معركة الجراد الجامح.. كارثة إنسانية تهدد الصومال ويستغلها الإرهابيون

الجمعة 14/فبراير/2020 - 10:49 ص
طباعة معركة الجراد الجامح.. أحمد عادل - مصطفى كامل
 
تنمو التنظيمات الإرهابية، في بيئة الاضطرابات والنزاعات المسلحة والصراعات الطائفية، أو القبلية، مستغلةً الأزمات، سواءً الاقتصادية أو الإنسانية، أو حتى الغذائية، فعلها داعش قبل ذلك في أفريقيا، ومازال، وعلى خطى التنظيم الإرهابي، سارت القاعدة  «بأفرعها المختلفة».

الجراد..أزمة كبيرة تهدد الصومال
وفي الإطار ذاته، يشهد الصومال في الفترة الحالية، أزمة كبيرة، قد تضعه في مأزق حقيقي، وهي أزمة الجراد الصحراوي، الذي اجتاح البلاد في أواخر 2019؛ ما قد يتسبب في أزمة إنسانية وغذائية كبرى في البلاد.
عملت الحكومة على إنهاء تلك الأزمة، وتجنيب البلاد أضرار الجراد، إلا أن ما تسمى حركة شباب المجاهدين وقفت حائلًا أمامها؛ حيث إن الأماكن التي تشهد هجوم الجراد، هي ذاتها الأماكن التي تنتشر فيها عناصر حركة شباب المجاهدين.
وبحسب وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، فإن مليارات اليرقات عاجزة عن الطيران، وإذا استمرت على قيد الحياة لفترة زمنية أكثر؛ ستتسبب في مجاعة لـ10 ملايين شخص بدول منطقة القرن الأفريقي.
وأبرزت الوكالة، أن الحل الأمثل للقضاء على اليرقات، هو رشها بالمبيدات جوًّا، ولكن وجود اليرقات بمناطق نفوذ شباب المجاهدين يحول دون دخول الطائرات إلى تلك المناطق.

الجراد والفاو
من جانبها، أعلنت منظمة الأغذية والزراعة «الفاو»، التابعة للأمم المتحدة، أن وضع الجراد الصحراوي الحالي في منطقة القرن الأفريقي، يمثل تهديدًا خطيرًا غير مسبوق على الأمن الغذائي وسبل العيش في المنطقة.
وخلال فبراير الجاري، قال ألبيرتو بوركا، المتحدث بمنظمة الفاو للزراعة والغذاء: إن هناك أزمة ستواجه الصومال خلال شهر من الآن، وهي نمو تلك اليرقات لتسافر لإثيوبيا وكينيا.
وأكد مسؤول طوارئ منظمة الغذاء والزراعة «فاو»، السيد دومينيك بيرجن، أن شهري مارس وأبريل، بالنسبة لمنطقة القرن الأفريقي، هما موسم أمطار، وبالتالي سيساعد هذا على زيادة عدد الجراد إلى 500 ضعف حتى شهر مايو، الذي يجف فيه الطقس، مضيفًا، أن المبيدات تمثل الحل السحري للقضاء على أعداد الجراد، والتي تتكاثر بشدة.
وأضاف بيرجن، أن هناك مفاوضات جارية مع حركة شباب المجاهدين؛ ليسمحوا للعمال بالدخول لمناطقهم، ورش جموع الجراد قبل تناميها.

حركة شباب المجاهدين بونتلاند:
تشكل بونتلاند، أحد المعاقل الهامة لحركة شباب المجاهدين في شمال الصومال، حيث يدير الحركة محمد سعيد أتم، والمُدرج على قوائم الإرهاب في عام 2017، وهو من أسس فرع الحركة، حيث يتأخذ منطقة تمركزه في تلال «جالجالا» بأرض البنط، وشنَّ هجمات دامية لسنوات طوال ضد حكومة بونتلاند، حيث وجهت له السلطات اتهامات بزعزعة أمن واستقرار أرض البنط ومحاولة تنفيذ عمليات اغتيال ضد قادة الولاية في الفترة ما ببين 2017-2019.

داعش والخنافس السوداء:
وفي أوج وجود تنظيم داعش الإرهابي عام 2015، هاجمت أسراب من الخنافس السمراء مسلحي قوات «البشمركة» الكردية، داخل تحصيناتهم قبل معركة لهم مع تنظيم «داعش» الإرهابي؛ حيث قال المسلحون: إن الخنفساء تهاجم الخطوط الأمامية التي يتحصن فيها عناصر التنظيم، وتتمدد في مناطقهم، حتى إنها تقتحم مطابخ إعداد الطعام.
وفي ذلك التوقيت، انتشرت مقطع فيديو على مواقع التواصل، يفيد بتواجد الآلاف من الخنافس السمراء في إحدى تحصينات قوات البشمركة الكردية؛ حيث يتواجد فيه أحد المقاتلين أثناء مواجهتهم داعش، وحوله مئات من الخنافس، تنتشر في كل مكان تشاركه الأكل والنوم ونقطة المراقبة، فأصبح لا ينام ولا يرى إلا خنافس سوداء أمام عينه، التي تذكره بمقاتلي التنظيم في ثيابهم السوداء.

شارك