من فيينا.. «خيبة أمل» أمريكية إزاء تعاطي أوروبا مع الملف الإيراني

الخميس 13/فبراير/2020 - 09:25 م
طباعة من فيينا.. «خيبة إسلام محمد
 
ما يزال البرنامج النووي الإيراني، يثير المخاوف الدولية، رغم خضوعه للرقابة والتفتيش؛ بسبب الشكوك في تورط الباحثين الإيرانيين في ممارسة أنشطة نووية سرية، في أماكن غير مدرجة على خريطة المواقع النووية، التي سلمتها طهران إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقد جدد، وزير الطاقة الأمريكي «دان برويليت» اتهاماته حول البرنامج النووي الإيراني، خلال اجتماع في الوكالة الدولية كممثل للولايات المتحدة، الإثنين 10 فبراير 2020، وقال: إن الإيرانيين لا يزالون يعزفون عن الإجابة عن أسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المتعلقة باكتشاف جزيئات اليورانيوم في مستودع، بالقرب من العاصمة الإيرانية طهران.
ووجه وزير الطاقة الأمريكي، في اجتماع لوكالة الطاقة الذرية في فيينا، دعوته إلى إيران، بالتعاون الكامل مع الوكالة الدولية في مراقبة وتفتيش المنشآت النووية، وفي معالجة كل أسئلة الوكالة.
لكن علي أكبر صالحي، مدير المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، لم يستطع الرد على هذا الاستفسار المتكرر، لكنه تحدث عن مقتل سليماني، معتبرًا أنه كان قرارًا له آثار سلبية!
وفي يناير 2020، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على منظمة الطاقة الذرية الإيرانية وعلى «صالحي» مديرها الحالي؛ ما دعا الأخير للتأكيد على عدم جدوى تلك العقوبات، وأن بلاده ستواصل مسيرتها النووية رغم ذلك.
من جهة أخرى، اعتبر السيناتور الجمهوري جيم ريش، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، أن طهران لا تمتثل للصفقة النووية مطلقًا، وتواصل منع المفتشين الدوليين من الوصول إلى مواقع نووية، يشتبه أنها تحوي برنامج للأسلحة النووية، وانتقد الموقف الأوروبي بشدة، منوهًا إلى أن إيران لا تحترم هذا الضعف.
وعبر السيناتور، الذي يحمل أيضًا عضوية لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، خلال لقاء مع صحيفة «فري بيكون»، عن قلقه من احتمال أن المواقع النووية الإيرانية ما زالت نشطة في إيران، وذلك بعد إجرائه مقابلة مع رئيس الوكالة «رافائيل غروسي» لجمع معلومات منع طهران وصول المفتشين النوويين، وإخفاء أنشطة سرية .
وقال: إنه من الواضح اليوم، أن النظام الإيراني يعتزم مواصلة تجاوز الحد الأقصى لليورانيوم المخصب، الذي حدده الاتفاق النووي عام 2015، وقال: «لقد ذكروا أنهم سيخصبون اليورانيوم بأكثر مما ورد في الاتفاق، وأنهم لا يكترثون بما يفعله أي شخص إزاء ذلك».
وقال ريش: إنه لا يستطع الدخول في التفاصيل؛ لسرية القضية، مضيفًا، أن خرق طهران  للاتفاق النووي يستوجب فرض العقوبات الأممية التي تم رفعها بموجب شروط الصفقة.
و أثار ريش ملف البرنامج النووي الإيراني في اجتماعات مع الأوروبيين، قائلًا: «أشعر بخيبة أمل باستمرار؛ بسبب تسامح الأوروبيين مع ما يفعله الإيرانيون، وفي كل مرة ألتقيهم فيها أثير ذلك، إنهم مختلفون، وهذا بالمناسبة في كثير من الأحيان، لقد وعدونا قبل أن نتوصل إلى اتفاق بأنهم سيطلبون إعادة بند «سناباك»، إذا لم تستجب إيران، لكن يبدو أنهم لا يمتثلون»، في إشارة لآلية فض النزاعات المنصوص عليها في الاتفاق، والتي تتيح إعادة فرض عقوبات دولية على إيران في غضون 65 يومًا من تاريخ تفعيل الآلية.
وتُتهم الدول الأوروبية بالسعي للحفاظ على مصالحها التجارية مع إيران، على الضد من رغبات إدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترمب».

شارك