مجددًا يمارس نظام الملالي سقطاته، بما يخالف مبادئ العلاقات الدولية، والتى كان آخرها اعتراف «محسن رضائي» أمين مجمع تشخيص النظام، بوجود خلايا تجسس إيرانية في دولتى الكويت والبحرين، ما يمثل تجاوزًا في حق البلدين الخليجيين.

وفي مقابلة مع قناة «الميادين» التابعة لحزب الله اللبناني، الأحد 9 فبراير، أقر «رضائي» بأن إيران لديها ما وصفه بـ«نفوذ قوي» داخل الكويت والبحرين، قائلًا بشكل صريح: «جميع القواعد الأمريكية في المنطقة تحت مراقبتنا، وحاملات الطائرات تحت سيطرتنا، ونعلم كم سفينة يمتلكون»، مضيفا: «حتى حين يذهب الجنود الأمريكيون إلى الفنادق في الكويت والبحرين فإننا نراقبهم».

رفض كويتي

وعلى الفور أشعلت تصريحات أمين مجمع تشخيص النظام الإيراني، ردود فعل غاضبة داخل الأوساط السياسية والاكاديمية الكويتية، التى طالبت بالرد الحاسم على هذه الاعترافات.

ونقلت صحيفة «القبس» الكويتية، الأحد 9 فبراير، عن خبراء وأساتذة في العلوم السياسية قولهم إن هذه سابقة خطيرة في العلاقات بين الدول بشكل عام، وفي العلاقات الكويتية – الإيرانية؛ الأمر الذي يضع علاقات البلدين أمام مفترق خطير، ويتطلب تحرّكًا عاجلًا من الحكومة والأجهزة الأمنية في البلاد.

ووصف أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت، عبدالله الشايجي، تصريحات رضائي بـ«المستفزة والمرفوضة»، وأنها «تعكس الخطاب المزدوج والمتناقض والمكرر من إيران تجاه دول مجلس التعاون الخليجي عامة، والكويت بشكل خاص».

وتعد تلك التصريحات، «استفزازية» لدول الخليج العربي التى تعتبرها من التدخل في الشؤون الداخلية لها وتقليلًا من سيادتها، وتهدف إلى إحداث فتنة في الداخل.

وفي المقابل تأتي هذه التصريحات في محاولة من نظام الملالي لرفع معنويات أنصاره في الداخل والخارج التي اهتزت بسبب مقتل «قاسم سليماني» قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في غارة أمريكية على موكبه بالقرب من مطار بغداد في 3 يناير الماضي.

ويكمل الشايجى: «إن الكويت بطريقة ما تلعب دورًا حياديًّا، ودور الوسيط في الخلافات بين إيران ودول مجلس التعاون، والولايات المتحدة وإيران كذلك، وعندما تعترف بأن هناك خلايا تتجسس أو خلايا نائمة تتابع الأمريكان فهذا تعدٍّ على السيادة، واعتراف صريح يؤكد أن هناك خطرًاً من إيران، وأنها ليست صديقة، كما تدعي، بل هي مصدر تهديد، من خلال هذه الخلايا التي يعترف هو بوجودها».

فيما قلل رئيس مركز الكويت للدراسات الاستراتيجية، سامي الفرج، من تأثير تلك التصريحات مبينًا أنها تمثّل تحديًا لن تترتب عليه نتيجة، وتساءل "الفرج" عما إذا كان القصد منها إخافة الجنود الأمريكان في الكويت، لافتًا إلى أن إيران لن تستطيع التمادي في ذلك، لا سيما أنها حين ردت على اغتيال قاسم سليماني وجدت في القانون الدولي مبررًا.

حرب إعلامية

يقول الدكتور أحمد لاشين أستاذ الدراسات الإيرانية في جامعة عين شمس المصرية إن تصريحات «محسن رضائي» الأخيرة، تعد نوعًا من الحرب الإعلامية الإيرانية التى تخوضها ضد دول الخليج، واصفًا إياها بأنها «محاولة استعراضية» بأن إيران لديها نفوذ كبير في دول الخليج وصاحبة اليد العليا.

وأضاف في تصريح له أن محسن رضائي مسئول شبه عسكري ومتشدد في مواقفه تجاه دول الخليج، وجاء استهدافه مملكة البحرين بسبب عمليات التشيع التى تقودها طهران داخل البحرين بسبب القرب الجغرافي.