تسريبات الإخوان تفضح مخطط الجماعة لإنهاك الدولة المصرية
الإثنين 17/فبراير/2020 - 01:56 م
طباعة
دعاء إمام
لا تزال تسريبات عناصر وقيادات جماعة الإخوان تتوالى؛ لتكشف ما يتم تدبيره في الخفاء بهدف الإضرار بالأمن في مصر، إذ أذاعت الإعلامية أماني الخياط، مقطعًا منسوبًا للهارب محمود فتحي، يوضح المخطط الإرهابي، بتشكيل 3 لجان الأولى للتواصل مع المعلمين والثانية لجنة من الشباب للتواصل مع روابط الأولتراس، والثالثة لجنة للعصيان المدني.
وأضافت «الخياط»، خلال برنامج «الكبسولة» المذاع على قناة «إكسترا نيوز»، السبت 15 فبراير 2020، أن الإعلام له دور في نشر الوعي لمواجهة فكر الجماعة، مشيرة إلى أن المخابرات التركية توجه الهارب محمود فتحي مع التنظيم الإرهابي، مؤكدة أن الجماعة الإرهابية كلما تخسر معركة تتحرك بصورة جديدة لتعطيل أي مشروع للدولة المصرية.
يُشار إلى أن محمود فتحي واحد من المسؤولين عن إدارة عمليات الإرهاب في مصر، وأحد الذين تم تكليفهم بإثارة الفوضى من جانب الجماعة الإرهابية.
اختراق النقابات
خلال عام حكم الإخوان لمصر 2012، كان الهدف الأول للجماعة السيطرة على نقابة المعلمين؛ تنفيذًا لوصية المؤسس حسن البنّا، الذي وجّه _في رسالة المؤتمر الخامس للجماعة المنعقد عام 1938_ بضرورة استقلال التعليم عن النظام الحكومي، بداية من رياض الأطفال حتى الجامعات.
وقدّم الرئيس المنتمي للإخوان، محمد مرسي (2012-2013) كل التسهيلات للجماعة، فأمر بتعيين أحمد الحلواني نقيبًا عامًّا للمعلمين، وعمل بدوره على أخونة النقابة، كما وجهت له اتهامات عدة من بينها إهدار المال العام، واستغلال أموال النقابة في دعم اعتصامي «رابعة العدوية والنهضة» المسلحين، عقب سقوط الجماعة عبر ثورة 30 يونيو 2013.
ويستهدف الإخوان نقابة المعلمين لما لها من أهمية اقتصادية وأخرى تعليمية: الأولى، أظهرتها نتائج تحقيقات النيابة التي كشفت حصول قيادات الجماعة الذين تقلدوا مناصب رفيعة داخل النقابة، على مبالغ تصل إلى نصف مليار جنيه، فى الفترة من النصف الأول من عام 2013 وحتى النصف الأول من 2014، إضافة إلى فك وديعة تمتلكها إحدى النقابات الفرعية بالإسكندرية بـ2 مليون و775 جنيهًا، وتم إرسالها إلى النقابة العامة، ومن ثم توزيعها على الأوجه التي تخدم أنشطة الإخوان.
أما الأهمية التعليمية، فتكمن في خدمة المشروع الإخواني، الذي أراده المؤسس، إذ رأى أن استمرار تدفق العامل البشري للجماعة، لن يتم إلا من خلال السيطرة على النشء وتربيتهم منذ الصغر على مبادئ الإخوان.
وقال «البنّا» في رسالة التعاليم: «علينا الاهتمام بالطفل وتكوينه الخلقي، لا سيما في المدارس الابتدائية والسنوات الأولى من الثانوي؛ حيث يغلب على الناشئ التقليد، ووسائل ذلك: أن يكون الاهتمام بالدين وإلزام التلاميذ بأداء الفروض بدار المدرسة، وإعداد مسجد خاص بهم تقام به الشعائر كالأذان والإقامة يقوم بها التلاميذ أنفسهم، ويقابلها أساتذتهم بالامتثال والاحترام والخشوع، فيشب التلميذ على ذلك».
ولضمان إمداد المدارس بهذا الكم من المدرسين، اتجه الإخوان للانضمام لكليات التربية؛ لتسهيل التواصل مع الصغار في المدارس والفصول، لاسيما أن الجماعة اهتمت بفتح فصول ليلية لاستقطاب الطلاب منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وكانت تتواصل مع الطلاب في الإجازات الطويلة كإجازة الصيف.
