بخفض العنف بين الطرفين.. أمريكا تغازل طالبان وتطالبها بالجدية
الجمعة 14/فبراير/2020 - 08:55 م
طباعة
سارة وحيد
رغم سعي الولايات المتحدة الأمريكية لبذل أقصى جهودها في أفغانستان، وإيجاد حل لخفض العنف المرتكب من قبل حركة «طالبان» ووضع خطة لإرساء السلام بعد 11 جولة من المفاوضات بين الطرفين باءت جميعها بالفشل، فإن أفغانستان مازالت فريسة للكثير من الاضطرابات السياسية والانفلات الأمني والإرهاب.
وفي خطوة جديدة، أكد وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، الخميس 13 فبراير 2020 أن مفاوضات جرت بين الولايات المتحدة وحركة «طالبان» من أجل بحث اقتراح بخفض العنف لمدة سبعة أيام.
وقال «مارك» للصحفيين في مؤتمر صحفي في بروكسل «نقول دائمًا إن أفضل حل، إن لم يكن الحل الوحيد، في أفغانستان هو التوصل لاتفاق سياسي. وجرى إحراز تقدم على هذه الجبهة وسيكون لدينا المزيد لنعلنه بهذا الخصوص قريبًا».
تأتي تلك الخطوة، عقب استئناف المفاوضات بين واشنطن وحركة طالبان في 7 ديسمبر 2019 عقدت في العاصمة القطرية الدوحة، عقب مرور ثلاثة أشهر، من إعلان الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» وقف الجهود الدبلوماسية التي تهدف لإنهاء الحرب في أفغانستان.
11 جولة مفاوضات
وشارك الجانبان (واشنطن وطالبان) حتى الآن، في 11 جولة من محادثات السلام، وفي كل مرة كانت تلك الجولات تصل لطريق مسدود، وكان آخرها في 15 ديسمبر 2019، عندما أعلنت الحركة مسؤوليتها عن هجوم استهدف ثلاثة من رجال الأمن الأفغان في ولاية هرات، إلى جانب نشر المواقع الإعلامية المنسوبة لها بيانات يومية حول معلومات وصور عن عمليات إرهابية تم اقترافها في البلاد.
وحينما كان فريقها السياسي وعناصر من حركة «حقاني» المتطرفة، يجلسون على طاولة مفاوضات واحدة مع الفريق الأمريكي برئاسة مبعوث السلام في أفغانستان، زلماي خليل زادة في مقر الحركة بالدوحة، نفذت طالبان بالداخل الأفغاني هجوم في محيط القاعدة العسكرية الأمريكية «باغرام» في 11 ديسمبر 2019 ما أدى إلى مقتل اثنين من المدنيين دون وقوع أي ضرر للمنشأة الأمريكية.
حينها أكد زلماي خليل زادة من خلال تغريدة كتبها على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي تويتر أنه تحدث مع فريق طالبان أثناء التفاوض وأعرب لهم عن أسفه من حدوث تلك العملية، طالبًا من الحركة إظهار جديتها في تحقيق السلام بالمنطقة ووقف إطلاق النار بما يحقق أهداف الشعب في الأمن.
وقد أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سابقًا في 28 نوفمبر 2019 استئناف المفاوضات مجددًا مع طالبان، وذلك أثناء زيارته السرية لقاعدة براغام في أفغانستان، وبالفعل بدأت جولات النقاش في السبت 7 نوفمبر 2019 في الدوحة، ولكن المبعوث الأمريكي زلماي خليل زادة أعلن في 13 نوفمبر 2019 توقيف مؤقت للجولة الأولى من المفاوضات الثانية لرغبة فريق طالبان في مراجعة بعض البنود الرئيسية مع زعمائهم في أفغانستان.
«خفض العنف لمدة 7 أيام» هو كارت جديد تحاول «الإدارة الأمريكية» استخدامه من أجل تبين مصداقية «طالبان» هذه المرة في استعدادها لخفض العنف في أفغانستان؛ خاصة بعد إعلان وزير الخارجية الباكستاني، في يناير من العام الجاري، أن طالبان أظهرت «استعدادًا» لخفض العنف في أفغانستان بعد أكثر من 18 عامًا على محاربة الولايات المتحدة، ما أثار تكهنات حول إمكانية حصول تقدم وشيك في المفاوضات مع الأمريكيين.
سياسة جس النبض
وفي هذا السياق، يقول الدكتور طارق فهمي، خبير العلاقات الدولية وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن مبادرة الولايات المتحدة الأمريكية، لاقتراح خفض العنف بين الطرفين لمدة 7 أيام، ما هو إلا محاولة لتهدئة الأوضاع و«جس النبض» لطالبان، وتبين استعدادها للدخول في مفاوضات جدية، يمكن أن تؤدي إلى مسار مختلف في أفغانستان.
وأضاف «فهمي» في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أن التوصل إلى اتفاق جاد بين الطرفين، يتطلب إرادة سياسية واستراتيجية من قبل الجانبين، وليس طرف دون الآخر، ووجود ضمانات تمنع الهيمنة في النهاية.
وتابع: أن الإدارة الأمريكية حاليًّا تتجه لوجهة جديدة، وهي خفض عمليات العنف في كافة مناطق النزاع، سواء في الشرق الأوسط وأفريقيا، وأفغانستان.