القمع الإيراني يتواصل.. «العفو الدولية»: نظام الملالي يحتجز 200 حقوقي
الخميس 20/فبراير/2020 - 09:17 م
طباعة
محمد عبد الغفار
منذ اندلاع الثورة الإيرانية، 1979، يركز نظام الملالي على الخارج، بهدف تصدير المشاكل إلى محيطه الإقليمي، معتقدًا بأنه يحمي قواعده من الانهيار، وزادت قدراته في ذلك مع توقيع اتفاق إيران النووي مع مجموعة 5+1، يوليو 2015.
ومع انسحاب إدارة الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب من الاتفاق النووي، مايو 2018، ظن نظام الملالي بأنه قادر على مواجهة هذه الأحداث خارجيًا مثلما فعل من قبل، ولكن المواجهة، وعلى غير العادة، جاءت خارجية هذه المرة.
العفو الدولية
ثار الشعب الإيراني في محافظات مختلفة ضد نظام الملالي، خصوصًا بعد الأزمات الاقتصادية التي ضربت البلاد، وأثرت بصورة واضحة على مستوى معيشة المواطنين، وكانت شرارة الثورة الشعبية مع رفع سعر البنزين 300% نهاية 2019، وهو ما قابله نظام الملالي بالعنف والسلاح.
وكشفت التقارير الدولية عن بشاعة ما ينفذه نظام الملالي ضد المواطنين، ومنه ما كشفته منظمة العنف الدولية في تقريرها السنوي حول حالة حقوق الإنسان لعام 2019.
ووفقًا للتقرير الدولي الصادر الثلاثاء 18 فبراير 2020، فإن إيران قمعت المظاهرات السلمية في المحافظات الإيرانية بشدة، حيث استخدمت الشرطة وعناصر الأمن القوة المميتة لمواجهة المحتجين، وهو ما يخالف القوانين الدولية.
وأوضح التقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية أن طهران احتجزت بصورة تعسفية أكثر من 200 حقوقي، وفرضت عليهم أحكامًا بالسجن والجلد، بتهمة دفاعهم عن حقوق الإنسان، وهؤلاء جزء من آلاف المعتقلين بصورة تعسفية.
واعتمدت السلطات الإيرانية على أساليب تعذيب يعاقب عليها القانون الدولي، وفقًا للتقرير الدولي، ومنها الحرمات من الرعاية الطبية، والعقوبات القاسية، والتعذيب، والضرب، خصوصًا ضد السيدات الثائرات ضد حكم الملالي.
وأشارت المنظمة الدولية إلى أن طهران أعدمت المئات من الأفراد، منهم من تم إعدامهم بصورة علنية، والعديد منهم دون الـ18 من عمرهم، وهو النهج الذي تستمر عليه السلطات حتى الآن، بهدف إخماد الثورة الشعبية ضدها.
هدايت تواجه الموت
وفي تطبيق عملي على حقيقة ما نشرته منظمة العفو الدولية، أعلن موقع زيتون الإيراني الإصلاحي، أن الناشطة الإيرانية في مجال حقوق المرأة بهارة هدايت، والمسجونة في سجن قرتشك في العاصمة طهران، تعرضت للضرب والإهانة طوال الأسبوع المنصرم.
ووفقًا للتقرير الذي نشره الموقع الإيراني، الثلاثاء 18 فبراير 2020، فإن قوات الأمن الإيرانية اعتقلت بهارة هدايت من حرم جامعة طهران بعد ضربها بقسوة وعنف، قبل أن تعلن عن إضراب مفتوح عن الطعام داخل السجن.
وأدى الاعتداء العنيف عليها داخل حرم الجامعة وفي السجن إلى تعرضها لنزيف داخلي في المعدة، وتدهور حاد في الوظائف الحيوية لديها، مع رفض السلطات تقديم أي رعاية صحية لها، وهو ما ينذر بوفاتها، وفقًا لتقارير حقوقية إيرانية.
وتعد الناشطة الحقوقية بهارة هداية واحدة من ضمن العشرات الذين اعتقلتهم أجهزة الاستخبارات الإيرانية خلال الأسبوع الماضي، ووفقًا لما نقله مركز حقوق الإنسان في إيران الموجود في نيويورك، فإن الحملة طالت 10 صحفيين معظمهم من النساء.