ومن قبل كلية التربية، طالب «البنّا» جمعية الشبان المسلمين (تأسست عام 1927 بمشاركة حسن البنّا) بإنشاء مدارس لتخريج معلمي الدين واللغة العربية، قائلًا: «العقبات التي تحول دون ذلك قلة المال وعدم اعتراف الحكومة بإجازات هذه المدارس وشهاداتها.. وحينئذ يكون هذا النوع من المعلمين مقصورًا على مدارس جمعيات الشبان على اختلاف أنواعها».
ولفت إلى ضرورة تخريج معلمين يحملون فكر الجماعة، فقال:«نريد تخريج معلمين يعظون الشعب ويرشدونه، مستقلين عن سلطة الحكومة والقيود الرسمية»، مضيفًا أن هذه التجربة تتطلب الكثير من التبرعات؛ لكي لا يميتها البخل وخمود الهمم وضعف الثبات.
فتاوى خاصة
ويقول سامح عيد، المنشق عن جماعة الإخوان، إن فتاوى خاصة بأهمية العمل في التدريس كانت تخص نساء الجماعة، إذ يعتبرون أن أفضل مهنة هي التدريس، مشيرًا إلى أن دورهن كمعلمات يسمح لهن بالتواصل مع الأطفال في مرحلة الصغر.
وأضاف أن الإخوان وصلوا للنقابات المهنية وسيطروا عليها من خلال القسم المهني داخل الجماعة، الذي ضم كل المهن المختلفة، من معلمين ومهندسين وأطباء، ومن خلال هؤلاء تمكن الإخوان من إختراق العديد من النقابات المهنية والحصول على عدد من المقاعد فيها.
ولفت إلى أن دور المدرس يكتسب أهميته من تشكيل وعي الطفل وإقناعه منذ الصغر بمنهج الجماعة، خاصة أن مرحلة الطفولة هي مرحلة التراكم المعرفي، والتي يمكن من خلالها عسكرة الناس وحشدهم لحضور أنشطة ثقافية ورياضية، والتعاطف مع الإخوان والانضمام إلى جماعتهم، لافتًا إلى أن السلفيين كانوا يتعجبون من قدرة الإخوان على الحشد؛ ما دفعهم إلى الاستعانة بكتب الإخوان في الدعوة الفردية وبقية الكتب التي تدرس في الأسر.
منذ نشأة الجماعة عام 1928، وهي تسعى لاختراق الأندية الرياضية والجامعات ومراكز الشباب، إذ أوصى «البنّا» بأن ينخرط شباب الجماعة في الأندية الرياضية ومراكز الشباب، وينشرون فكر الإخوان بالداخل، وفي حال وجدوا مضايقة، فإن الحل -بحسب مؤسس الجماعة- «أن تقاطع المحاكم الأهلية وكل قضاء غير إسلامي، والأندية والصحف والجماعات والمدارس والهيئات التي تناهض فكرتك الإسلامية مقاطعة تامة».
وفي السنوات القليلة الماضية، ثبت تورط الإخوان في تجنيد شباب المراكز الرياضية؛ إذ قال عمرو الأشقر النائب بالبرلمان المصري: «هناك خلايا نائمة زرعتها جماعة الإخوان في مراكز الشباب، لكنها فشلت أن تكرر الأمر ذاته في الأندية الرياضية؛ نظرًا لتمتع أعضائها بثقافة عالية»، مشيرًا إلى أن انتخابات مراكز الشباب لم تجر منذ عام 2008، وهذا ما جعلها مخترقة من قبل الإخوان.
وأكد «الأشقر»، خلال كلمته في اجتماع لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، مايو2018: أن سيطرة الخلايا الإخوانية على مراكز الشباب تُعَجِّل من سرعة إجراء الانتخابات، وتابع: «مش هندفن دماغنا في الرمل».
الأمر ذاته أكده المهندس خالد عبدالعزيز، وزير الشباب والرياضة المصرى السابق، إذ أوضح أن هناك بعض المراكز المخترقة، لكن الوزارة حريصة على متابعة الأمر مع الجهات الأمنية المختصة، وتم التنسيق لحلِّ مجالس الإدارات التي تشكلها عناصر من الجماعة؛ لتعيين مجالس جديدة لا تنتمي للإخوان.
وفي سياق متصل، قال الإخواني المنشق خالد الزعفراني، في تصريح لـه إن الإخوان يهتمون بالنقابات العمالية أكثر من الأندية ومراكز الشباب التي لا تشغل جزءًا كبيرًا من تفكيرهم، مضيفًا أن الشعب يرفض وجود الإخوان سواء في النقابات أو الأندية؛ والدليل على ذلك خسارتهم في السنوات الأخيرة.