الهروب للأمام.. التهدئة الإيرانية بين الجدية والمراوغة

الثلاثاء 11/فبراير/2020 - 02:03 م
طباعة الهروب للأمام.. التهدئة محمد حامد
 
قال السفير الإيراني في العراق «إيرج مسجدي» في تصريحات رسمية: إن بلاده مستعدة للحوار مع  كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية.



تصريحات «مسجدي» جاءت بعد أن ازدادت الضغوط الدولية على إيران عقب اغتيال قاسم سليماني من قبل الولايات المتحدة، والذى ردت عليه إيران بقصف قاعدة عين الأسد العراقية، وشعرت إيران بعد كل ذلك، أن ظهرها للحائط، خاصةً عقب قرار الاتحاد الأوروبي تفعيل آلية فض النزاع مع إيران، وأن خياراتها أصبحت محدودة في مواجهة جيرانها العر ب أو القوى الإقليمية أو الدولية، خاصةً بعد رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التفاوض مع إيران في الوقت الحالي، ووفق شروط محددة.

التصعيد الإيراني  

منذ صيف 2019، سعت إيران إلى حرق المنطقة، من خلال التحرش بالمنشآت النفطية وناقلات البترول في منطقة الخليج  «استهداف ميناء الفجيرة الإماراتي، ومنشآت نفطية في أبقيق السعودية»، عقب تفعيل العقوبات الأمريكية الخاصة بتصفير صادارات النفط الإيراني، وأقدمت طهران على ذلك، من خلال أدواتها العسكرية في المنطقة من الموالين لها، مثل جماعة الحوثي وحزب الله العراقي، ثم كررت ذلك من خلال ضرب منشاة «أرامكو السعودية»، عبر طائرات بدون طيار.

 

أكدت تقارير دولية واستخبارتية، أن إيران هي من حرضت هذه الجماعات لارتكاب هذه الأعمال، عقب تشديد العقوبات الدولية، واستمر التصعيد الإيراني، ولكن هذه المرة في العراق، حينما سعت إلى محاصرة السفارة الأمريكية في العراق، والتي ردت عليه واشنطن باغتيال قاسم سليماني، وعجزت إيران بعد كل ذلك في كسر إستراتيجية  الولايات المتحدة  في المنطقة،  منذ أن ألغى ترامب الاتفاق النووي، وقرر الانسحاب منه في نهاية  2017، وأعاد منظمومة العقوبات الدولية عليها، بما أصاب إيران حالة من اليأس السياسي في تغيير إستراتيجية الولايات المتحدة،  وفشلت كل محاولات إيران في ابتزاز دول المنطقة عبر العنف، كما فشلت أيضًا في إجبار الولايات المتحدة على التفاوض معها، بعد كل هذه الممارسات .

الحوار مع طهران.. مطالب وشروط

يعمل النظام الإيراني منذ عام 1979، على تقويض الأمن القومي العربي في المنطقة، عبر أساليب عدة، عبر نشر الطائفية وتهديد دول الجوار، من خلال سياسات تصدير الثورة؛ ما عقد عملية الحوار مع إيران، خاصة في ظل هيمنة طهران على أربع عواصم عربية، وهي بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت، لكن كانت مبادرة باكستان؛ من أجل لعب دور الوسيط النزيه بين إيران والسعودية، خلال الشهور الماضية، لها دور في التهدئة بين الطرفين، ولكن لم ترتق هذه الوساطة إلى حوار مباشر أو غير مباشر، ولكن بقيت رسائل تهدئة فقط بين البلدين .

لم تكن الدعوة الأولى من قبل السفير الإيراني للحوارمع دول المنطقة، بل دعا وزير الخارجية الإيراني أكثر من مرة لتوقيع اتفاقية عدم اعتداء مع كل دول الخليج وإيران، ولكن تبدو هذه المبادرة غير منطقية أو واقعية؛ لأن إيران تعتدي على الدول الخليجية، من خلال أدواتها في المنطقة، وليس بشكل مباشر؛ لكي تنفي من على نفسها أي اتهام، وتبقى هذه الدعوات دعوات خبيثة؛ من أجل تبييض وجه إيران أمام المجتمع الدولي وأمام شعبها، إن سياساتها العنيفة في المنطقة استطاعت إجبار دول الخليج على الحوار معها، ولدول الخليج مطالب محددة قبل أي حوار.



1- أن ترفع يدها عن جماعة الحوثي، وأن تخفض دعمها العسكري لها؛ من أجل بداية الحل السياسي في اليمن.



2- أن تتعهد باتباع سياسة حسن الجوار مع دول الخليج، وتتعهد بعدم تكرار الاعتداءات  على المنشآت النفطية، وضمان حرية الملاحة البحرية.



3- أن  تتوقف عن تقويض الأمن القومي لدولة البحرين.

شارك