الدب الروسي والخروف التركي في مستنقع إدلب.. وأردوغان يهين جيشه
الخميس 20/فبراير/2020 - 09:45 م
طباعة
محمود البتاكوشي
أنقلب السحر على الساحر، وانعكست سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان القمعية واعتقال العسكريين سلبا على قدرات الجيش التركي القتالية، وظهر ذلك جليا على إدلب وحلب ونجاح الجيش السوري في تحقيق أنتصارات على جيش أردوغان ومليشياته الإرهابية، ما يؤكد قدرة الجيش السورى على إنهاء الوجود التركى فى شمال سوريا، واستعادة المناطق التى سيطرت عليها الفصائل الإرهابية المدعومة من أنقرة.
الدب الروسي والخروف التركي
وأكبر دليل على ذلك هو هرولة تركيا خلف روسيا لإقناع الجيش السورى بوقف عملياته العسكرية فى إدلب وحلب، وأصبح لم يعد خفيا على أحد أن تركيا خرجت بخفي حنين من سوريا لصالح روسيا وإيران، فهما سيطرتا على سوريا بالكامل.
تركيا تدرك جيدا أن روسيا عازمة على إسقاط إدلب لصالح النظام السوري مهما كان الزمن، وأصبحت عاجزة عن مواجهة ضربات النظام السوري، وكل ما يحدث الأن من تهديدات تركية ما هي إلا مسكنات لتخفيف وطأة سقوط أدلب في يد قوات الجيش السوري وأكبر دليل على ذلك ما صرح به مستشار أمير قطر عزمي بشارة في لقاء مع قناة الجزيرة القطرية قائلا: "إن إدلب ستسقط ولا تضحكوا على السوريين في إدلب، وسوريا تحديدا في ظل انحسار الدور التركي في المنطقة منذ عام 2013 بعد رحيل نظام الإخوان المسلمين في مصر، ثم رحيل نظام البشير في السودان، والتدخل الروسي في سوريا الذي جمد الدور التركي".
في السياق ذاته رفضت موسكو تهديدات أردوغان بشن حرب في إدلب، وهو ما قابله الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، بلهجة حاسمة لن نسمح بحدوث أسوأ سيناريو، وسنعمل على منع تصاعد التوتر في إدلب أكثر، لغة روسيا تؤكد أمتلاكها مفاتيح الرئيس التركي فسبق أن أجبرته على التخلي عن الجماعات المتطرفة في الشمال السوري في مقابل السماح لتركيا في التوسع في محاربة الوجود الكردي، كما استطاعت روسيا معرفة حجم مشاركة أعداد المقاتلين القوقازيين من خلال تركيا وأماكن تواجدهم وانتشارهم على الأراضي السورية، وهذا الأمر عزز من حماية الأمن القومي الروسي الذي عانى من الإرهاب في التسعنيات خاصة في الشيشان.
على خُطى الأجداد المُحتلين
الرئيس التركي الذي ساهم بشكل كبير في إخصاء جيشه باستغلاله الانقلاب المزعوم في تركيا، في يوليو 2016، للتخلص من جميع القادة العسكريين بالجيش، وقضى بالفعل على ثلاثة أجيال من قادة الجيش، إذ ألقى القبض على قادة كبار في الجيش وقتل أحدهم في تمثيلية مفضوحة كشفتها وثيقة عسكرية تركية سرية تؤكد احتجاز أكثر من 7000 شخص كمجموعة أولى خلال 72 ساعة في غضون الانقلاب الفاشل في تركيا، وطرد عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين من وظائفهم، ما يعزز فرضية وجود خطة لتحويل الجيش التركي لثكنة موالية لأردوغان وحزبه وحكومته المتأسلمة.
وفي سبيل ذلك اتخذ أردوغان عددا من الخطوات في مقدمتها تقليص عدد العسكريين داخل مجلس الأمن القومي إلى خمسة مقابل تسعة مدنيين، جعل قرارات مجلس الأمن القومي غير ملزمة، كما أصبح الأمين العام للمجلس مدني ويتبع لرئيس الوزراء، وأخضع تصرفات الجيش لمراقبة البرلمان.
كما قام أردوغان بإلهاء الجيش في الحروب كي يطيل فترة حكمه واستغل ذلك ليعدل الدستور للنظام الرئاسي بدلا من البرلماني وأيضا قمع حركة الخدمة وسحقها بزعم أنه يحافظ على قيم العلمانية أمام حركة إسلامية اجتماعية كانت حليفة له منذ وقت قريب.
تفنن أردوغان بعد الانقلاب في التخلص من خصومه السياسيين في القضاء والجيش والشرطة وأصبحت تركيا دولة الرجل الواحد خاصة بعد التعديلات الدستورية التى جعلت أردوغان هو الرئيس ورئيس الوزراء في نفس الوقت وقلص من سلطات القضاء والجيش والمخابرات والبرلمان واختصر الدولة التركية في نفسه مما رسخ لحكم ديتكاتوري، فضلا عن تكميم أفواه المعارضة.
لعبة القط والفأر.. علاقة «الكر والفر» بين تركيا والاتحاد الأوروبي
حالة الجيش التركي السيئة التي وصل إليها بفضل سياسات أردوغان تعطي مصداقية كبيرة للتقرير الذي أعدته مؤسسة "راند" الأمريكية للبحوث والتطوير وتوقعت فيه حدوث محاولة انقلاب ثانية ضد الرئيس التركي
لشعور الضباط من الرتب المتوسطة بالإحباط الشديد إزاء القيادة العسكرية ويشعرون بالقلق إزاء إزاحتهم في عمليات القمع المستمرة ضد المعارضة بعد الانقلاب.