تحولات مواجهة الجماعات الإرهابية في غرب أفريقيا
الجمعة 14/فبراير/2020 - 09:04 م
طباعة
محمد يسري
شهدت الأشهر الثلاث الماضية صعودًا واضحًا في تهديدات التنظيمات الإرهابية لغرب ووسط أفريقيا، التي تتحدى الجهود الدولية في مكافحة العنف في القارة، الأمر الذي أدى إلى ضرورة البحث عن وسائل جديدة لوقف وسائل دعم التطرف، وصلت إلى إعلان مسؤولين حكوميين قبول التفاوض مع بعض الجماعات.
إحصاءات
وأشارت إحصائيات رسمية إلى أن حركة «الشباب» الصومالية الإرهابية نفذت بمفردها 28 عملية إرهابية خلال شهر يناير 2020 فقط، تنوعت بين هجمات مسلحة وتفجيرات انتحارية واغتيالات، وأسفرت عن مقتل وإصابة 28 شخصًا، كما نفذت جماعة «بوكو حرام» النيجيرية حوالي 22 عملية في محيط بحيرة تشاد، أسفرت أيضًا عن مقتل وإصابة 411 شخصًا خلال الشهر ذاته.
وتفيد حصيلة رسمية نشرتها وسائل إعلام محلية في دولة النيجر أن 174 جنديًّا قتلوا في 3 هجمات في منطقة تيلابيري، منذ شهر ديسمبر 2019، بما في ذلك هجوم إيناتيس الذي قتل فيه 71 شخصًا في 10 ديسمبر2019؛ وهجوم «شينيجودار» الذي سقط فيه 89 قتيلًا في 8 يناير 2020، وتبنى تنظيم «داعش» الإرهابي تلك الهجمات.
ونشرت مؤسسة «السحاب» الجناح الإعلامي لتنظيم «القاعدة» في 20 يناير الماضي، بيانًا حول استهداف قاعدة «سيمبا» البحرية الأمريكية في خليج ماندا بمقاطعة لامو الكينية، وعلق موريثي موتيجا، مدير مشروع القرن الأفريقي بمجموعة الأزمات الدولية، ومقره العاصمة الكينية نيروبي على استهداف القاعدة الأمريكية قائلًا: «كان الهجوم انهيارًا أمنيًّا خطيرًا بالنظر إلى حجم الهدف الذي كانت عليه القاعدة وموقعها بالقرب من الحدود مع الصومال».
تحولات في المواجهة
وتباينت ردود الفعل الدولية والمحلية على طرق مواجهة تنامي مخاطر الجماعات الإرهابية في المنطقة، وأعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي خلال زيارتها إلى العاصمة المالية باماكو في 21 يناير 2020 أنّ مثلث الحدود بين مالي وبوركينا فاسو والنيجر سيشهد قريبًا عمليات عسكرية جديدة ضدّ الجماعات الإرهابية، على خلفية تزايد نشاطات هذه الجماعات ضد قوات التحالف.
وبالفعل بدأت باريس في مواجهة نمو تلك الجماعات، فأعلن الجيش الفرنسي في 7 فبراير الجاري، أن جنوده قتلوا أكثر من 30 متطرفًا في دولة مالي خلال 3 عمليات.
تراجع أمريكي
ورغم تحذيرات وزيرة الدفاع الفرنسية من تخفيض عمليات القوات الأمريكية لمواجهة الإرهاب في القارة، أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية «بنتاجون» تقريرًا أفاد بأن الجيش الأمريكي لم يعد يأمل في القضاء على الجماعات المتطرفة في غرب أفريقيا، لكن احتواءها فحسب.
وذكر التقرير أن القوات الأمريكية فى غرب أفريقيا اشتبكت مع عناصر جماعات مثل «نصرة الإسلام والمسلمين» وتنظيم «داعش»، مستشهدًا بسلسلة من الهجمات الأخيرة في النيجر وبوركينا فاسو ومالي.
مؤتمر موريتانيا
وفي إطار البحث عن أساليب جديدة لمواجهة الإرهاب، شهدت العاصمة الموريتانية نواكشوط مؤتمرًا لعلماء أفريقيا في 21 يناير الماضي، استمر على مدار ثلاثة أيام، بحضور أكثر من 500 عالم دين إسلامي من جميع أنحاء القارة، وبشراكة بين الحكومة الموريتانية ومنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، في أبوظبي، بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وتضمن البيان الختامي للمؤتمر توجيه نداءات للشباب الأفريقي الذي انخرط أو في سبيله للانخراط في جماعات التطرف للتوقف، ومراجعة النفس، والاعتماد على الوسائل المشروعة لصيانة الأوطان والأديان.
الدخول في المفاوضات
ونشرت وكالة الأنباء الفرنسية في 12 فبراير الجاري تصريحات للرئيس المالي إبراهيم أبو بكر كيتا، أعلن فيها للمرة الأولى أن فتح قناة للتواصل مع المتشددين، خيار كانت الحكومة رفضته مرارًا.
وقال «كيتا» في مقابلة مع قناة «فرانس 24» ومحطة «راديو فرانس إنترناسيونال» الإذاعية «إن عدد القتلى في منطقة الساحل يرتفع بشكل مطّرد، وقد حان الوقت لاستكشاف قنوات جديدة».
وأضاف الرئيس المالي: «نحن مستعدون لبناء جسور التواصل مع الجميع.. في مرحلة ما سيكون علينا الجلوس حول طاولة والتحدث».
وجاءت تلك التصريحات بعد إعلان مقتل ثلاثة عناصر من الدرك المالي، وجرح ثلاثة آخرين في هجوم على موقع عسكري وسط البلاد.