بتلفيق التهم والتهديد.. نجوم الرياضة التركية في مرمى نيران أردوغان
الجمعة 14/فبراير/2020 - 08:39 م
طباعة
محمد عبد الغفار
سعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السيطرة على مقاليد الأمور في بلاده، مُتخذًا من مسرحية الانقلاب العسكري، يوليو 2016، منطلقًا لتحقيق أهدافه، وكان من الطبيعي أن يجد معارضة كبيرة، لذا عمل على التنكيل بهم، مهما اختلفت وظائفهم، ولم يكن الرياضيون بمعزل عن بطش أردوغان.
اتهامات متكررة
منذ مسرحية الانقلاب العسكري، وهناك قائمة من الاتهامات الجاهزة التي يلفقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمعارضيه، ولعل أبرزها دعم حركة الخدمة ومناصرة فتح الله جولن، المعارض التركي الموجود في الولايات المتحدة الأمريكية.
وهذه التهم لاحقت الكثير من أفراد الشعب التركي، وسجنت الآلاف منهم، وشردت المئات في دول العالم، وكان للاعبي الرياضات المختلفة نصيبٌ من بطش الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ومن أبرزهم نجما كرة القدم التركية إمرة بلوز أوغلو وأردا توران، والمدير الفني السابق لنادي بورصا سبور أوكان بوروك، وجميعهم تم توقيفهم بتهمة «تشكيل كيان لدعم حركة الخدمة في مجال كرة القدم»، والمشاركة في دروس تنظمها حركة الخدمة، وذلك على الرغم من أن جميعهم لم ينضموا إلى التنظيم مطلقًا من قبل.
ولم تكن هذه هي الدعوة الوحيدة التي حركتها السلطات التركية بقيادة حزب العدالة والتنمية ضد نجوم كرة القدم، ولكن سبقتها تحريك دعوة قضائية ضد عدد من نجوم البلاد مثل بكر إرتاجون، وظفر بيريول وأوجور بورال وأرسين جورولا وإسماعيل شانجول؛ إضافة إلى حارس مرمى المنتخب التركي الوطني السابق عمرو شاتكيتش.
واتهمتهم النيابة التركية جميعًا بتهمة الانتماء لتنظيم إرهابي مسلح، وطالبت خلال مرافعتها بالقضية بسجن جميع المتهمين لمدة 22 عامًا.
كرة السلة في مرمى النيران
لم يكن نجوم كرة القدم وحدهم في مرمى نيران بطش الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ولكن طال الأمر نجوم دوري الرابطة الوطنية الأمريكية لكرة السلة NBA، وهذه المرة مع النجم التركي أنس قنطار.
وتعود الأزمة إلى عام 2017، عندما اعترض أنس قنطار على الممارسات الديكتاتورية والقمعية التي يقوم بها نظام العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان تجاه الشعب التركي.
ووصف نجم كرة السلة التركي الرئيس أردوغان بـ«الديكتاتور» و«المختل عقليًّا» و«المجنون»، إضافة إلى وصفه بـ«هتلر القرن الحالي»، وجاء رد الرئيس التركي سريعًا من خلال مكتب الادعاء العام في إسطنبول، في يناير 2019، والذي قدم طلبًا بضرورة تسليم «قنطار» إلى المحاكمة بتهمة إهانة الرئيس، ثم تم تقديم طلب إلى الإنتربول بضرورة تسليمه وفقًا لنشرة حمراء.
وطلب اللاعب التركي الحماية من مكتب التحقيقات الفيدرالي FPI، حيث يأخذ اللاعب والشرطة الأمريكية التهديدات على محمل الجد خشية اغتياله من حكومة العدالة والتنمية، وفقًا لما نشرته شبكة ESPN، مايو 2019.
وهناك اللاعب التركي إينيس كانتر، المحترف في صفوف فريق بوسطن سلتيكس بدوري الرابطة الوطنية الأمريكية لكرة السلة NBA، والذي يعد أحد أبرز معارضي الرئيس التركي في الخارج.
ووجهت له محكمة تركية تهمًا بالانضمام إلى منظمة إرهابية على خلفية صلاته القوية بالداعية التركي فتح الله جولن، في يناير 2019، وتم توجيه طلب إلى جهاز الإنتربول بضرورة القبض عليه وإصدار إشعار أحمر بحقه، وذلك بعد عامين من إلغاء جواز سفره في 2017، بتهمة المشاركة في الانقلاب المزعوم في تركيا.