلام.


الإخوان.. ورقة محروقة في يد بريطانيا  

لطالما ظنت بريطانيا، أن جماعة الإخوان ستمثل لها إحدى الأدوات السياسية الناجحة في ابتزاز الأنظمة العربية، وعلى رأسها النظام المصري؛ للضغط على تلك الأنظمة وقت اللزوم، تحت شعارات حقوق الإنسان ودمج الجماعات الدينية في السلطة، وهو الظن الذي أفسدته ثورتا الخامس والعشرين من يناير 2011 و30 يونيو 2013 في مصر، فشل الاعتماد البريطاني على الإخوان- خاصةً بعد تبني الجماعة الكثير من العمليات الإرهابية في مصر- قد يدفع لندن بإلقاء هذه الورقة المحروقة على طاولة السياسة في الشرق الأوسط، مع استبدالها باستثمارات بريطانية في مصر والسعودية، أو استقطاب استثمار الدولتين في لندن، خاصةً في ظل تصنيف مصر والسعودية أكبر الدول العربية، جماعة الإخوان كمجماعة إرهابية، وأيضًا طلب مصر صراحة من الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، إدراج جماعة الإخوان كجماعة إرهابية، الذي وعد به، عندما كان مرشحًا، وهو ما قد تطلبه مصر أيضًا من رئيس الوزراء البريطاني «بوريس جونسن»، الذي يطمح في إنجاح خطة خروجه من الاتحاد الأوروبي، وأن ينهي سياسة المساواة بين التنظيمات والدولة، في ظل وجود ملاذ آخر للجماعة، وهو تركيا التى أصبحت تحتضن الجماعة منذ عام 2013 .

شارك