الخائف فوق عرش الدم.. أردوغان المذعور يعتقل 700 عسكري تركي خشية الانقلاب عليه
الأربعاء 19/فبراير/2020 - 07:26 م
طباعة
أنديانا خالد
في تقرير تم تسليمه للجيش الأمريكي، في يناير 2020، توقعت مؤسسة «راند» الأمريكية للبحوث والتطوير، حدوث محاولة انقلاب ثانية ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو ما أربك الرئيس التركي وأدخله في حالة ذعر سياسي دفعته الثلاثاء 18 فبراير 2020؛ لإصدار قرار بالقبض على 700 عسكري وسياسي، بزعم أنهم من أنصار رجل الدين فتح الله جولن، والذي تتهمه الحكومة بتدبير الانقلاب المزعوم في 2016.
وقالت وكالة «رويترز»: إن عملية الاعتقال تتركز فى إقليم أزمير غرب البلاد، لكنها تشمل 43 إقليمًا؛ حيث تم اعتقال 157 عسكريًّا من بينهم 101 لا يزالون في الخدمة.
وذكر موقع «ميديل إيست آي» البريطاني، أنه منذ إطلاق التقرير، تجادل المسؤولون الأتراك خلف الأبواب المغلقة حول احتمالية وقوع هذا الانقلاب، ولكن الشعور السائد في أنقرة أنه مجرد شائعة، ولا شيء أكثر من ذلك.
فيما كشف مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فى مارس 2019، أن تركيا شنت حملة فيما عرف بحملة «التطهير»، اعتقلت 160 ألف شخص، فيما فصلت 150 ألف من الموظفين الحكوميين منذ الانقلاب.
يحتمي في مناصريه
وطرح أحد الصحفيين يوم 16 فبراير 2020، على أردوغان سؤالًا: «ماذا لو حصل انقلاب آخر على غرار المحاولة التي جرت في 15 يوليو»، فأجاب: «أنه يثق تمامًا في الشعب التركي، فإن أمتنا لديها القوة والإمكانيات والإيمان للرد على هواة الانقلاب بطرق مختلفة في الميادين، كما هو الحال في انقلاب 15 يوليو»، وفقًا لما نشره موقع «يني شفق».
وعلى النقيض، فأن المحكمة العليا بتركيا، كشفت في تقرير صادر بتاريخ 16 فبراير2020، أن الحزب الحاكم «العدالة والتنمية» خسر 129 ألفًا و808 أعضاء من 1 يوليو 2019 حتى 9 فبراير 2020، فيما زاد عدد أعضاء أحزاب المعارضة؛ فزاد حزب «الخير» بمقدار 42 ألفًا و533 عضوًا، والشعب الجمهوري بمقدار 4 آلاف و230 عضوًا، والشعوب الديمقراطي الكردي، بمقدار 412 عضوًا.
انقلاب دموي
وتوقع الدكتور محمد عبد القادر، الباحث المختص في الشؤون التركية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، أنه في حالة حدوث انقلاب ثان ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سيكون من صغار ضباط الجيش التركي، خاصةً وأن الجيش التركي أصبح مفككًا، ولم يعد كتلة واحدة وهذا ما كان واضحًا في انقلاب 2016، من خلال قيام بعض وحدات الجيش بالتحرك ضد أردوغان، دون التنسيق مع بقية الوحدات.
وأضاف الباحث المختص في الشؤون التركية في تصريح له، أن توقعات مؤسسة «راند» الأمريكية للبحوث والتطوير حدوث محاولة انقلاب ثانية ضد أردوغان، قد تكون مبنيه على بعض الدراسات التاريخية لطبيعة الانقلابات التي تحدث في تركيا وربما طبيعة الخسائر الكبرى التي يعاني منها الجيش التركي، سواء على المستوى الميداني في الساحة السورية، أو على الساحة الإقليمية.
وأشار إلى أن الجيش التركي يشهد حالة من التشتت؛ نتيجة إقامة قاعدة عسكرية في قطر والصومال والمواجهات المسلحة خارج البلاد؛ ما تسبب في خسائر مادية ومعنوية لدى الجيش، الأمر الذي تسبب في مزيد من الأعباء على المؤسسة العسكرية.
وأوضح، أن انقلاب 2016 كان يعد «بروفا» لانقلاب سيئ، يفشل لأول مرة في تاريخ الدولة التركي، متوقعًا أنه في حالة حدوث انقلاب ثان على الرئيس أردوغان سيكون انقلابًا دمويًّا، وسينتهي بالمواجهات المسلحة العنيفه وسيتم مقاومته من المؤسسات العسكرية الموالية للنظام التركي، فلن يكون انقلاب سريع فقد تستمر حالة الفوضى لفترة طويلة.
إستراتيجية الاعتقالات
وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن هناك مؤشرات توضح ما هو قادم في تركيا خلال الفترة المقبلة، فظهرت انشقاقات داخل الحزب الحاكم «العدالة والتنمية»، التابع للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بجانب وجود تذمر داخل قطاعات الجيش التركي؛ نتيجة انخراطه في عمليات عسكرية غير مجدية، وهذا وفقا للتقارير أمريكية صدرت خلال الشهر الماضي.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، في تصريح له، أن أردوغان يتبع إستراتيجية استباقية، وهي الاعتقالات لأي مهددات تؤثر على بقائه في السلطة أو تحدث انشقاق في الجيش، مشيرًا إلى أن تركيا ستشهد خلال الفترة المقبلة حالة من عدم الاستقرار السياسي، ستؤثر على تحركتها العسكرية في سوريا وليبيا.
وتابع: «أن الجيش التركي شهد خسائر في سوريا خلال يومي الأحد والإثنين 16 و 17 فبراير 2020، واستطاع الجيش السوري بدعم من روسيا تحقيق نجاحات كبيرة، متوقعًا انحسار التحركات العسكرية التركية في سوريا»، مؤكدًا أن هناك رفض داخل الجيش التركي لممارسات أردوغان، خاصة بعد هزيمته في سوريا وتحديدًا في إدلب وحلب.