بعد إحباط هجوم الثكنة العسكرية.. وزير الدفاع الجزائري يتوعد «داعش»
الأحد 16/فبراير/2020 - 01:58 م
طباعة
أنديانا خالد
في نوفمبر 2019، أعلن «داعش» مسؤوليته عن قتل 8 جنود جزائريين، أثناء إنزال جوي لطائرات هليكوبتر تابعة للجيش الجزائري؛ ما أدى إلى تنامي المخاوف من احتمال عودة العنف إلى البلاد، وهو ما حدث بالفعل عقب ذلك بثلاثة أشهر، بتبني التنظيم الإرهابي مسؤوليته عن عملية قتل فيها جنديًّا أثناء محاولته التصدي لهجوم بسيارة مفخخة.
وجاء الرد الجزائري على العملية التي وقعت الأحد 9 فبراير 2020، إذ صرح قائد هيئة أركان الجيش اللواء السعيد شنقريحة، الجمعة 14 فبراير، بأن الجيش سيختار التوقيت والمكان المناسبين للرد على العملية التي وقعت.
وقال وزير الدفاع خلال زيارته إلى المنطقة العسكرية بتمنراست: «أقول لهؤلاء الإرهابيين ولعملائهم، ولمن يقف وراءهم، إن محاولتكم الجبانة واليائسة فشلت بفضل بسالة وشجاعة ويقظة أفراد قواتنا المسلحة».
وفي تلك العملية لقي جندي جزائري مصرعه، وأصيب اثنان آخران في هجوم انتحاري على نقطة تفتيش في بلدة زين زاواتين الجنوبية القريبة من الحدود مع مالي.
وقالت وزارة الدفاع الجزائرية، في بيان لها الثلاثاء 11 فبراير: إن «داعش» أرسل مهاجمًا في سيارة ملغومة، لكن حارس الثكنة العسكرية أوقفته قبل أن يتمكن من الدخول، وأسفر انفجار السيارة عن مقتل الاثنين.
وقال بيان للتنظيم نشره على إحدى قنواته على مواقع التواصل: «انطلق الأخ الاستشهادي عمر الأنصاري بسيارته المفخخة نحو قاعدة عسكرية، وحين توسط القاعدة فجر سيارته».
تكثيف أمني
يتحوط الجيش الجزائري وتحديدًا من منطقة شمال مالي؛ حيث تنشط جماعات متشددة موالية لتنظيم «القاعدة» الإرهابي، انضم بعضها إلى داعش بعد إعلان انشقاقه عن القاعدة، ولذا تدفع القيادة العسكرية بآلاف الجنود على طول الحدود الجنوبية مع مالي وليبيا والنيجر، لصد عمليات تهريب السلاح وتسلل الإرهابيين، كما أثار التدخل العسكري التركي في ليبيا، أيضًا القلق من عودة العناصر المتطرفة إلى المنطقة.
وتزامن تصريح وزير الدفاع الجزائرى، مع مشاركة آلاف الجزائريين في الجمعة الـ52 من التظاهرات الأسبوعية للحراك الشعبي المطالب بتغيير النظام، إذ خرج نحو سبعة آلاف شخص في تظاهرات انطلاقًا من أحياء بلكور، وباب الواد باتجاه وسط العاصمة.
في يونيو 2019 أعلنت الأجهزة الأمنية الجزائرية، أنها تُعاني قلقًا أمنيًّا؛ بسبب دخول عدد من العناصر الإرهابية عبر الحدود الليبية، إذ ضبط الجيش مخبأ للأسلحة الثقيلة والخفيفة خلال دورية بحث وتفتيش قرب الشريط الحدودي شمال شرقي مع الحدود الليبية.
وأكد بيان للجيش نشره على موقعه الرسمي، أنه: «جرى التحفظ على قاذف صاروخي طراز «آر بى جى 7» و3 مسدسات رشاشة من نوع كلاشنيكوف، إضافةً إلى 3 خزنات وكمية من الذخيرة».
كما أكد البيان استخدام الجيش، طائرات مسيرة جزائرية الصنع لتدمير أهداف للجماعات الإرهابية التي تم تحديدها خلال تنفيذ مهمة استطلاع جوي عبر طائرات من نفس الطراز.
استراتيجية للقضاء على الإرهاب
تعد الجزائر مسقط رأس كل من جماعات «السلفية الجهادية» ذات الطابع المحلي في منطقة المغرب العربي، وكذلك الجماعات العابرة للحدود المرتبطة بـ«داعش» أو بـ«القاعدة»، بل وتعد جزءًا أساسيًّا من تطور تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
وفي مايو 2015، أعلن أبو الوليد الصحراوي، وهو إرهابي جزائري، يسمى -لحبيب عبدي سيدي- بيعة مجموعته الإرهابية المعروفة بـ«المرابطون» لزعيم تنظيم داعش أبي بكر البغدادي الذي قُتل في غارة أمريكية أواخر أكتوبر 2019، وبعد نحو 4 سنوات خرج الأخير في فيديو من مخبئه المجهول ليوجه التحية لـ«الصحراوي»، ويدعوه لمواصلة العمليات الإرهابية ضد فرنسا وقوات الأمم المتحدة.
مشاركة في حلِّ الأزمة الليبية
من جانبه، قال حاتم صابر، الخبير المصري في مكافحة الإرهاب الدولي: إن الجزائر كانت من الدول التي عانت مما يسمى بـ«العشرية السوداء» التي عملت على ضرب الدولة.
وأضاف في تصريح له، أن مشاركة الجزائر في حل الأزمة الليبية كانت سببًا في ضرب إحدى الثكنات العسكرية الأسبوع الماضي؛ بهدف تذكير الجزائر بفترة الإسلاميين السوداء، وإمكانية عودتها في أي وقت إلى العنف، أن ظلت متبنية حلول للأزمة الليبية، مشيرًا إلى أن تركيا التي تمول تنظيم داعش الإرهابي لن تترك دولة تسعى إلى حل الأزمة في ليبيا، وإلا ودعمت هجمات إرهابية عليها.
وعن إعلان الحكومة الجزائرية الرد على هذا الهجوم، أوضح الخبير المصري في مكافحة الإرهاب الدولي، أنه يجب أن يكون الرد مدروسًا بشكل جيد حتى يحقق الهدف منه، وإلا سيعود الإرهاب بشكل أكبر وأعنف، فهو رد يحتاج حنكة سياسية وعسكرية من أجل القضاء نهائيًّا على الإرهاب.