طهران تتحدى العالم وتصر على جريمتها بحق ركاب الطائرة الأوكرانية
الأربعاء 19/فبراير/2020 - 07:22 م
طباعة
اسلام محمد
لا يزال نظام الملالي يواصل سلوكه المثير للجدل ويرفض التجاوب مع التحقيقات بشأن الطائرة الأوكرانية، ويصر على التهرب من الجريمة ولا يتورع عن اتخاذ جميع الإجراءات لمنع ذوي الضحايا من نيل حقوقهم.
وبدأت المأساة حين قصفت دفاعات القوات الجوفضائية بالحرس الثوري الإيراني طائرة مدنية أوكرانية في 8 يناير 2020، لأسباب غير معروفة على وجه الدقة حتى اليوم ففي حين يصر الإيرانيون على أن إسقاط الطائرة وقع بطريق الخطأ أثناء توجيه الصواريخ إلى القواعد الأمريكية في العراق ردًا على مقتل الجنرال قاسم سليماني قبلها بخمسة أيام، لكن البعض يردد قصة أخرى تتعلق بتعمد ضرب الطائرة لأنها كانت تحمل مطلوبًا لدى طهران يحمل وثائق مهمة كان في طريقه لتهريبها للخارج.
وحتى الآن ترفض «طهران» رسميًّا تسليم الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة، الذي يحمل فك شفرة لغز إسقاطها، ويكشف ماذا حدث على وجه التحديد، خلال الدقائق التي حلقت خلالها الطائرة منذ لحظة إقلاعها من طهران إلى وقت سقوطها بعد ذلك بقليل، حين كانت متجهة إلى تورنتو كبرى مدن كندا وعاصمة مقاطعة أونتاريو، وكان من المقرر أيضًا أن تمر بالعاصمة الأوكرانية كييف.
وصرح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظریف بأن بلاده بالرغم من أنها لا يمكنها فك شفرة صندوق الطائرة، فإنها لن تسلمه إلى أي جهة أخرى لهذا الغرض، مبينًا خلال لقائه مع قناة "إن.بی.سي نیوز" أن قانون الطيران الدولي يتيح لبلاده الحق في الاستمرار في محاولة فك طلاسم الصندوق.
ويمعن ظريف في تحدي العالم حين يحمل الولايات المتحدة المسؤولية عن تأخر معرفة الحقيقة، عبر إصراره على مطالبتها بأن تقدم لبلاده الدعم الفني اللازم لهذا الغرض قائلًا: «نحتاج الكثير من المعدات والأجهزة، وقد طلبنا منهم ذلك .. لماذا لا تتعاون أمريكا معنا وتزودنا بالبرامج والخبرات التي نحتاجها؟».
ولم تكتف السلطات الإيرانية بتعطيل التحقيقات ومحاولة منع الحقيقة، بل وصل بها الأمر لمضاعفة مصاب أقارب الضحايا عبر منعهم من السفر إلى الخارج، لحضور جنازات الركاب المقتولين، وتلقوا تهديدات من الحكومة، فقد تم استدعاء بعضهم من قبل الأجهزة الأمنية والاستخبارات، وتلقوا أوامر بالصمت التام إزاء الحادث.
وشكلت خمس دول هي: كندا، وبريطانيا، وأوكرانيا، والسويد، وأفغانستان، مجموعة لتنسق الجهود بشأن التحقيقات حول الحادث.
ووجه وزير الخارجية الأوكراني واديم بريستايكو، الثلاثاء 11 فبراير 2020، مطالبات إلى إيران بضرورة تسليم الصندوقين الأسودين، والكشف عن المسؤولين عن استهداف الطائرة بصاروخين ما أدى إلى قتل 176 راكبًا، مشددًا على أن القضية أكبر من كونها خطأ جندي أطلق الصواريخ على الطائرة دون قصد، بل يجب الوصول للقيادات التي أمرت بإطلاق النار، ومحاكمتهم.
وقبل نحو أسبوعين قال الرئيس الأوكراني فلاديمير زلينسكي إن المسؤولين الإيرانيين كانوا يعلمون الأمر منذ البداية رغم نفيهم ذلك، مستدلًا بمقطع صوتي بثه تلفزيون بلاده لطيار إيرانى أبلغ عن إصابة الطائرة بصاروخ.
يذكر أن «طهران» أنكرت في البداية أي علاقة لها بإسقاط الطائرة مدعية أنها سقطت بسبب عطل فني، وأنه يستحيل تقنيًا تصور حدوث غير هذا، لكن ما لبث النظام الإيراني أن اعترف بالجريمة بعد انتشار مقطع فيديو يصور اصطدام الصاروخ بالطائرة.
وقد تسبب الاعتراف الرسمي بالجريمة في خروج احتجاجات شعبية في إيران تطالب برحيل الحرس الثوري والمرشد والحكومة عن السلطة وإسقاط النظام الذي يقتل شعبه.