أردوغان يهذي من جديد.. يطالب روسيا والجيش السوري بالتخلي عن حلب وإدلب لاحتلالهما
الجمعة 21/فبراير/2020 - 01:14 م
طباعة
أحمد سامي عبدالفتاح
عاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ليهدد مرة أخرى بشن عملية عسكرية في إدلب، مُطالبًا الجيش السوري وروسيا بالتراجع والانسحاب من إدلب وحلب، المحررتين مؤخرًا، وقد جاء هذا التهديد في خطاب ألقاه الرئيس التركي الأربعاء 19 فبراير 2020 أمام الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية؛ حيث قال في خطابه إن البدء في عمل عسكري في إدلب «بات وشيكًا»، وأن تركيا قد اتخذت كل الإجراءات اللازمة والضرورية.
وهو ما يرفضه الجيش السوري وروسيا، وقد رد الكرملين على التصريحات التركية، قائلا: إن المواجهة بين تركيا والجيش السوري سوف تكون أسوأ سيناريو في تصريحات واضحة لما يمكن أن تؤول إليه الأمور في شمال سوريا.
أحلام أردوغان والدب الروسي
مغامرة أردوغان على الأرض السورية، كشفت بوضوح الفارق الشاسع بين التهديدات العريضة أمام الجماهير والأنصار، وبين الحقيقة على أرض الواقع بالفعل، فأحلام أو أوهام الرئيس التركي، ما إن انطلقت من رأسه وتحولت لتحركات عسكرية على الأرض، حتى وجدت أمامها الدب الروسي يعيد أردوغان لحجمه الطبيعي، فموسكو غيرت موازين القوى في سوريا لصالح الجيش الوطني السوري، وهذا ما أجبر أنقرة على اللجوء المستمر للدبلوماسية من أجل تسوية نزاعاتها مع روسيا في سوريا، إلا أن هذه المرة يبدو أن الأمور قد وصلت إلى نقطة مسدودة. فروسيا ترى أن الجيش السوري من حقه أن يسيطر على كافة أراضيه بما فيها إدلب، بينما ترى تركيا أن الحرب في إدلب سوف تؤدي إلى نزوح نحو 3 ملايين لاجئ إليها، وهو رقم كبير جدًّا نظرًا لما يمر به الاقتصاد التركي خلال الفترة الحالية. علاوة على ذلك، سيطرة الجيش السوري على إدلب سوف تنزع من تركيا آخر ورقة نفوذ لها في سوريا، وستتحول بوصلة المعارك نحو الأراضي التي سيطرت عليها تركيا في عملياتها العسكرية الثلاث التي يسميها أردوغان ( درع الفرات، غصن الزيتون ونبع السلام). ويفسر ذلك الإصرار التركي على دعم التنظيمات المسلحة في منطقة إدلب السورية.
في حالة ما قامت تركيا بالفعل بشن عملية عسكرية في إدلب؛ فإن هناك عدة سيناريوهات مستقبلية لهذه الأزمة، نرصدها على النحو التالي:
- حرب استنزاف: قد تستمر الحرب لأبعد ما تخطط له تركيا، خاصة إذا قامت روسيا بتقديم الدعم العسكري الجوي للجيش السوري، ما يؤشر بامتداد الحرب لوقت طويل، الأمر الذي سوف يؤثر على الاقتصاد التركي بالسلب، وسوف يستنزف موارده المالية المحدودة.
- مواجهة روسية تركية مباشرة: هذا الأمر وارد جدًّا خاصة أن أنقرة تدرك أن موسكو هي العقبة الحقيقة أمام بسط نفوذها في إدلب، كما أن تركيا ستحاول الرد على أي استهداف لقواتها من قبل موسكو.
- العودة إلى الدبلوماسية مرة أخرى: وفقًا لهذا السيناريو، فإن تركيا قد تقوم بشن عملية عسكرية من أجل إجبار روسيا على تقديم تنازلات على طاولة المفاوضات؛ الأمر ذاته ينطبق على روسيا التي ستحاول تكبيد أنقرة أشد الخسائر من أجل إجبارها على تقديم تنازلات تفاوضية.
- دعم الناتو: الحالة الوحيدة التي ستتمكن تركيا من خلالها كسب هذه الجولة، الحصول على دعم الناتو المستعبد في الوقت الحالي؛ خاصة أن المضادات الجوية التركية قصيرة المدى، لن تساهم في تحييد الطيران الروسي؛ لكنّ الناتو إذا ما قرر دعم تركيا فإنه سوف يزودها بمنظومة باترويت التي يمكن أن تغير من موازين المعركة.