بحذف جرائمها من التعليم.. الملالي يغازل روسيا لمواجهة العقوبات الأمريكية
الجمعة 21/فبراير/2020 - 01:13 م
طباعة
نورا بنداري
لا زال نظام الملالي يبحث عن منقذ لإخراجه من الأزمات التي يمر بها، خاصة في ظل استمرار واشنطن بفرض عقوبات اقتصادية جديدة على طهران؛ ولمواجهة ذلك يحاول البحث عن من يقف بجانبه ضد سياسة الولايات المتحدة، ولم يجد أنسب من روسيا.
حذف جرائم روسيا
وحذفت وزارة التربية والتعليم الإيرانية الأيام الماضية، محتوى سلبي عن روسيا من المناهج خاصة الجزء المتعلق بـ«تاريخ جرائم الاتحاد السوفيتي» من مادة التاريخ في مناهج المدارس الثانوية، الأمر الذي أثار جدلًا، وتفاعل الناشطون على موقع «تويتر» 3 فبراير 2020، منتقدين إقدام الملالي بمثل هذا الإجراء ورأوا أن ذلك النظام يسعي لـ«تلميع روسيا» وإخفاء جرائمها من المناهج مقابل الحصول على امتيازات سياسية واقتصادية لمواجهة العقوبات الأمريكية، ورأى بعضهم أن هذه الخطوة طبيعية؛ لأنها تأتي في إطار التقارب بين روسيا وإيران.
وجاء هذا الجدل بعد نشر خبير التربية والتعليم الإيراني «عادل برکم» في 2 فبراير 2020؛ تغريدة توتير معلنًا أن «الجرائم التاريخية الروسية في إيران» تمت إزالتها من كتاب «فارسي 2» للصف الحادي عشر، وأرفق في تغريداته صفحات من الكتاب المدرسي المعدل، تظهر حذف بعض العبارات، وتغييرها بأخرى.
ولفت «بركم» وفقًا لما نشره موقع الجوار برس في 17 فبراير2020، أنه تم استبدال كلمة «الروس» بمصطلح «الجيش الروسي»، ومن بين الفقرات التي حذفت هي فقرة تقول "رفع علم الروس فوق التربة المليئة بدماء الأبرياء"، وتم استبدالها بفقرة جديدة تقول: «غزا الجيش الروسي المنطقة».
وعلق مسؤولو الملالي على ما تم تداوله فأشار «علي زوالم» مدير المنظمة الإيرانية للبحوث التربوية والتخطيط في 4 فبراير، أن وجهة نظرنا الأساسية، بشأن ما حدث في التاريخ، هي أنه لا يمكن حذف جرائم روسيا القيصرية، كما أننا لا ننكر أن أسلوب تفاعل الكتلة الشرقية كان مهيمنًا في ظل الاتحاد السوفيتي، ولن نتجاهلها أبدًا من الكتب المدرسية، بل أن نصحح المنهجية في تناول المعلومات التاريخية.
وأكد «زوالم»، أنه حتى وإن کان بين إيران وروسيا اليوم تعامل وتحالف سياسي، لكن هذا لا يعني أن يتم غض النظر عن جزء من تاريخنا، ونقبل بتزوير التاريخ.
بينما أكد «حسن ملكي» نائب مدير هيئة البحث والتخطيط التربوي في إيران لوكالة الأنباء الإيرانية «إيسنا» في اجتماع علمي في 16 فبراير 2020، صحة الأخبار المتداولة عن حذف جزء من المنهج الدراسي يتحدث بصورة سلبية عن روسيا، ولكنه نفى أن تكون تلك الخطوة لـ«تلميع روسيا» كما ادعي البعض، مشيرًا إلى أن الحذف كان لضبط حجم الكتاب، وأن انتشار هذه الأخبار يثير سوء الظن والاضطراب النفسي لدى بعض الأفراد.
ولم يعد تعديل المناهج الدراسية وسيلة الملالي الوحيدة لاستمالة روسيا، فسبق وأن أصدر بعض النشطاء بيانًا في أغسطس 2019، اتهموا فيه النظام بمنح حصة إيران ببحر قزوين إلى روسيا من خلال معاهدة النظام القانوني لبحر قزوين الموقعة بين إيران وروسيا وكازاخستان وجمهورية أذربيجان وتركمانستان، ورأوا أن الرئيس الروسي «بوتين» تمكن من جعل المرشد الإيراني «خامنئي» يوافق على هذه المعاهدة، ويجعل إيران تتخلي عن حقوقها بعد مرور عقدين من الزمن، بعد أن انخفضت حصتها من بحر قزوين التي حصلت عليها في عهد الاتحاد السوفيتي إلى 13% بدلاً من 50%، وذلك بهدف استمالة روسيا لمساعدة إيران على التخلص من العقوبات الدولية الخانقة.
وما تفعله به إيران تجاه روسيا، هو ما يفسر لنا الرد الروسي على العملية الأمريكية التي أدت إلى مقتل قائد فليق القدس الإيراني «قاسم سليماني» في 3 يناير 2020؛ حيث ندد المسؤولون في موسكو بالعملية، معتبرين إياها خطوة متهورة ستزعزع استقرار المنطقة، وأعربوا عن أسفهم لخسارة «سليماني»؛ إضافةً إلى أنه في سبتمبر 2019 عقدت مباحثات في موسكو بين وزيري الخارجية الإيراني والروسي؛ وخلالها اتهم «لافروف» واشنطن بالسعي علنًا لاستفزاز إيران.
إدخال جرائم أمريكا
وبحذف الجرائم الروسية يسعى نظام الملالي لإدخال تعديلات في المناهج الدراسية في إطار الخطة الشاملة التي وضعتها وزارة التعليم أواخر يناير 2020؛ حيث أعلنت إدارة تخطيط التعليم العالي في يناير، أنه تم إدخال «جرائم أمريكا ومؤامراتها» كموضوع جديد في مناهج المدارس والجامعات المحلية، وفقًا لقرار صادر عن البرلمان الإيراني، على أن يتم تدريس المحتوى الجديد في الجامعات سبتمبر 2020.