البحث عن حل داخلي.. مشايخ ترهونة يدعون لمؤتمر وطني داعم للجيش
الأحد 16/فبراير/2020 - 02:00 م
طباعة
سارة رشاد
استنادًا إلى الوزن الثقيل الذي تتمتع به القبائل الليبية في المجتمع الليبي؛ تشهد ليبيا الأربعاء والخميس (19، 20 فبراير 2020) مؤتمرًا قبليًّا دعت له قبائل مدينة ترهونة، 88 كم جنوبي شرق العاصمة طرابلس، لدعم الجيش الوطني الليبي في معاركة ضد الميليشيات المسلحة بالعاصمة.
ووفقًا لبيان مشايخ المدينة فكل قبائل ليبيا مدعوة للمؤتمر الوطني؛ للبحث عن مخرج ليبي من الأزمة الحالية بعيدًا عن الجهود الدولية والإقليمية المتناولة للشأن الليبي.
وعلى مدار أعوام الأزمة الليبية، كان ثمة عبارة متفق عليها من أغلب الأطراف الفاعلة في الأزمة الليبية، بداية من المبعوث الأممي في ليبيا غسان سلامة، حتى الاتحاد الأفريقي والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره التونسي الراحل الباجي قائد السبسي، مفادها أن حل الأزمة الليبية يجب أن يكون من الداخل أي ليبي خالص، فهل يكون مؤتمر الأربعاء المقبل خطوة نحو إيجاد حل داخلي ليبي؟
البداية من التصدي للإخوان
السياسي الليبي عبد المنعم اليسير اتفق مع فرضية أن هذه الاجتماعات مؤثرة، وستحمل حل قريب لليبيا، موضحًا أن مهمتها الأولى تتمثل في كشف مؤامرات الإخوان على حد تعبيره.
ولفت إلى أن قوة هذه المؤتمرات نابعة من كشفها لمدى الاصطفاف الشعبي وراء الجيش الوطني الليبي، ومن ثم ترسل رسالة للأطراف الفاعلة بليبيا بحقيقة المزاج الشعبي الليبي، وكذب حكومة الوفاق عن تمتعها بقبول شعبي.
وفي هذا السياق، شدد على أن أغلبية الشعب الليبي تؤيد بقوة القوات المسلحة العربية الليبية في حربها لتحرير العاصمة وباقي المدن التي تسيطر عليها الميليشيات الإجرامية والجماعات الإرهابية.
واعتبر أن مؤتمرات القبائل ستكون ذات تأثير قوي في إحباط الخطاب الإعلامي الإخواني، إذ سيكشف حجم الزيف الذي تقدمه جماعة الإخوان في ليبيا، لا سيما إتاحتها الفرصة للقوى الوطنية لتنظيم صفوفها في اتجاه إيجاد الحل.
وتابع أن القبائل دائمًا صاحبة تأثير في المشهد، إذ قدمت الآلاف من أبنائها للجيش الليبي لتحرير العاصمة وليبيا بشكل عام من سيطرة الميليشيات.
وشدد على أن مثل هذه المؤتمرات تعمل على توصيل صوت الشعب الليبي أولًا إلى الحكومات العربية، وثانيًا إلى باقي المجتمع الدولي، ليقول كيف تسمحون بهذا الدمار والإرهاب الذي تمارسه جماعة الإخوان والنظام الأردوغاني على الليبيين، وتشرعنون له عن طريق الاعتراف بما يسمى بالمجلس الرئاسي.
وفي هذا السياق، طالب السياسي بسحب الاعتراف من حكومة الوفاق، معتبرًا أن الاستمرار في التعامل معها وغض الطرف عن ميليشياتها ينال من أمن شعوب المنطقة بشكل عام وليس ليبيا فقط.
القبائل كلمة سر
بدوره، اتفق الباحث عماد عبد الرزاق في دراسة حديثة بعنوان «القبيلة وضبط إيقاع الأزمة الليبية»، مع فرضية أن الحل يكمن في القبائل الليبية.
وقال في معرض دراسته إن القبائل ما زالت تمثل عمودًا فقريًّا داخل المجتمع، محددًا خطوات لآلية تدخلها وحلها للأزمات، أولها تهدئة التوترات بين القبائل نفسها، إذ تشهد العلاقات بعض الخلافات البينية، مشيرًا إلى أنه لا بد من تغليب مصلحة الوطن.
وطالب بضرورة تشكيل مجلس وطني يضم القبائل والسياسيين أصحاب الخبرة، وهو ما دعمه السياسي الليبي محمد الزبيدي، الذي طالب في حديثه لـه بتنشيط دور القبائل حتى تتمكن من أن تكون صاحبة الكلمة الأولى في المشهد الليبي.
واستنكر كون الأطراف الخارجية لها الغالبة في المسألة الليبية، قائلًا: إن الليبيين وحدهم من دفعوا ثمن ذلك من استقرارهم، واستنزاف لموارد بلدهم.