أسباب ومآلات بدء الانسحاب الأمريكي من العراق

الثلاثاء 11/فبراير/2020 - 02:01 م
طباعة أسباب ومآلات بدء نورا بنداري
 
عقب جملة الأحداث التي وقعت مع مطلع العام الحالي، على الأراضي العراقية، والتي جاء أولها إثر الاستهداف الأمريكي لقائد فليق القدس التابع للحرس الثوري الايراني قاسم سليماني في 3 يناير 2020، والرد عليه بضربات صاروخية نحو القواعد العسكرية الأمريكية بالعراق، قررت الحكومة العراقية إنهاء الوجود الأجنبي في بلاد الرافدين.

وفى إطار تنفذ هذا القرار، أعلن «علي الغانمي» عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية في العراق، الإثنين 10 فبراير 2020، بدء انسحاب القوات الأمريكية من القواعد التي توجد فيها على الأراضي العراقية.



وأضاف «الغانمي» في تصريحات صحفية له، أن قوات الولايات المتحدة، بدأت فى مغادرة العراق، والانسحاب فعليًا من 15 قاعدة عسكرية، مبينًا أن الأمريكيين انحصر وجودهم في قاعدتين، الأولى في أربيل والثانية هي «عين الأسد» في الأنبار، ولفت إلى أن واشنطن تتمسك بالبقاء في القاعدتين، لكن الضغط الشعبي والبرلماني يصر على الانسحاب من جميع القواعد.



ويأتي انسحاب القوات الأمريكية في العراق، بعدما دعمت الحكومة العراقية في 5 يناير 2020، تصويت البرلمان الخاص بانسحاب القوات الأمريكية من البلاد، على خلفية مقتل «سليماني»، إضافة إلى مطالبة المواطنين العراقيين بالخروج الأمريكي والإيراني أيضًا، بعد سلسلة الأحداث التي وقعت على أرض العراق.



دلالات الانسحاب 

وتطرح التساؤلات، حول دلالات تنفيذ واشنطن الانسحاب من قواعدها بالعراق في ذلك التوقيت، وأسباب تمسكها بالبقاء في قاعدتي عين الأسد وأربيل، وما مدي استفادة إيران من خروج القوات الأمريكية.

 أسباب الانسحاب

وقد يكون الانسحاب الأمريكي من العراق، لسبيين، أولهما أن واشنطن تسعي لـ«حفظ ماء الوجه»؛ خاصة بعد مطالبة العراقيين بذلك، وفقدانها الآلاف من الجنود في بلاد الرافدين منذ بداية غزو العراق عام 2003، وهذا ما يطالب به المواطن الأمريكي وبعض نواب الكونجرس.

أما السبب الثاني، هو استعداد الإدارة الأمريكية للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في نوفمبر 2020، والتى يسعى الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» للترشح بها لفترة ثانية.

ووعد «ترامب» مسبقًا عند ترشحه لمنصب الرئيس؛ بتقليص عدد القوات الأمريكية في المنطقة إلى الحد الأدنى، لكنه اضطر إلى زيادتها، لمحاربة تنظيم «داعش» في العراق، ومنع إيران من التوسع في بلاد الرافدين، ولذلك فإن السبب الرئيسى لاتخاذ «ترامب» قرار الانسحاب هذه المرة، هو تنفيذ وعده السابق حتي يستطع نيل ثقة المواطن والتمكن من الفوز في الانتخابات المقبلة.

انسحاب سوري

ورغم بدء انسحاب الولايات المتحدة من 15 قاعدة عسكرية بالعراق، فإنها تريد الاحتفاظ ببقاء قواتها في أهم قاعدتين وهما: «عين الأسد، وأربيل»، وقد يكون الهدف من ذلك حتي لا تنتهز طهران الفرصة وتتمدد في بلاد الرافدين، إذ اعترف «ترامب» في مقابلة مع شبكة «سي بي إس نيوز» في أواخر عام 2019 بأنه يريد الاحتفاظ بقاعدة في العراق، لأنه يريد أن ينظر  قليلًا إلى إيران.


تداعيات الانسحاب
ويرى محللون سياسيون أن انسحاب القوات الأمريكية من العراق قد يعطي الفرصة لإيران لفرض سيطرتها على بلاد الرافدين، إضافة لإعطاء الفرصة لتنظيم «داعش» الإرهابي لشن المزيد من هجماته.

ويشير «فواز جرجس» أستاذ العلاقات الدولية بكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، في تصريحات لشيكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية في 19 يناير الماضي، إلى أن التحدي الأكثر أهمية بالنسبة للعراق الآن ليس «داعش»، وإنما إعادة بناء دولة ساعية لمحاربة الفساد، وتغيير الحكومة القائمة على أساس الطائفية إلى حكومة قائمة على المواطنة، وإضفاء الطابع المهني على الجيش، وإيران ليست مهتمة بهذه الأهداف، لذلك فإن انسحاب واشنطن سيكون من شأنه أن يشجع نظام الملالي على توسيع نطاق وصوله في منطقة الشرق الأوسط.

شارك