«ماكرون» يحارب المتطرفين من أكبر مساجد فرنسا
الأحد 16/فبراير/2020 - 10:57 م
طباعة
معاذ محمد
يستعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لإلقاء خطاب في منطقة ألزاس عن ما يسمى «الانفصالية الإسلامية»، الثلاثاء 18 فبراير 2010، وبحسب تقارير محلية ينوي مهاجمة المتطرفين، ومعظم الجماعات التي تتبع جماعة الإخوان الممولة من قطر في تلك المنطقة.
المسجد الكبير
بحسب صحيفة «لوفيغارو الفرنسية»، فإن خطاب «ماكرون» سيركز على الطائفية وضد «الانفصالية في الجمهورية»، خصوصًا أنه قد وعد بمعالجتها في بداية عام 2020، وكانت عنوان عدد كبير من الاجتماعات المشتركة بين إدارات كثيرة في الأسابيع الأخيرة.
ومن المفترض أن يذهب الرئيس الفرنسي إلى منطقة تولوز، من أجل مناقشة بعض القضايا المتعلقة بتمويل أماكن العبادة، وتدريب الأئمة المتطرفين، التي سبق وأن ربطت بالتمويل القطري في البلاد.
ويحرص «ماكرون» على الذهاب إلى «تولوز»، خصوصًا أنه يقع بها مسجد النور الكبير «أكبر مسجد قيد الإنشاء في فرنسا»، إلا أنه ليس للصلاة فقط، بل يخصص مساحة للأنشطة الثقافية السياسية، وبدأ العمل فيه عام 2009، ولم ينتهِ بعد.
ويخضع المسجد في إدارته لجمعية مرتبطة بجماعة الإخوان في فرنسا، وأتباع الإسلام السياسي، الأمر الذي يحاول الرئيس ماكرون محاربته، بعد أن عرف عن المكان أنه مصدر لتمويل التطرف في باريس من قبل الأجانب، وتبلغ ميزانيته نحو 28 مليون يورو، نصفها يأتي من «قطر الخيرية»، التابعة للدوحة.
يد قطر في فرنسا
في 12 أكتوبر 2019، قال موقع فالور اكتويل الفرنسي، إن حنان أبو الهنا، التي قتلت خلال مطاردة شرطية لاعتقالها هى وزوجها ميكائيل تشيولو، مارس من العام نفسه، بعد شنهما هجومًا إرهابيًّا في سجن بمنطقة أورن الواقعة شمال غرب باريس، كانت على صلة بمؤسسة قطر الخيرية وتعمل لحسابها، وفقًا لتحقيقات السلطات.
كما كشفت التحقيقات، أن حنان أبو الهنا، كانت تتردد على مسجد النور، والذى يخضع لمراقبة خاصة من قبل أجهزة المخابرات والأمن، بالإضافة إلى أنها شغلت منصب مساعد تنفيذي لصندوق من شأنه جمع التبرعات، وهو التابع للمركز الإسلامي بالمسجد.
وفي كتاب «أوراق قطر»، الصادر عام 2019، قدم الصحفيان كريستيان تشيسنو وجورج مالبرونو مجموعة من الوثائق التي تثبت تدخل الدوحة الاستباقي لصالح جماعة الإخوان في الدول الأوروبية.
وأثبتت المستندات أن «قطر الخيرية» دفعت حتى عام 2014، 71 مليون يورو لأكثر من 130 مشروعًا للمساجد والمراكز الإسلامية، بما في ذلك التابعة للإخوان في فرنسا، بالإضافة إلى المساعدة المباشرة للمدارس والكليات الخاصة ومراكز تدريب الأئمة والشخصيات.
وبحسب معهد «جيتستون» الأمريكي، في وقت سابق، فإن النظام القطري يتخذ من التبرع للمساجد في فرنسا ستارًا لتمويل الإرهاب في باريس، مشيرًا إلى أن الدوحة على مدى السنوات الماضية، كانت الداعم الأول لجماعة الإخوان وإيران وتنظيم داعش وأعضاء القاعدة وحماس وطالبان، وغيرهم من الإرهابيين.
معضلة الأئمة الأجانب
ووفقًا لبرنارد جودار، المتخصص في شؤون الإسلام في وزارة الداخلية الفرنسية، تقدر حصة التمويل الأجنبي للمساجد من 20 إلى 30 %، ويشكل الأجانب 80% من أئمة المساجد في باريس، خصوصًا أن عددًا قليلًا جدًا من الأئمة يولدون ويتعلمون في البلاد.