الخلاص من الحُكم القمعي.. المعارضة الإيرانية تُعلن توحيد جهودها لإسقاط «الملالي»
الثلاثاء 11/فبراير/2020 - 09:17 م
طباعة
اسلام محمد
في مؤتمر تاريخي استضافته العاصمة السويدية ستوكهولم، نجح قادة التيارات والأحزاب الرئيسية في المعارضة الإيرانية في الاتفاق على توحيد الجهود لإسقاط نظام -الولي الفقيه- الحاكم منذ 41 عامًا.
ويأتي اللقاء في وقت تتداعى فيه التحديات الكبرى على نظام الملالي داخليًّا وخارجيًّا؛ إذ يخضع لعقوبات اقتصادية أمريكية قاصمة، كما يواجه عزلة إقليمية بالتزامن مع تراجع شعبيته لأدنى مستوياتها وتصاعد غليان الغضب الشعبي الذي ما فتئ يعبر عن نفسه طيلة الفترة الماضية على شكل انتفاضات واعتصامات وهبات شعبية متفرقة.
واجتمع العشرات من قادة الأحزاب والمعارضين المشاركين ضمن «مجلس القوى الديمقراطية في إيران»، يوم السبت 8 فبراير 2020؛ لبحث سُبل حشد وتوحيد القوى لإسقاط النظام، كما شارك في اللقاء ممثلين عن برلمان السويد.
ويأتي على رأس أهداف المؤتمر بحث سُبل دعم الاحتجاجات في الداخل وكذلك التواصل مع المجتمع الدولي لتوصيل مطالب الشعوب الإيرانية بالخلاص من الحكم القمعي، واستبداله بآخر ديمقراطي تعددي يراعي التنوعات العرقية والثقافية والدينية بين الأطياف المختلفة على اعتبار أن الشعوب غير الفارسية تمثل بمجموعها أغلبية السكان وهي تعاني من التهميش والإقصاء.
ويتكون «مجلس القوى الديمقراطية في إيران» من 13 كيانًا، ويعدّ أكبر تحالف معارض يضم كيانات من الاتجاه القومي الفارسي مثل الجبهة الديمقراطية والجمهوريين الليبراليين واتحاد فدائيو الشعب، إلى جانب كيانات تمثل الشعوب غير الفارسية كالحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب كوملة اللذان يمثلان الكرد، وحزب التضامن الديمقراطي الأهوازي الذي يمثل العرب جنوب غرب البلاد.
إضافة إلى المركز الثقافي السياسي التركماني والحزب المركزي الثقافي السياسي الأذربيجاني اللذان يمثلان ذوي الأصول التركية في المحافظات الشمالية، كما تم تمثيل البلوش السنة بحزب الشعب البلوشي، والجبهة المتحدة لبلوشستان، فضلًا عن مشاركة حزب اتحاد البختيارية ولورستان اللذان يمثلان أقليات غرب البلاد، كما شاركت نقابات عمالية ونشطاء مستقلون.
ويعتمد قادة الأحزاب والكيانات المشاركة في سبيل تغيير النظام الإيراني على الوسائل السلمية مثل الاحتجاجات الشعبية.
محاصرة دولية
إلى ذلك طالبت زعيمة حركة مجاهدي خلق مريم رجوي، أعضاء المعارضة الإيرانية بذل مزيد من الجهود لفرض حصار دولي على النظام.
وقالت زعيمة مجاهدي خلق في تغريدة عبر «تويتر»: «أيها الإيرانيون الأحرار ويا مناصري المقاومة في السويد وأمريكا وألمانيا وهولندا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا، إن جهودكم لإيصال نداء أبناء شعبكم إلى العالم، تستحق الإشادة .. كثفوا جهودكم وضعوا نظام الملالي تحت الحصار الدولي».
وتتزامن تحركات المعارضة مع صدور أحكام بالسجن طويل الأمد على معتقلي ما تسمى إعلاميًّا «انتفاضة البنزين» التي اندلعت في نوفمبر 2019 احتجاجًا على رفع أسعار الوقود، والتي تم على إثرها اعتقال 12 ألف مواطن، في ظل إصرار النظام على التكتم على العدد الحقيقي للقتلى والجرحى، رغم مضي 3 أشهر على قمعها.
ويواجه النظام الإيراني اتهامات بالتورط في ممارسات التعذيب الوحشي ضد معتقلي انتفاضة البنزين لانتزاع اعترافات قسرية منهم أمام عدسات التلفاز، وسط مطالبات بإرسال لجان أممية لتقصي الحقائق بشأن وضع المعتقلين وزيارة السجناء.