«داعش» بين الهزيمة والعودة.. هكذا استغل التنظيم الصراع الأمريكي الإيراني في العراق
الخميس 20/فبراير/2020 - 07:52 م
طباعة
مصطفى كامل
بالرغم من الهزيمة التي مني بها تنظيم «داعش» الإرهابي مطلع عام 2019 بخسارته آخر معاقله شرق سوريا، وقتل زعيمه السابق «أبوبكر البغدادي» في أكتوبر 2019، فإن التنظيم الإرهابي لا يزال يتمتع بتفوق كبير مما كان عليه في بداياته عام 2014، لا سيما في العدد الذي كان يقدر بـ10 آلاف مسلح آنذاك، ووصل إلى ما يقرب من 20 ألفًا في سوريا والعراق، بالإضافة إلى أنه بات أكثر ثراءً رغم تركه جميع المناطق والمدن التي كان يسيطر عليها في البلدين، حيث تقدر الأمم المتحدة أنه يمتلك نحو 100 مليون دولار؛ وذلك بحسب موقع «Insider» الأمريكي.
استغلال الخلافات للتوسع
وخلال تقرير أعده موقع «Insider» الأمريكي، عن الوضع الميداني لـ«داعش»، لفت إلى أن التنظيم الإرهابي بات أقوى مما كان عليه في بداياته عام 2014 من حيث العدد، إذ أصبح عدد المقاتلين في الوقت الحالي أكبر مما كان عليه سابقًا عند إعلان تأسيسيه، بالإضافة إلى امتلاكه الملايين من الدولارات التي باتت تحت تصرفه، مؤكدًا أن التوترات الحالية بين واشنطن وطهران تعود بالنفع على التنظيم، حيث صرفت المناوشات الأخيرة بين البلدين في العراق الانتباه عن «داعش» ومقاتليه والعمليات الإرهابية التي يشنها يوميًا.
بدوره، أكد مسرور بارزاني، رئيس وزراء كردستان العراق، أن المواجهة بين الدولتين سيكون لها تأثير سلبي على الحرب ضد الإرهاب وداعش، والتي يجب أن تكون الأولوية بالنسبة لنا جميعًا، موضحًا أنه بالرغم من فقد «داعش» الكثير من قاداته ورجاله الأكفاء، فإنه ما زال على حاله، بالإضافة إلى تمكن الموجودين حاليًا في التنظيم من اكتساب الخبرة وتجنيد آخرين، مشيرًا إلى أنه لا ينبغي الاستخفاف بهم، لأنه يمتلك ما يقارب من 20 ألف مقاتل في جميع أنحاء العراق وسوريا.
فيما كشف تقرير للمفتش العام بوزارة الدفاع الأمريكية، أن مقتل «أبوبكر البغدادي» زعيم داعش السابق في أكتوبر 2019، لم يوقف التنظيم عن عملياته الإرهابية، ولم يؤد إلى تدهور فوري لقدراته، ولكنه بقى متماسكًا، بينما ألمح تقرير للأمم المتحدة إلى أن «داعش» يمتلك ما يقارب من 100 مليون دولار تحت تصرفه.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية، أعلنت الصيف الماضي، أن التنظيم الإرهابي لديه ما يقرب من 12 إلى 18 ألف مسلح، وعندما أعلن «داعش» في عام 2014 تأسيس دولته، بعد الاستيلاء على مجموعة كبيرة من الأراضي في أنحاء من العراق وسوريا، كان يُقدر عدد المقاتلين وقتها بـ 10 آلاف مقاتل.
وفي المقابل، أكد مراقبون، أنه بالرغم من وجود التنظيم بقوة ولا يزال يشكل تهديدًا بالفعل، فإن العمليات التي سينفذها ستكون ذات طابع إقليمي، ولن يفكر على المدى القريب في تنفيذ عمليات في أمريكا والقارة العجوز، حيث لفت «ديفيد ستيرمان» المحلل السياسي لموقع «Insider» أن «داعش» لا يزال موجودًا في سوريا والعراق، وتاريخه الطويل من المرونة والانتعاش بعد الهزائم يشير إلى أنه يمكن أن يشكل تهديدًا أكبر في العراق وسوريا، مؤكدًا أن التوترات مع طهران تمنع الجهود الدولية لهزيمته.
تعاون دولي للقضاء عليه
وبالرغم من ترجيح بعض المسؤولين بأن عام 2020 في العراق، سيكون خاليًا تمامًا من الوجود الداعشي، بعد ثماني حملات عسكرية تحت اسم «إرادة النصر»، كان آخرها قبل بداية العام الجديد؛ والتي انطلقت أولى مراحلها في نهاية ولاية رئيس الحكومة السابق حيدر العبادي، بينما يشير مسؤولون إلى أن القيادة العسكرية انتهت قبل أيام، من المرحلة الأولى في سلسلة الحملات العسكرية الجديدة للبحث عن مسلحي التنظيم في المناطق النائية، والتي حملت اسم «أبطال العراق»، مؤكدين أنها ستستمر للأشهر المقبلة.
وفي المقابل، أكد «بارزاني» أنه تم الاتفاق مع بريطانيا على العمل بشكل وثيق في إطار محاربة تنظيم «داعش» بالرغم من تنفيذه عمليات إرهابية بشكل يومي، مشيرًا إلى أنه من الصعب هزيمته بشكل كامل دون زوال أسباب ظهوره، وخاصة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية في العراق.
وخلال لقاء مع «مارك سيدويل» وزير شؤون مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني في بريطانيا، على هامش مؤتمر «ميونخ» للأمن المنعقد في ألمانيا، الأحد 16 فبراير 2020، أوضح «بارزاني» في بيان له، أن الجانبين اتفقا على التعاون بشكل وثيق في الحرب ضد «داعش» لتخفيف حدة التوترات الإقليمية، بالإضافة إلى مناقشة سبل تعزيز العلاقات بين بريطانيا وإقليم كردستان والأوضاع في العراق والمنطقة.
وقالت وكالة الأنباء العراقية الرسمية عن المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعمان، إن الأيام المقبلة ستشهد عمليات نوعية في استهداف مخابئ وملاحقة العصابات الارهابية، بالإضافة إلى امتلاكه قاعدة بيانات كاملة لبقايا عناصر «داعش»؛ بينما ذكرت قيادة العمليات المشتركة، أن المرحلة الأولى من «أبطال العراق» انتهت بعد تمشيط نحو 30 كم مربع، حتى الحدود السورية والأردنية، بعد 4 أيام من تفتيش صحراء الأنبار وعثروا على 5 أوكار، و25 عبوة ناسفة، و3 هاونات، بالإضافة إلى عدد من الصواريخ المضادة للدبابات، والأحزمة الناسفة.
ونفذت حكومتان سابقتان في العراق، سلسلة من الحملات العسكرية بحثًا عن فلول التنظيم الإرهابي في شتى البلاد، وتحديدًا في المناطق التي كانت تخضع للتنظيم في السابق، والتي تحولت بعد ذلك إلى «أوكار» له والتي تركها قبل أيام او ساعات قليلة من الهجوم عليها.