تهديدات «بوكو حرام» للحكومة النيجيرية تكشف أول عملية اغتيال نفذتها الجماعة

الأربعاء 19/فبراير/2020 - 08:26 م
طباعة تهديدات «بوكو حرام» محمد يسري
 
كشف التهديد الذي أصدرته حركة  بوكو حرام (إحدى كبرى الحركات الإرهابية في إفريقيا) في تسجيل مصور بعنوان "واقتلوهم"، تفاصيل واحدة من أوائل الاغتيالات التي نفذتها الحركة في عام 2002، والتي وقع ضحيتها الداعية السلفي جعفر آدم (أحد أبرز معارضي الجماعة في نيجيريا).
وحث الإصدار الأخير بتاريخ 13 فبراير 2020 ، أتباع الحركة باستهداف عدد من المسؤولين النيجيريين، على غرار ما حدث لجعفر، وعلى رأسهم عيسى بانتامي وزير الاتصالات والاقتصاد الرقمي.
وهاجم  أبوبكر شكاو زعيم الحركة في التسجيل الجديد الوزير المعروف بأنه عالم إسلامي، وشكك شكاو في قدرة بانتامي على التحدث عن الإسلام، واتهمه بالجهل بحجة أن الوزير لا يجيد العربية التي نزل بها القرآن الكريم.
وجاء هجوم شكاو على الوزير؛ لأنه أصدر قرارًا بتقييد عدد بطاقات SIM المحمولة، التي يمكن للمشترك امتلاكها قانونيًّا إلى ثلاث بطاقات فقط، الأمر الذي يهدد بتضييق الخناق على عناصر التنظيم الذين يستخدمون هذه البطاقات في اتصالاتهم وعملياتهم الإرهابية.

الاعتراف باغتيال جعفر آدم
واستدعى شيكاو خلال تهديد الوزير عملية اغتيال الداعية السلفي جعفر آدم، وهو عالم دين سلفي شهير تم اغتياله في مسجده كانو، محذرًا الوزير من مصير آدم، ودعا عناصر الحركة في جميع أنحاء أفريقيا إلى استهدافه قائلًا: «إخواني في أفريقيا ونيجيريا أو أي مكان آخر، ماذا حدث لجعفر ليس شيئًا، افعلوا مثله مع عيسى علي بانتامي أينما وجدتموه»  .
يذكر أن الشيخ جعفر آدم اشتهر بمهاجمة بوكو حرام، بعد ظهورها على يد الشيخ محمد يوسف، عام 2002 ودارت سجالات فقهية بين الطرفين، انتهت بأن أصدر يوسف أمرًا بتصفية الشيخ جعفر جسديًّا، في 13 أبريل 2007، عشية الانتخابات الرئاسية؛ وهو يؤم المصلين في صلاة الفجر، واتهم أنصار جعفر التيار الشيعي بتنفيذ الجريمة، وتبين بعدها أنها كانت باكورة أعمال بوكو حرام الإرهابية في المنطقة.
وقعت الجريمة أثناء وقوف الشيخ جعفر إمامًا بالمصلين في مسجد "كانو" الملاصق لمنزله، وأطلق مجهولون وابلًا من الرصاص عليه، فسقط قتيلًا خلال الصلاة، ورفع الجناة السلاح في وجه المصلين ثم لاذوا بالفرار ولم يتمكن أحد من القبض عليهم.

خلفية أيديولوجية
كان الشيخ جعفر آدم دائم الهجوم على التيار الشيعي الذي انتشر في البلاد بعد ما يعرف بالثورة الإسلامية في إيران عام 1979، والذي تسلل إلى نيجيريا خلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، وتأثر به الكثيرون قبل 1994م وظهر الميل إلى التشيُّع وإيران بين أتباع جماعة الإخوان وعلى رأسهم إبراهيم الزكزكي زعيم الجماعة في نيجيريا، ثم تفتت الجماعة إلى كتل ظل بعضهم على ولائه لإيران، بينما تحول الباقون ناحية المنهج السني.
وكان من بين الجناح السني محمد بن يوسف مؤسس جماعة «بوكو حرام» الذي اتسمت أفكاره بالتشدد، وما لبث أن غير يوسف اتجاهه نحو إيران في ولاية برنو، وبدأ في الدعوة كواعظ سني، وبدأ في نشر أفكاره في مساجد أهل السنة فحرم التوظيف في الحكومة والتعامل معها وكفر جميع العاملين بها بدءًا من الموظفين مرورًا برجال الأمن والبرلمانيين والوزراء وكل من له اتصال بالدولة، وألف جماعة سماها «شباب السنة» اشتهرت بتحريم الالتحاق بالمدارس، ثم تطور الاسم إلى «جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد» ونظرًا لشهرتها بتحريم التعليم فقد سميت «بوكو حرام» أو التعليم حرام.
تابع جعفر نشاط يوسف وجماعته الجديدة ووصف دعوته وتحوله بالتشدد والانحراف، وكان لجعفر تأثير كبير على الرافضين للجماعة التي أصدرت قرار اغتياله والتي لم تعترف به في حينها.

شارك