«FBI» يعزز قدرات كينيا على مواجهة الإرهاب

الأربعاء 12/فبراير/2020 - 07:15 م
طباعة «FBI» يعزز قدرات نهلة عبدالمنعم
 
في إطار الإستراتيجية الأمريكية لتكثيف التعاون مع دول القارة الأفريقية في هذا المجال، أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي «FBI» تدشين شراكة أمنية جديدة مع كينيا بشرق القارة لإطلاق أول فرقة عمل خارجية لمكافحة الإرهاب في البلاد.
وأفاد الموقع الرسمي للمكتب الإثنين 10 فبراير الجارى، بأن وزارة الخارجية الأمريكية عملت بالتعاون مع «FBI» على تحسين قدرات الدولة الكينية على المستوى العسكري لمواجهة أكثر قوة لمجموعات الإرهاب والتطرف بالمنطقة، ومن ثم قررت واشنطن إطلاق أول مجموعة مشتركة لمكافحة الإرهاب خارج البلاد، مطلقة عليها «JTTF-K»  في العاصمة نيروبي.

فرقة «JTTF-K»
وأشار موقع مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى أن الجهود الأمريكية لتأسيس الوحدة الحربية بدأت على الفور عقب الهجوم الدامي الذي شنته حركة «الشباب» الصومالية الإرهابية في يناير 2019 ضد المجمع الفندقي دوسيت «DusitD2 hotel complex»، والذي أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 15 شخصًا بينهم أمريكية وبريطاني، لافتًا إلى أن الحادث أظهر ضرورة دعم القدرات التدريبية والخبرات لدى الأجهزة المعنية بما يؤهلها لمواجهة عمليات الاحتجاز وخطف الرهائن والتي وقعت جراء الهجوم.
وأكد مساعد مدير قسم العمليات الدولية، تشارلز سبنسر أن  فرقة «JTTF-K» هي فرصة جيدة لتبادل الخبرات بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، كما تبرهن على جدية الالتزامات الأمريكية تجاه مساعدة أفريقيا والعالم أجمع لحفظ الأمن ودحر مجموعات التطرف.
وشدد «سبنسر» على أن دولته مستمرة منذ عشرين عامًا في دعم القدرات الأمنية والعسكرية لكينيا لحماية حدودها وأراضيها من التمدد الإرهابي بشرق القارة، وضمان عدم تأثرها باستفحال نفوذ حركة «الشباب» المرتبطة بتنظيم القاعدة في الصومال وتعزيز قدرتها لعرقلة الهجمات المتطرفة قبل شنها.
ومن المقرر على هامش التعاون الثنائي أن تتولى الولايات المتحدة تدريب العشرات من المحققين على تكتيكات مستحدثة في عمليات الاستجواب والرصد لتمكينهم من التعامل بوعي أكثر مع عناصر الجماعات المتطرفة وما يتسمون به من مكر ودهاء.

التعاون المشترك
يعد الارتباط في ملف الإرهاب بين الولايات المتحدة وكينيا، ليس بالجديد أو المستحدث، إذ تعتبر كينيا هي البقعة الجغرافية الأولى التي شهدت تطور العداء بين واشنطن وجماعات الإسلام السياسي العابرة للقارات، حيث اختار تنظيم القاعدة عولمة أنشطته عبر استهداف السفارة الأمريكية في العاصمة نيروبي وتنزانيا في 7 أغسطس 1998 ما أدى إلى مقتل 224 شخصًا إلى جانب مئات الإصابات، ولا تزال الواقعة مستمرة الأصداء حتى  الآن.
وفي يناير 2020 أعادت حركة «الشباب» تهديدها بتكرار الحادث مرة أخرى في البلاد مع استهداف المصالح الأمريكية في أنحاء مختلفة، وفي المقابل تجدد واشنطن التزامتها بمساعدة كينيا على تخطي الإرهاب في كل ذكرى للواقعة.
فيما تذكر ورقة بحثية أمريكية لـ«security assistance monitor» أن المساعدات الأمريكية المخصصة لمكافحة الإرهاب في كينيا بلغت141 مليون دولار بين عامي 2010 و2014، بينما شهد عام 2015 زيادة المساعدات بقيمة 100 مليون دولار منذ 2010.
ولفتت الورقة الإحصائية إلى أنه فى عام 2012 كانت 95% من المساعدات تذهب للجيش ثم أدرجت الهيئات الشرطية في قائمة الكيانات الممولة أمريكيًّا لدعم مقاومة التطرف بالمنطقة، وتشمل المساعدات المقدمة إعانات لوجيستية وتدريبات لتفكيك العبوات الناسفة ومواجهة حركة الشباب.

جغرافية معززة
تسهم الجغرافية الكينية في تنامى الإرهاب بداخلها نظرًا لوقوعها على الحدود مع الصومال التي تنتشر بداخلها حركة الشباب ما يؤثر على معدلات الهجمات الإرهابية بالداخل، ففي 2015 هاجمت الحركة حرم جامعة جارسيا بشرق البلاد ما أدى إلى مقتل 147 شخصًا، وفي 15 يناير 2016 هاجمت الحركة قوات الأمن الكينية ما أسفر عن وقوع ما لايقل عن 141 قتيلًا.
إلا أن مؤشر الإرهاب العالمي «GTI» 2019 الذي يطلقه معهد الاقتصاد والسلام أكد تراجع كينيا مركزين من حيث تأثرها بالهجمات الإرهابية وعدد الوفيات الناجمة عنها بعد أن احتلت المرتبة 19 في تصنيف 2018 .

شارك