«لا للتورط في مشاكل الآخرين».. ترامب يعيد تشكيل السياسة الخارجية لأمريكا

الجمعة 14/فبراير/2020 - 09:01 م
طباعة «لا للتورط في مشاكل
 
اسلام محمد
دفعت المخاطر الأمنية العالمية، الولايات المتحدة لضرورة إشراك حلفائها الغربيين في التصدي للتغيرات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط؛ حيث لم يعد بوسع واشنطن ممارسة استبدادها بتحديد سياسات المنطقة وفرض رأيها بقوة، خاصةً في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب، الذي يرفع شعار «أمريكا أولًا»، ويسعى لتقليل انخراط بلاده في الصراعات قدر الإمكان؛ للتفرغ لإصلاح الاقتصاد.

وتسعى واشنطن للحفاظ على تحالفها العسكري الذي تشكل؛ بغرض محاربة داعش والقاعدة وغيرهما من التنظيمات المسلحة، لاسيما الميليشيات الشيعية التابعة لإيران، والتي شكلت مؤخرًا تهديدًا كبيرًا للقوات الأمريكية والوجود الغربي بصفة عامة في العراق.
وفي حين كانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق «باراك أوباما»، تعد أن من أبرز أولوياتها في المنطقة هو الحفاظ على تدفق النفط، تعتبر الإدارة الحالية، أن هذه الغاية لم تعد موجودة؛ بسبب اكتفاء الولايات المتحدة تقريبًا من إنتاج النفط، وعدم حاجتها لنفط المنطقة، لكنها تستهدف عدم حلول طهران وروسيا محلها في الإقليم، وخلخلة البنية الأمنية فيه بشكل يضر بالمصالح الأمريكية.
وبينما قرر حلف شمال الأطلسي «الناتو» وقف عملياته بالعراق بعد مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس السابق بغارة أمريكية، فإن النقاش يتركز حاليًّا بين أعضاء الحلف حول كيفية توسيع عملياته ودوره في الشرق الأوسط، فبحسب ما أكده مسؤول أمريكي لـ«لعربية.نت»، فإن الإدارة الأمريكية الحالية معنية بإشراك حلفائها في تحمّل أعباء حماية الأمن بالمنطقة.
وتتبنى واشنطن خطة، تقوم على تجميع جهود الدول الغربية من أعضاء الحلف في العراق؛ ليتم تنسيقها بشكل جماعي، وتأمل في أن تتوافق مع تلك الدول في أقرب فرصة ممكنة.
وعطفًا على تلك الجهود، فإن واشنطن بدأت منذ بضعة أشهر بناء مهمة بحرية دولية، تشارك فيها دول عديدة، بما فيها تلك التي من خارج الحلف كالمملكة العربية السعودية وأستراليا، في سبيل التصدي للقرصنة الإيرانية في الخليج العربي، بل واستطاعت اجتذاب دول أخرى؛ للعمل من أجل الهدف ذاته حتى ولو بشكل منفرد، كاليابان التي أعلنت إرسال قطع حربية؛ لمرافقة سفنها المارة بخليج هرمز.

من جانبها، أوضحت كاي بايلي هاتشينسون، سفيرة الولايات المتحدة بالحلف، أن بلادها تنوي تحويل التحالف الذي يقاتل داعش إلى بعثة تدريب عسكري.
وتأتي الأهمية الاستثنائية لاجتماع وزراء دفاع الناتو هذه المرة في مقر الحلف بالعاصمة البلجيكية «بروكسل»، يومي الأربعاء والخميس، من كونها تأتي في وقت حرج بالنسبة للمشروع الإيراني بالمنطقة بعد مقتل سليماني، وما أعقبه من تهديدات بطرد القوات الأجنبية من المنطقة برمتها، الأمر الذي استدعى عقد ترتيبات دفاعية بين واشنطن وعواصم غربية ودول من مجلس التعاون الخليجي، وبحسب المعلومات المتاحة، فإن الإدارة الأمريكية تهدف للتوصل لتوافق حول هذه الخطة، خلال شهرين من الآن.
وتعد مواجهة الخطر الإيران أولوية أمريكية حاليًّا، كما تخشى واشنطن من تعاظم النفوذين الروسي والصيني تبعًا لذلك؛ لذا تسعى لعدم ترك فراغ خلفها يسمح لأي قوة دولية أو إقليمية بالتمدد.

شارك